رحلت هذه المرة دون سابق إنذار ،بالعادة عندما كنت تنوي السفر تجهز امتعتك قبل موعد السفر وكنت تقول دائما لااستطيع النوم وامامي سفرة ، هذه المرة رحلت ومعك هموم كثيرة كنت تعمل ليل نهار على إيجاد حلول لها. أهم ماكان يؤرقك احتلال رأس العين وموجة النزوح التي رافقت ذلك، وسبل تأمين المأوى للنازحين.
استنفرت منظمات الحزب في القامشلي لتأمين بيوت للرفاق والفقراء من ابناء سريكانييه ،كان يؤرقك كثيرا ماذا بعد سريكانييه هل سيتوقف العدوان أم سيستمر وماهي الوجهة التالية، في السابعة إلا ربعا مساءا خرجنا من عندك انا والرفيق احمد سليمان كنت مرهقا،متعبا،كتبنا رسالة باسمك إلى السيد مظلوم تحثه فيها على قبول الاتفاق الروسي-التركي خوفا من توسع دائرة الاحتلال لمناطق اخرى،طلبنا منك ان ترتاح وعدنا إلى المكتب وكان اللقاء الأخير.
في الذكرى الأولى لرحيلك اقول لقد تركت فراغا كبيرا في الحقل السياسي الكردي والسوري والكردستاني ، كم كنا بحاجة لحمكتك، وخبرتك،وشجاعتك في اتخاذ القرارات المهمة والمصيرية،لكنني و رفاقك الآخرين الذين عملوا معك مدة طويلة في قيادة الحزب يسيرون على نهجك و وفق تلك القيم والمبادئ التي حملناها معا وتعلمنا الكثير منها منك، قادرون على إدارة شؤون الحزب بجدارة .
لايسعني أيها الأخ والرفيق إلا أن أقول لك نم قرير العين فالتقدمي مدرسة نضالية كبيرة وعريقة وغنية بكوادرها قادرة على تجاوز كل الصعاب وكما كنت دائما في مقدمة المواجهين لكل المصاعب ستجد رفاقك أيضا في نفس المكان وستبقى راية التقدمي(بيشفرو)خفاقة، عالية، كما كانت بفضل الآلاف من المناضلين من اعضائه .
لروحك الرحمة والسكينة، وستبقى حيا في ذاكرة رفاقه وشعبك.
لك المجد والخلود أيها الرفيق العزيز.