على مدى ثلاث سنوات من الدم والدمار ، ثلاث سنوات من الفتك بالعباد والبلاد وتدمير البنى التحتية لم توقف بعد طاحونة الحرب المجنونة رحاها ولا زالت غيوم النار والدمار تحوم في سماء وطننا الحبيب .
قبل ثلاث سنوات خرج غالبية الشعب السوري وفي مختلف المناطق ومن كافة مكونات وشرائح الشعب مطالبة بالحرية والكرامة ، نتيجة الضغوط والممارسات الشوفينية ا التي كان يمارسها النظام بحقد لا مثيل له بحق شعبه ، ومنذ البداية تم اللجوء إلى الحل العسكري والأمني والدفع بتسليح المعارضة بهدف إخراج الثورة عن مسارها الثوري وحتى الوطني.
ولأن المعارضة السورية لم تنجح في مسك زمام الأمور وحماية الثورة من المتسلقين والمتطرفين الراديكاليين ، فقد فقدت الثورة التي كانت سلمية لأكثر من ستة أشهر بوصلتها الثورية ، ووقعت في فخ النظام باللجوء إلى السلاح والدعوة إلى تسليح المعارضة، وهذا ما كان ينتظره النظام الذي لجأ إلى استخدام كافة صنوف الأسلحة بما فيها الأسلحة الكيماوية.
وكما كان متوقعاً بقيت المعارضة السورية السياسية والمسلحة وحيدة في مواجهة آلة حرب النظام والشبيحة والميليشيات التي تقاطرت من لبنان والعراق واليمن والجيش النظامي الإيراني ” الحرس الثوري” نتيجة تقاعس المجتمع الدولي وعدم إيفاء الدول الغربية وأمريكا بوعودها بتقديم الدعم والأسلحة النوعية للمعارضة المسلحة. واليوم وقد تغيرت المعادلة والمصالح وحتى بعض المواقف إلا أن حمام الدم السوري بقي مستمراً.
لقد تجاوزت الاستهانة بدماء السوريين حدودها ، فكلما يمر يوم آخر على هذه الثورة المجيدة يزداد أعداد الشهداء والمفقودين والمشردين ، وتزداد صرخات الجياع الذين بات الخبز حلماً كبيراً وضائعاً لهم، حيث لا تترك شظايا الحرب خلفها إلا آلاماً ونتائج كارثية.
واليوم وقد فشلت كل الطرق والأساليب في فتح باب الحل الموصود والمغلق نتيجة عدم وجود توافق دولي على آلية وسبل وطريقة الحل، على العقلاء وخاصةً الوطنيين منهم البحث عن مخرج لإنقاذ ما تبقى من سوريا بعد استحالة الحسم العسكري رغم تغير بعض المواقع هنا وهنك.
كل من لا ينظر بعين واحدة الى هذه الأزمة وما آلت اليه الأوضاع يعرف تماماً بأن الثورة السورية قد سرقت من السوريين ، وأن سوريا أصبحت ساحة رهان للمصالح الدولية وحلبة كبرى لصراع القوى الإقليمية واللاعبين الكبار الذين يبحثون عن حلول للمشاكل بالجملة ، ربما يكون لأزمتنا نصيب في الحل بينها.
ميران درويش