أجرت وكالة أنباء هاوار لقاءا مع الأستاذ احمد سليمان عضو المكتب السياسي في الحزب الديمقراطي التقدمي الكردي في سوريا حول اتفاقية دهوك ونتائج الاجتماعات بين أحزاب المجلس الوطني الكردي. وفيما يلي نص القاء:
قامشلو- قال عضو المكتب السياسي في الحزب الديمقراطي التقدمي الكردي في سوريا أحمد سليمان إن على الأحزاب الكردية في روج آفا وضع خلافاتها ومشاكلها جانباً والعمل من أجل إنجاح اتفاقية دهوك. وأشار إلى أنهم لن يحددوا موعداً للاجتماع مع حركة المجتمع الديمقراطي إلا بعد حل الخلافات بين أحزاب المجلس الوطني الكردي.
جاء ذلك في لقاء خاص أجرته وكالة أنباء هاوار مع عضو المكتب السياسي في الحزب الديمقراطي التقدمي الكردي في سوريا أحمد سليمان للحديث حول اتفاقية دهوك ونتائج الاجتماعات بين أحزاب المجلس الوطني الكردي.
وقال سليمان إن لقاء دهوك جاء في وقت تتعرض فيه مختلف مناطق كردستان للاعتداءات، الأمر الذي كان يستدعي ضرورة تحقيق الوحدة الكردية للتصدي لهذه الهجمات. ورغم إن هذه الوحدة لم تتحقق بشكل كامل إلا أن الاتفاق الموقع بين حركة المجتمع الديمقراطي والمجلس الوطني الكردي خطوة مهمة. وأشار أحمد إلى وجود بعض المشاكل والخلافات وإن عليهم تجاوزها وحلها تحقيقاً للمصلحة العامة. ونوه احمد إلى أن هذه الوحدة سوف تكون قوة كبيرة من أجل التصدي لمرتزقة داعش.
وقال سليمان إن على السياسيين وضع مصالحهم الحزبية جانباً حتى لا تتحول اتفاقية دهوك إلى هولير 1 و 2 “لكي تنجح هذه الاتفاقية التي كانت موضع رضى جميع أبناء الشعب الكردي في جميع أجزاء كردستان يجب أن يتحمل المجلسان مسؤولياتهم اتجاه الاتفاقية، هناك بعض الصعوبات ولكن يجب التحلي بالصبر والنضال الدؤوب. الفرصة متاحة اليوم لتحقيق هذه الوحدة، فثقة المجلسين ببعضهم وحل المشاكل العالقة بينهم كفيل بالحيلولة دون تكرار نتائج اتفاقية هولير. في اتفاقية هولير كانت هناك مشاكل بين المجلسين، ولكن الوضع الآن مختلف فكردستان تتعرض للهجوم. المرحلة التي نمر بها جدية وحساسة أكثر من أي مرحلة أخرى. يجب أن نمنح شعبنا الثقة بنجاح اتفاقية دهوك”.
وتابع سليمان “استغرقت لقاءات دهوك 10 أيام، كما أننا أجرينا لقاءات في هولير والسليمانية وقنديل وشكرنا الأطراف التي ساهمت في نجاح الاتفاق وكذلك للبحث في آلية استمرار ونجاح الاتفاق. أحزاب المجلس الوطني تعقد الاجتماعات منذ 10 أيام، أما بشأن حركة المجتمع الديمقراطي فلا نعرف ما هي استعداداتهم ولم نتلق منهم معلومات رسمية حول ذلك. هناك بعض الخلافات بين أحزاب المجلس الوطني الكردي وهي ليست خلافات حديثة بل هي خلافات وجدت منذ أن تأسس المجلس. لكننا سنسعى من أجل حل هذه الخلافات. مصدر الخلافات الأساسي هو الحزب الديمقراطي الكردستاني- سوريا، حيث يريد أن يمثل بأكثر من ممثل في لجنة المرجعية السياسية. إلا أن كل حزب لا يحق له سوى التمثيل بعضو واحد مهما كان كبيراً أو صغيراً. إلا أننا سوف نتعاون من أجل حل الخلافات مهما كانت من أجل تحقيق الوحدة الوطنية وبناء المرجعية السياسية”.
وحول الاجتماع المزمع عقده بين المجلس الوطني الكردي وحركة المجتمع الديمقراطي قال سليمان “حتى الآن لم يتم تحديد موعد للاجتماع، لأننا لم نتمكن بعد من حل خلافاتنا الداخلية. فلو تمكنا الليلة من حل خلافاتنا سنتوجه في اليوم التالي إلى الاجتماع مع حركة المجتمع الديمقراطي، فإذا لم نتمكن من حل خلافاتنا الداخلية لن نستطيع تحديد موعد للاجتماع مع حركة المجتمع الديمقراطي”.
وحول مصدر المشاكل التي يعاني منها المجلس الوطني الكردي في سوريا قال سليمان “المشاكل قديمة، فعندما بدأت الثورة في سوريا كان لزاماً على الحركة الكردية أيضاً أن تستعد للمرحلة، حيث تم تأسيس المجلس الوطني الكردي في سوريا، لكن التطورات في سوريا لم تجر كما كنا نتوقع، لذلك فإن الأهداف التي تأسس المجلس من أجلها لا تصلح ليومنا الراهن. المجلس لم يتمكن من لعب دوره، الأمر الذي أدى إلى فشل مؤتمرنا. مهما كانت المشاكل فيجب أن نضعها جانباً وأن نساهم في نجاح اتفاقية دهوك. باعتقادي إن هناك فرصة تاريخية لتحقيق ذلك وتعيين ممثل عن كل حزب من أجل تشكيل المرجعية السياسية، من الضروري وضع المشاكل جانباً لأن مشاكل المجلس الوطني الكردي تعيق تطبيق اتفاقية دهوك. ربما كان الجميع قد فقد ثقته بنا، ولكن بعض المشاكل الصغيرة أيضاً تحتاج أحياناً إلى مزيد من الوقت لتجاوزها”.
وقال سليمان إن على الأطراف الكردية ألا تبحث عن المبررات التي تحول دون تحقيق المؤتمر الوطني الكردي “هناك بعض المعوقات التي تحول دون عقد المؤتمر الوطني الكردي. وهي لا تتعلق فقط بالأحزاب والأطراف الكردية، بل إن ذلك يتعدى إلى تأثير بعض الدول الإقليمية والعالمية أيضاً. والسؤال هو هل القوى الكردية مستعدة لتحقيق ذلك وهل هي مستعدة للتصدي للضغوط العالمية؟ فيما لو نجح اتفاق دهوك فإن ذلك سوف يساهم بشكل كبير في تحقيق المؤتمر الوطني الكردي. والأحزاب الكبرى مثل الحزب الديمقراطي الكردستاني، الاتحاد الوطني الكردستاني ومنظومة المجتمع الكردستاني تستطيع أن تحقق ذلك، يجب عدم إضاعة هذه الفرصة الذهبية المتاحة الآن.
القوى الكردية ترغب بتحقيق هذا المؤتمر لكن القوى الخارجية لا تسمح بذلك، وباعتقادي إن توقف أعمال المؤتمر الوطني لم تكن بسب حزب أو طرف معين، بل إن القوى الدولية هي التي لم تسمح بتحقيق ذلك. يجب على الشعب الكردي إيجاد سبيل آخر وإبداء رغبة وإرادة حازمة وقوية بهذا الشأن”.
ويذكر إن سكرتير الحزب الديمقراطي الكردي في سوريا نصر الدين ابراهيم كان قد صرح لوكالة أنباء هاوار في 17 تشرين الثاني/نوفمبر بأن المجلس الوطني الكردي سيجتمع مع حركة المجتمع الديمقراطي يوم الجمعة الموافق لـ 17 تشرين الثاني/نوفمبر الحالي.
(رزكار آدانمش-رانيا محمد/ك)