أعلنت الرئاسة المشتركة للهيئة التنفيذية لمنظومة المجتمع الكردستاني، اليوم الجمعة، انسحاب قوات “الكريلا” من سنجار/ شنكال على الحدود بين العراق وسوريا، بعد ترسيخ الأمن والاستقرار في المنطقة.
وقالت الرئاسة المشتركة في بيانٍ لها إن قوات “الكريلا” تم انتشارها في المنطقة سابقاً لحماية الإيزيديين من الإبادة الجماعية على يد تنظيم “داعش” الإرهابي.
وأوضحَ البيان أن وضع الإيزيديين الآن لم يعد كما كان بعد سيطرة “داعش” على مدينة الموصل في العام 2014، وأصبح انسحاب قوات “الكريلا” من المنطقة ممكناً بعد ترسيخ الأمن والاستقرار في شنكال ومحيطها.
وهذا نص البيان:
داعش عدو الإنسانية وبدعم من سلطات حزب العدالة والتنمية احتل موصل، وبعدها هاجم شنكال وارتكب مجازر ضد الإيزيديين يصفها الإيزيديون بالفرمان الـ 74. في البداية تدخل 12 من فدائيينا لإيقاف هذه الإبادة، وبعدها قطعت قوات الدفاع الشعبي الكردستاني HPG ووحدات المرأة الحرة- ستار YJA-STAR وكذلك وحدات حماية الشعب والمرأة YPG – YPJ، الطريق أمام هذه الإبادة. وبذلك أنقذت قوات الكريلا، الإنسانية من إثم عظيم جداً، ظالم، همجي ومن الإبادة. مقاومة الكريلا في شنكال أصبحت مقاومة عموم الإنسانية. لم تسمح قوات الكريلا بأن يسيطر داعش على شنكال، ومن ثم بدأ بتنظيف المدينة منهم، وبعد أن حرر الجيش العراقي مدينة الموصل تم طرد مرتزقة داعش من محيط شنكال.
بعد أن أنقذت قوات الكريلا، الإيزيديين من الإبادة، تحولت شنكال إلى مشكلة عموم الإنسانية. ليس فقط حركة الحرية، الإنسانية عامة تقربت من الإيزيديين بحساسية لأن الإيزيدية هي الديانة الأقدم في التاريخ. الإيزيديون استخلصوا العبر والنتائج من التاريخ ومن الفرمان الـ 74 في 3 آب 2014، ولكي لا يتعرضوا مجدداً للإبادة تحولوا إلى مجتمع ديمقراطي منظم. خلال السنوات الـ 4 الماضية أعاد الإيزيديون بناء أنفسهم ضمن شروط وظروف حرة. وبعد أن طرد الإيزيديون داعش بشكل كامل من محيط شنكال، تواصلوا مع الحكومة العراقية وحاولوا حل مشاكلهم عن طريق الحواء. الحكومة العراقية التي أقامت العلاقات مع الإيزديين في شنكال، بدأت بالتحرك من أجل تلبية مطالب الإيزيديين.
الإيزيديون أشاروا أن اللقاءات مع الحكومة العراقية وفرت الظروف والإمكانات من أجل الاستجابة لمطالبهم. وبعد هزيمة داعش في المنطقة، زال الخطر إلى حد كبير جداً عن الإيزيديين. تقربات الدولة العراقية والوضع المنظم للمجتمع الكردي أزالت الشكوك عن الأمن، ولذلك لم تعد الظروف التي تدخلت من أجلها قوات الكريلا في شنكال، موجودة إلى حد كبير، ومن جهة أخرى تسعى الدولة التركية وبعض القوى لخلق الفتنة بين الكرد والدولة العراقية. موقف الدولة العراقية التي لم تعر اهتماماً لهكذا سياسات من الدولة التركية وكذلك تقربها الحساس من الإدارة والأمن الموجود في مجتمعنا الإيزيدي، دفعتنا إلى تقييم تواجد جميع قواتنا في شنكال. ونظراً لأن الإيزيديين تحولوا إلى مجتمع منظم ووصلوا إلى تلك المرحلة التي يستطيعون فيها إدارة شنكال، ولأن الحكومة العراقية تتقرب باهتمام من المطالب الديمقراطية للإيزيديين وتتحرك بشكل إيجابي من ناحية أمن الإيزيديين، اتخذنا القرار بسحب قوات الكريلا من شنكال. قوات الكريلا تدخلت في شنكال من أجل حماية الإيزيديين من الإبادة. قوات الكريلا التي حققت هدفها، تنسحب من شنكال بقلب سعيد وآمن.
حركة الحرية هي حساسة جداً منذ البداية فيما يخص الإيزيديين، خصوصاً القائد عبد الله أوجلان كان حساساً جداً من هذه الناحية، وكان يلفت انتباه حركتنا دائماً من أجل حماية الإيزيديين. كلمات القائد آبو كانت بمثابة التعليمات بالنسبة لنا، وبدون شك، إذا تعرض الإيزيديون في باكور، روج آفا، باشور والعراق وفي أي مكان كان، لهجوم، فإننا سنقف إلى جانبهم. ولكن تواجد الحكومة العراقية الحالي في الموصل ومحيطها، والعلاقات الجيدة مع الإيزيديين تشير إلى عدم وجود حاجة كهذه. نحن مؤمنون بأن الشكل المنظم للمجتمع الإيزيدي، قواتهم الدفاعية الذاتية، والتقربات الإيجابية الحكومة العراقية، وانتباه الإنسانية، ستحل مشاكل الإيزيديين. وعلى هذا الأساس نشكر كافة القوى التي قدمت الدعم في النضال ضد داعش. ونتذكر بإجلال وإكبار جميع مقاتلي ومقاتلات الكريلا الذين استشهدوا في سبيل الحياة الحرة الديمقراطية للإيزيديين وكافة مقاتلي ومقاتلات القوات الدفاعية الذاتية الإيزيدية الذين استشهدوا في سبيل تحرير شنكال.