أخبار عاجلة

علي شمدين: نصائح فورد لا تساوي جملاً!!

Share Button
لقد اعتاد السفير الأمريكي السابق في دمشق (روبرت فورد)، أن يطل علينا بين الحين والآخر ليسدي إلينا بنصائحه التي تصل أحياناً إلى حد التحذير، وآخر هذه النصائح هي التي أطلقها خلال تصريح أدلى به بتاريخ (٣/٢/٢٠٢٤)، كان فحواه أن تبادر قوات سوريا الديمقراطية إلى تقديم التنازلات للحكومة السورية، وبأنها سوف ترتكب خطأ جسيماً إن ظلت تعتمد على حماية الولايات المتحدة الأميركية، وبالرغم من أن تصريحاً كهذا يتضمن بالتأكيد بعضاً من الحقيقة المرّة التي كثيراً ما تجرعها الكرد من يد الحكومات المتعاقبة لبلاده، إلاّ أن أفعاله التي تأتي متناقضة مع تصريحاته، تجعل المرء يشك في مصداقيتها، ويمعن فيها طويلاً قبل أن يأخذ بها.
فإننا نتذكر ما قاله روبرت فورد خلال حضوره آواخر عام ٢٠١٢، إلى عاصمة إقليم كردستان العراق (هولير)، واجتماعه في مقر القنصلية الأمريكية بـ(عين كاوا)، مع عدد من ممثلي الأحزاب الكردية المنضوية في إطار المجلس الوطني الكردي في سوريا (ENKS)، وكنا نحن أيضاً من بين الذين تم دعوتهم حينذاك إلى هذا اللقاء، وذلك في إطار مساعيه لإقناع (ENKS)، بالموافقة على الإنضمام إلى (الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية)، الذي كان قد تم الإعلان عنه في دبي بتاريخ (١١ تشرين الثاني ٢٠١٢)، وحينها أكد فورد: (إنهم سوف لن يتعاملوا مع الهيئة الكردية العليا، لأنها تضم بين صفوفها حزب الاتحاد الديمقراطي الذي يتبع لحزب العمال الكردستاني.. ولهذا فإنه يعتبر بالنسبة لنا خطاً أحمر..).
لم يكن تصريحه هذا مفاجئاً للحضور، باعتباره كان حينذاك يعبر عن موقف حكومته، وإنما المفاجئ هو أن ينقلب هذا الخط الأحمر الذي رسمه روبرت فورد حول حزب (PYD)، إلى خط أخضر في ليلة وضحاها، ويتم الاتفاق علناً بين الجانبين في إطار تحالف دولي لمحاربة منظمة داعش الإرهاببية ودحرها بتضحيات قوات (YPJ,YPG)، وبطولاتهما التي أبهرت العالم ، فلو أنه لم يفوت تلك الفرصة التاريخية، وقَبِل حينذاك أن يتعامل مع الهيئة الكردية العليا التي كانت تمثل عموم الحركة الكردية في سوريا، وساهم في تعزيز دورها في المحافل الدولية كمرجعية كردية تحظى بدعم الجماهير الكردية التي كانت تخرج إلى الشوارع وهي تهتف (الهيئة الكردية تمثلنا)، لربما سارت الأوضاع الميدانية باتجاه أفضل مما يعيشه شعبنا الكردي اليوم بين سندان الجوع والحرمان والبطالة والهجرة والتشرُّد، وبين مطرقة المجاميع الإرهابية المسلحة التي تنهب المناطق الكردية المحتلة وتعبث بحياة سكانها بشكل وحشي يندى لها الجبين ومن دون أن يحرك النظام ساكناً دفاعاً عن سيادة البلاد التي يدعي تمثيلها، فضلاً عن القصف المستمر للقوات التركية للمنشآت الحيوية في المدن والبلدات الكردية وتدمير بنيتها التحتية بهدف تفريغها وتغيير ديمغرافيتها على مرأى ومسمع المجتمع الدولي عموماً والولايات المتحدة الأمريكية خصوصاً.
لا شك بأن المتابعين لتاريخ العلاقات الكردية- الأمريكية يدركون حقيقة الموقف الأمريكي من القضية الكردية، والذي يعتمد المصالح في بلورته لا المبادئ، وقد تبين عملياً بأن السيد فورد كان يجيد هذا المنطق ببراعة، فهو نفسه كان مهندساً للسياسة الأمريكية في سوريا ويدير الأوضاع فيها، وهو نفسه الذي أعلن رسمياً عن دعم بلاده للاحتجاجات التي انطلقت في البلاد، وساهم بنفسه في تأجيجها خلال مشاركته في التظاهرات الجماهيرية في حماة بتاريخ (٧ تموز ٢٠١١)، وهو اليوم يعود إلى نقطة الصفر ليقول بأن سوريا لا تشكل أولوية للولايات المتحدة، وأنها حتى بالنسبة لإدارة بايدن باتت مجرد قضية ثانوية ليس إلّا، ولا ينسى أن يختتم تصريحه بهذه النصيحة التي لم تعد تساوي جملاً. (من المهم أن يدرك قادة قسد بأن يقدموا تنازلاتٍ لحكومة النظام السوري في المفاوضات، وأنهم سيرتكبون خطأ كبيراً جداً إذا اعتمدوا على حماية الولايات المتحدة الأميركية..).
Share Button

عن PDPKS

x

‎قد يُعجبك أيضاً

Newaf Hemed: Têkoṣero

Ev helbest min li ser Têkoṣer û xebatkarê hêja mamoste HEMÎD DERWÎṢ nivîsî bû bi ...