لم يعد خافيا على احد ما جرى ويجري في مدينة سري كانية بوابة المناطق الكردية الآمنة وكذلك الدوافع والمرامي والغايات مما يحصل بين القوى المعادية للشعب الكردي وقضيته بالمجمل وبين الحركة الوطنية الكردية حيث استطاعت الحركة بقواها السياسية والمجتمعية الحفاظ على حالة الاستقرار النسبي في المناطق الكردية بإتباعها للأسلوب السلمي في نضالها وأصبحت المنطقة كحاضنة لمجاميع المهاجرين والفارين من القتل والتدمير من المحافظات الأخرى وبدل المحافظة على هذا الواقع الايجابي كملاذ امن لم يرق ذلك لعدة جهات ومن منطلقات متباينة ولكنها تلتقي في الأهداف والنتائج فالدولة التركية التي لا تمارس سوى الأسلوب العسكري لحل القضية الكردية تعادي الحلول السياسية الديمقراطية للقضية الكردية في سوريا أيضا وتحاول عرقلة أية خطوات في الاتجاه السلمي..
والأحرى إن تتبع الحل السياسي كخيار استراتيجي للتعامل مع حركة التحرر الكردية ضمانة للاستقرار في المنطقة عامة .ولكن بدل ذلك تستخدم أدواتها من الجماعات المسلحة التي تجندهم لزعزعة الاستقرار في المناطق الكردية حيث تمارس تلك الجماعات الإرهابية حرب قائمة على القتل والتدمير والسلب والنهب وضد جميع مكونات المنطقة وبحجج واهية لان المنطقة كانت شبه خالية من الوجود العسكري للنظام وهي تخدم النظام وتقوم بالقتل والتدمير نيابة عنه ..
ومما يؤسف له هو موقف قوى المعارضة التي لا يتعدى البيانات الخجولة فإذا كانت تلك القوى تخدم الثورة والشعب السوري كان الأحرى بقوى المعارضة تبني مواقفها ونتائج إعمالها أو العكس إما هؤلاء الذين يدعون ويستخدمون اسم الكرد ويقفون بالضد من مصلحة الشعب والى جانب تلك الجماعات المأجورة عليهم البحث عن تسميات أخرى لأنفسهم .. لان الشعب الكردي بقواه السياسية والمجتمعية كافة اختارت الأسلوب السلمي الديمقراطي لتحقيق وتحصيل حقوقه المشروعة وان ما يجري فرض عليه فرضا وانه غير عاجز عن الدفاع عن نفسه ووجوده .
إن الجهات التي تتحجج بذرائع غير مقنعة وتتهرب من مسؤولياتها تضع نفسها بلامبالاتها في موضع لا تحسد عليه وطنيا وتاريخيا.