أولت الصحافة الغربية إهتماماً كبيراً بتطورات الوضع في غربي كوردستان، مشيرة، إلى أن هجمات التنظيمات الإسلامية على القرى والمدن الكوردية تسببت بنزوح عشرات الآلاف من المدنيين.
وقالت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية، في تقرير لها نشرته، يوم أمس الجمعة، أن “الكورد كانوا يأملون بالوقوف بعيداً عن الحرب الأهلية في سوريا التي دخلت عامها الثالث، وكانت المناطق الكوردية آمنة نسبياً لفترة من الوقت، لكن في الآونة الأخيرة، تكثفت الاشتباكات بين وحدات حماية الشعب الكوردية والجهاديين العرب، الذين يرون المطالبات الكوردية في الاستقلال الذاتي والأراضي باعتبارها تحديا لتحقيق هدفهم إقامة دولة إسلامية”.
وأشارت الصحيفة، أن المعارك الجديدة، هي حملة من قبل الجهاديين تهدف لتدمير قطاع الزراعة وقطع إمدادات الكهرباء والمياه، وإلى خلق لتوترات بين الكورد والعرب.
وأبرزت الصحيفة، أن الكورد السوريين أصبحوا ضحية أخرى من ضحايا الحرب في مجتمع متعدد الأعراق.
أما صحيفة جيورزاليم بوست، فقد نبهت أن ما سمته “الصحوة الكوردية في كوردستان سوريا” يمكن أن يؤدي إلى تعقيدات إقليمية؟
و قال العقيد (المتقاعد) الدكتور جاك نيريا، وهو محلل خاصا للشرق الأوسط في مركز القدس، أن كوردستان على وشك أن تصبح بؤرة توتر جديدة في الشرق الأوسط، مشيراً أن الشعب الكوردي سعى إلى الحكم الذاتي منذ مدة طويلة، وخلقت الحرب الأهلية السورية فرصة جديدة بالنسبة لهم لتحقيق هدفهم.
وقال نيريا، أن اليوم يشهد للمرة الأولى في التاريخ الكوردي السوري الحديث، سيطرة الكورد على مناطقهم، حيث تدار المناطق الكوردية المحررة من قبل المجالس المحلية، وأن قوى سياسية تخطط لتشكيل حكومة كوردية مؤقتة نظرا لعدم وجود أي سلطة مركزية.
وأضاف نيريا أن الكورد يواجهون قوى جديدة ليس فقط من نظام الأسد إنما من قوى جهادية متمردة وهي النصرة والدولة الإسلامية في العراق والشام، والتي هي على استعداد للقتال للحفاظ على السيطرة على المناطق الحدودية السورية مع تركيا والعراق، على التوالي، من أجل ضمان استمرار تدفق السلاح في أيديهم.
وأضاف المستشار السابق للسياسة الخارجية لرئيس الوزراء اسحق رابين، ونائب رئيس لجنة تقييم الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية، أن المناطق الحدودية لا تقل أهمية للكورد والتي تعني لهم التواصل الجغرافي بين كوردستان سوريا، وكوردستان العراق وكوردستان تركيا و ربما كوردستان إيران.
ويضيف العقيد الإسرائيلي المتقاعد أن كوردستان هو الجسر البري المحتمل للعديد من الصراعات في الشرق الأوسط، وأن المناطق الكوردية الحدودية توفر دعماً لوجيستياً للكورد السوريين عبر إقليم كوردستان، كما أن إيران، أيضا، تسعى للحصول على ممر لتزويد حليفها السوري و حليفها حزب الله في لبنان. و أن أي قوة ستسيطر على منطقة المثلث الحدودي بين العراق وسوريا وتركيا سوف تكون قادرة على السيطرة على ممرات إمدادات كردستان. مضيفاً أنه مع وضع كل هذه المصالح المتصارعة في الاعتبار، فمن السهل أن نرى لماذا سيكون مصير كوردستان مساعداً على تحديد شكل مستقبل الشرق الأوسط.
من جانبها اتهمت صحيفة العالم الاشتراكي، الولايات المتحدة الأمريكية و قطر و السعودية بدعم و تمويل الفصائل الإسلامية المسلحة التي شنت هجمات و أدت إلى مقتل المئات من المواطنين الكورد في سوريا.
و قالت الصحيفة أن القتال بين الكورد والإسلاميين يضيف طبقة أخرى من الصراع إلى حرب بالوكالة للإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد، و هو ما يدل على الطابع الرجعي للحملة الأمريكية لتغيير النظام في سوريا، مشيرة أن الكورد حاولوا عموما تجنب الصراع مع أي من القوات الحكومية أو المعارضة. إلا أن الجماعات الإسلامية تحاول بسط سيطرتها على المناطق المنتجة للنفط العائدة للكورد.
و أشارت الصحيفة أن هجمات الإسلاميين التي أدت إلى مقتل المئات من المدنيين الكورد في مدينتي تل أران وتل حاصل، جعلت إدارة أوباما مضطرة إلى إدانتها بعد الإدانة الروسية لها.
و قالت الصحيفة أن هذه الهجمات، أجبرت عشرات الآلاف من الكورد على الفرار عبر الحدود إلى كوردستان العراق، بالرغم من قرب الحدود التركية، ولكن الحكومة التركية تفرض حصاراً عليهم سواء لدعم الإسلاميين ولتجنب أي زيادة في عدد الأكراد الذين يعيشون داخل تركيا.
أما صحيفة تودي زمان التركية فقد عبرت عن مخاوفها من أن المعارك بين وحدات حماية الشعب الكوردية و تنظيمات مرتبطة بالقاعدة قد تحمل في طياتها احتمال أن تفجر صراعاً جانبياً تؤدي إلى حرب أهلية أوسع نطاقا في سوريا.
و أشارت الصحيفة التركية في تقرير لها أن هذه المعارك كانت سبباً في نزوح جماعي للمدنيين من المنطقة إلى إقليم كوردستان العراق المجاور.
و قالت الصحيفة أن حوالي 30،000 كوردياً، فروا من المنطقة في الأيام الأخيرة وعبروا الحدود إلى المنطقة الكوردية المتمتعة بالحكم الذاتي في العراق، مؤكدة أن هذه الهجرة الجماعية وضعت أعباء كبيرة على حكومة إقليم كوردستان وقدرتها على تلبية احتياجات اللاجئين.
PUKmedia
إبراهيم خليل/ القامشلي