قال معصوم علي المحامي والقيادي في الحزب الديمقراطي التقدمي الكردي في سوريا إن مواجهة النظام بالحديد والنار للمواطن (السوري) الذي نزل إلى الشارع عفويا مطالبا الحرية والكرامة المسلوبة منه منذ عقود ونتيجة غياب قيادة حكيمة لهذا الحراك سارعت الأطراف الإقليمية التغلغل في الأزمة بمسميات مختلفة بغية إدارتها وفق أجنداتها الخاصة بعيدا عن مرام الثوار ومصالحهم وقد زاد المشهد تعقيدا وقوف المجتمع الدولي موقف المتفرج مكتفيا بإصدار بيانات خجولة لا تتضمن سوى التأسف وإبداء القلق.
وأضاف علي في لقاء مع شبكة ولاتي قد كان جليا لكل متتبع أن الروس والأمريكان كانوا متفقين ولو تحت الطاولة على إيصال الوضع في سوريا إلى هذا الحد بغية فرض أجندات تتفق ومصالحها في الشرق الأوسط المرسوم بأيادي فقدت لنفوذها حاليا – إنكلترا وفرنسا . ولكن لماذا نرى هذا التحرك الجدي الآن من قبل كل من أمريكا وروسيا ؟ حيث نرى ذلك من خلال استصدار قرار من مجموعة الدول التي اجتمعت في ميونيخ الألمانية بفرض وقف إطلاق النار وتوثيقها من مجلس الأمن دون الرجوع إلى المعارضة ولا حتى النظام .
ويعتقد علي أن الدولتين تدركان أن الطبخة استوت وبات بمتناولهما مفاتيح لأزمات كامنة في جغرافية منطقة الشرق الأوسط يسهل استخدامها متى شاءتا وعلى رأسها تنامي السلفية أو التطرف الإسلامي الذي يهدد المنطقة بأكمله ودول البلقان وكذلك أجزاء من روسيا وحتى الاتحاد الأوروبي وقد لا تكون أمريكا ذاتها بمنأى عن تطاير شرارة هذه الأزمة . ناهيك عن أن التقسيمات وفق سايكس وبيكو لم تراع مشاعر ومصالح شعوب المنطقة وتنامي ظاهرة التطرف الأثني أيضا يهدد استقرار المنطقة وبالتالي مصالح هاتين الدولتين (روسيا وامريكا)بانفجار أزمات جديدة في المستقبل .
وقال علي: رغم التحرك الجدي من قبل الدول أصحاب القرار لإيجاد حل للأزمة السورية إلا أن غموضا يلف حول أي الحلول يمكن أن يقبل به الأطراف المتصارعة ويضمن مصالحهما ولا يغيظ الأطراف الإقليمية أو بمعنى آخر أي الحلول يمكن تطبيقه على أرض الواقع ؟؟ وجوابا لهذا السؤال كان تصريح نائب وزير الخارجية الروسي حينما صرح بأن الفيدرالية يمكن أن تكون الحل الأمثل للسوريين جميعا وأعقبه وزير الخارجية الأمريكي قائلا أن سوريا قد تتجه نحو التقسيم فيما إذا لم تلتزم الأطراف بوقف إطلاق النار الأمر الذي أخرج أطرافا من المعارضة السورية عن طورهم مهددين بعدم قبولهم بالفيدرالية متمسكين بمركزية السلطة وتنحي بشار ما يعني إعادة إنتاج نظام مشابه للنظام الذي ثار عليه الشعب مطالبا حريته وكرامته …
وأشار أنه بغض النظر عن طرح فكرة الفيدرالية جديا من قبل هاتين الدولتين – روسيا وأمريكا- أم للضغط على أطراف الصراع للالتزام بوقف إطلاق النار والجلوس إلى طاولة الحوار لإيجاد الحلول السياسية المناسبة معتقدا بأن الفيدرالية هي أرقى نظام ديمقراطي يمكن من خلالها تأمين مصالح كافة مكونات الشعب السوري الأمر الذي يبعث الأمل بعيش مشترك وأنها لا تعني تقسيم البلاد إلى كانتونات أو أقاليم كما تروج لها بعض أطراف المعارضة التي تبتغي فقط استلام السلطة ..
ورأى أنه يستحيل الحفاظ على بقاء سوريا موحدة بعد هذا الدمار والاستنزاف البشري والحروب العبثية بين مكوناته إلا بنظام حكم اتحادي فيدرالي تعددي برلماني يحفظ حقوق الجميع الأثني والمذهبي ويجنبها التقسيم الذي يعني تدخلات اقليمية أكثر وضوحا وحروبا أكثر فتكا وأطول أمدا.
وقال علي في الختام: الكرد مكون رئيسي في البلاد تعرض لاضطهاد مزدوج من النظام البعثي منذ عقود وواجه سياسة الأرض المحروقة والإبادة الجماعية ولازال من قبل المنظمات الإسلامية المتطرفة وعلى رأسها داعش وبدعم ومساندة تركيا وربما قطر وغيرها وهنا لا أشك أن مصلحته تكمن في إنهاء هذه الحروب وإقامة الدولة الفيدرالية التعددية البرلمانية العلمانية, وتجنبه من الغبن مرة أخرى يكمن في ترتيب البيت الكردي والاستفادة من جميع الطاقات المتوفرة دون تهميش أو إقصاء ونبذ الخلافات البينية تحضيرا لتشكيل الشخصية الكردية السورية وصولا إلى إيجاد مرجعية سياسة تشرف على القوات الكردية الموحدة وتدير شؤون مناطقه وتدافع عن حقوقه في المحافل الدولية ذات الصلة.