سعد خالد الرشيدي: سورية وحرب القوميين

Share Button

1استوقفتني كثيرا كلمة الرئيس الاميركي براك اوباما بخصوص الوضع في سورية، واعتقد مسبقا ان كلامي لن يرضي هوى القوميين الذين دائما ما يدافعون عن العروبة فقط عندما تتعرض لخطر خارجي اما عندما يكون الحديث عن أزمة داخلية وعقاب جماعي من القائد فيفضلون الصمت المطبق باعتباره شأنا داخليا.

اوباما، قال اذا اخترنا ان نعيش في العالم حيث أمكن «لبلطجي» وقاتل مثل بشار الاسد أن يقتل الآلاف من أفراد شعبه بالغاز دون أن ينال عقابه، فإن ذلك قد يقدم مثالا سيئا لآخرين يحذون حذوه مثل ايران وحزب الله وكوريا الشمالية.

عندما شرعت في كتابة مقالي لم اكن متأكدا ما اذا كانت اميركا ستضرب سورية اما ان حديثها عن الرد العسكري مجرد قنبلة صوتية تحاول من خلاله معرفة ردود افعال قادة المنطقة وايران، وبعيدا عما اذا كانت ستتخلى الولايات المتحدة عن ضرب دمشق بعد نتائج التحقيق المؤكدة في هجوم نظام بشار بالغاز السام على شعبه ما تسبب في قتل مئات المدنيين ام انها ستقوم برد محدود لمعاقبة الرئيس السوري بشار الاسد؟ فإن برأيي المسؤولية الأدبية والاخلاقية والمجتمعية بغض النظر عن التسميات العديدة لهكذا توصيف، فإن الأحداث الاخيرة تستدعي من الجميع التصدي لمثل هذا الهجوم الوحشي والصارخ من قبل قوات بشار ولو من باب الشجب والتنديد، وليس القفز على جوهر الاحداث بتحويل المعركة من الدفاع عن أبرياء قتلوا في سورية بالكيماوي اضافة إلى الذين قتلوا كل يوم منذ بدء الصراع في سورية، إلى معركة قومية عنوانها العريض الدفاع عن دولة عربية شقيقة ستتلقى ضربة ظالمة من دول اجنبية غربية.

ليس هكذا تورد الابل، ففي علم المجتمعات المتحضرة يتعين لبقاء استقرار الشعوب وللحفاظ على الشرعية ان يكون هناك رادع لكل متجاوز، واعتقد ان ما يحدث في سورية يحمل العديد من المؤشرات القوية على ان النظام تجاوز هناك كل الخطوط الحمراء في مواجهة شعبه.

بالطبع التدخل في سورية يعكس المخاوف بشأن مخاطر الرد العسكري، والتكهنات بخصوص إعادة تقسيم المنطقة، والحديث المتنامي بخصوص تحرك الدول الغربية القوية نحو توقيع اتفاقية «سايكس- بيكو» جديدة، وفيما يبدو من المستبعد توجيه ضربة عسكرية واسعة في المنطقة ورصد واسع من ايران، الا انه من المناسب كما قال الرئيس الفرنسي فرانسوا أولوند لصحيفة لوموند ان نؤيد القيام بتحرك عقابي حازم على بشار بسبب الهجوم بعد ان ألحق ضررا لا يمكن علاجه بالشعب السوري.

لم يكن يرغب احد في تفاقم الوضع السوري، الا ان بعد تقطيع النظام السوري للوقت بخلاف تقطيع شعبه لنحو 3 سنوات في المعارك التي قادت إلى موت مئات الالاف من ابناء الشعب كان يتعين التدخل العسكري للفصل وحسم المعركة، ربما الوقت غير مناسب في ظل تطورات الاوضاع في المنطقة العربية الا ان في النهاية لا يمكن السكوت عن ذبح شعب بكامله.

الراي القطرية

 

Share Button

عن PDPKS

x

‎قد يُعجبك أيضاً

صدور العدد الجديد 639 من الديمقراطي

صدور العدد الجديد (639) من جريدة الديمقراطي باللغتين العربية و الكردية. الافتتاحية : من المعلوم ...