سرتيب جوهر: ليلى خان… في عام 1989 تنبئ مام جلال باحتلال الكويت

Share Button

 

141/4/2020

سرتيب جوهر

 مساءاً، أتى إليّ صديقي (دارا بركات) كي نذهب سوية لزيارة الأستاذ حميد درويش. استقبلتنا زوجته السيدة ليلى خان زوجة و هي امرأة واعية ومثقفة، من عائلة مناضلة ولأن حديثنا كان في السياسة، شاركتنا هي أيضاً.

تعرفت ليلى خان قديماً على العديد من القادة الكرد، وخاصة  قادة الاتحاد الوطني الكردستاني والحز ب الديمقراطي الكردستاني.

اثناء شربنا  للقهوة والشاي، تحدثت لنا ليلى خان عن بعض ذكريات الأستاذ حميد مع المام جلال في دمشق والقامشلي، وتأسفت كثيراً على رحيله وكذلك وفاة بعض الأصدقاء من القادة الاخرين .

ليلى خان، لم تتحمل أية مسؤولية في قيادة الحزب الديمقراطي التقدمي، لكنها تمتعت بتأثير مهم في حياة الحزب بعد ارتباطها بالأستاذ حميد وكانت من المساندين والداعمين الرئيسيين له ووقفت الى جانبه في حياته ونضاله . خاصة في المراحل الصعبة .

المرحوم حميد درويش كان يهتم كثيراً بعائلته وكان يهتم بوجودها الى جانبه في المناسبات العامة ، ولعبت ليلى خان دور في الحفاظ على الجو الرفاقي بين قيادة الحزب وكان بيتها مقراً للحزب تعقد فيها اجتماعات القيادة كما انها حافظت على الألفة والتعاون بين أوساط الرفاق الحزب من خلال علاقاتها مع جميع الرفاق وعائلاتهم وتعهدت بان تحافظ على دورها بين الرفاق بعد وفاة زوجها الاستاذ حميد سكرتير الحزب.

بعض الذكريات التي تحدثت لي ليلى خان عنها ففي العام 1989، حين زارت برفقة زوجها الاستاذ حميد منزل مام جلال في دمشق، و الذي كان في لقاء مع بعض الصحفيين الفرنسيين، بعد ذلك اللقاء خرج مام جلال متفائلاً بالأوضاع في كردستان قائلاً : قلت للصحفيين بأن صدام آيل للسقوط وهناك احتمال كبير أن يغزو الكويت ويضع نفسه في مشكلة، والمجتمع الدولي لن يقبل بذلك .

ليلى خان كانت تسرد تلك الأحداث بتشوق وكل لحظة كانت تدعو له  الرحمة. وقالت: قلت لمام جلال وكيف يحدث ذلك، فهل صدام قوي إلى تلك الدرجة حتى يغزو الكويت؟ أنت تطيّب خاطرك وخاطرنا بهذا الكلام وانا لا أتوقع أن يقوم صدام بذلك. عندها قال مام جلال : ليلى، سأذبح سبعة خراف وأوزعها على فقراء الحي إن لم يحدث ذلك (قصد المام جلال منزله في حي المزرعة بدمشق) وإن قام بتلك الغلطة فإني سأذبح سبعة خراف أخرى.

وأنا قلت له : إن وهبت أربعة عشر خروفاً للفقراء، فأنا سأهب خمسة وعشرين. ورد مام جلال ضاحكاً : إذاً، نحن قد تشارطنا وسوف نرى ما سيحدث.

تقول ليلى خان: مرّ زمن  على تلك الزيارة، وكنت قد نسيت ذلك الشرط مع مام جلال. إلى أن جاء مع وفد من المعارضة العراقية إلى القامشلي للدخول الى كردستان بعد الانتفاضة وقال : هل أنت على وعدك يا ليلى، ستهبين خمسة وعشرين خروفاً للفقراء؟

قلت له: مام جلال، أنا على وعدي، وهي بشارة خير .

جلسنا لفترة طويلة في زيارتنا لها، نحتسي الشاي والقهوة ونأكل الحلويات الكردية، انها كريمة جداً وتقدر الضيوف إلى أبعد حد. قلت لها: ليلى خان، كان الأستاذ حميد مناضلاً معروفاً في ساحة النضال الكردي، وكان لي علاقات قوية معه، ولأنني لم أستطع الحضور في مراسيم عزاءه، أتيت الآن كي أقوم بواجب العزاء.

بعد ان انتهينا من زيارة منزل الاستاذ حميد، أردت زيارة المقر الرئيسي للحزب الديمقراطي التقدمي الكردي في سوريا.

كان المطر يهطل بغزارة مع لفحة برد قوية في الخارج، كنت أمشي مع الأصدقاء في شوارع القامشلي الضيقة والمعتمة. و قد عرفت  سابقاً مقر الحزب،  وهو قديم وقبو في بناية و مكانه معروف ، لم أجد أية لوحة أو شاهدة فوق المقر، عدا مقر حزب الاتحاد الديمقراطي، كانت مقار جميع الأحزاب الأخرى  شقق أو بيوت  صغيرة ، ولا تشبه  مقرات الاحزاب في اقليم كردستان والمحاط  بحواجز  إسمنتية وحراس على الأبواب الرئيسية، حتى مسؤولي الاتحاد الديمقراطي الذي يعتبر القوة الرئيسية في غرب كردستان، كان حراس مقرهم على الباب ولم يكونوا يتجولون حوله.

كل أولئك الذين التقينا بهم كانوا إما بمفردهم او معهم سائق فقط، ثقافة قافلة من الحمايات والتزمير لم تكن موجودة هناك، حتى ان تحركاتهم كانت محدودة ويتجولون في نطاق ضيق، ولم تكن تعرف إلى أين يذهبون.

وصلنا إلى المقر، استقبلنا كل من احمد بركات وحسن جنكو أعضاء المكتب السياسي، بعد الترحيب تحدثنا عن التطورات في غرب كردستان  .

أحمد بركات، عضو قديم في الحزب، شخص هادئ وله دور كبير في الحزب ومن الشخصيات المعروفة في الحزب، بعد الترحيب بنا، وشرب  القهوة ، تحدث لنا عن وضع الحزب والأحداث الأخيرة في المنطقة ومرحلة ما بعد الاستاذ حميد. كانوا مهتمين  بانعقاد مؤتمر الاتحاد الوطني الكردستاني وأوضاعه ، وقلت لهم: بأنني اتمنى أن تعقدوا مؤتمركم أيضاً وتبدأوا مرحلة جديدة بعد الاستاذ حميد.

ما لفت انتباهي، صورة مؤطرة وكبيرة للأستاذ حميد، موضوعة على كرسي، كان الاستاذ حميد يجلس دائماً عليه، وكانت الصورة ومكانها تعبير من رفاقه عن مدى حبهم وتقديرهم له.

كانوا يعتقدون أن المرحلة  بحاجة إلى كاريزما الاستاذ حميد و تلك الكاريزما لن تتكرر ، و حول انعقاد المؤتمر في الظروف الحاليةً صعب نوعاً ما، لذلك وضعوا تلك الصورة بما معنى أنه سكرتير حزبهم ولا يزال.

و عن انعقاد المؤتمر، قال أحمد بركات: ليست لدينا مشكلة، فنحن عقدنا مؤتمرنا منذ فترة قريبة ، ولا يتطلب الأمر أن نعقد المؤتمر الآن، لأنه لا توجد لدينا مشكلات او حاجة ملحة لانعقاده بشكل مبكّر .

تحدثنا بشكل مطول، بعدها ودعناهم ، وتمنينا اللقاء في ظروف أفضل.

عن كردستاني نوي

Share Button

عن PDPKS

x

‎قد يُعجبك أيضاً

صدور العدد الجديد 641 من الديمقراطي

صدر العدد الجديد 641 من جريدة الديمقراطي التي يصدرها الحزب الديمقراطي التقدمي الكردي في سوريا، ...