يلماظ سعيد: سيناريوهات الحل في سوريا

Share Button

بعد أن دخلت الثورة السورية عامها الخامس، ولم تعمل الأطراف الفاعلة بجدية على إنهاء الوضع السيء وإيجاد الحل الذي يتناسب وحجم التضحيات الجسام التي قدمها الشعب السوري، 10805727_368786896614568_3867453433645108161_nوالتي كانت سببا في تعدد الأطراف التي تسربت إلى الثورة، ومن ثم تعدد اللاعبين الإقليميين والدوليين وتوجيه دفتها ومسارها باتجاه يخدم أجنداتهم، لاحت في الأفق بوادر لحلول لا تتناسب في مجملها مع الأهداف التي من أجلها انطلقت الثورة السورية، فأصبحت الثورة أمام سيناريوهات عدة لعل من أهمها: السيناريو الأول: العمل على إيجاد حل سياسي توافقي بين المكونات المجتمعية السورية و ذلك بتكريس الظروف لتوفير مُناخ حلّ و توافق سياسي أسوة باتفاقية طائف لبنانية.

وذلك بدعوة كل المكونات العرقية والمذهبية ( العشائر السنية والشيوخ المعروفين – الكورد – الآشوريين، السريان – أمراء الدروز – وجهاء العلوية … الخ ) بعيدا عن المعارضين لهم طبعا، وإعادة سيناريو المجلس الوطني، والائتلاف بالتزامن مع استمرار الضربات العسكرية للقواعد والموارد الاقتصادية لتنظيم “داعش”، وتحجيم قوته، وتحويلهم إلى مقاتلين في الصحراء، وفي نفس الوقت توجيه ضربات محكمة ضد باقي التنظيمات الارهابية ذات الأصول القاعدية في مناطق سورية أخرى لا تربط بينها و بين دولة داعش أي رابط جغرافي، ودعم بقايا التشكيلات والفصائل الثورية التي تقتنع بدعوة “الطائف” هذه، وتدفع في هذه الأثناء الإيرانيين إلى قبول التخلي عن رأس النظام في إطار صفقة كاملة بدأت ملامحها في اليمن و لبنان ولن تنتهي في سوريا ضمن بنود الصفقة الأكبر، المتمثلة بالملف النووي الإيراني. السيناريو الثاني، الذي كان من الممكن ان تتجه نحوه الثورة والوضع العام في سوريا هو مناطق نفوذ، اي تقسيم المنطقة و نقصد هنا سوريا و العراق معا، وإنشاء دول جديدة على أسس مذهبية وعرقية، والحد من التنظيمات الارهابية التي تسرح وتمرح في المناطق السنية الممتدة من حلب إلى بغداد، و ضم حمص وريفها ودمشق إلى الدولة العلوية ليكتمل الهلال الشيعي الذي يوصل طهران باللاذقية ولبنان و البحر المتوسط، وضم المناطق الكوردية في سوريا من عفرين إلى ديرك لكوردستان العراق لتصبح حدود كوردستان من عفرين الى خانقين، و حدود الدولة السنية من إدلب إلى الفلوجة و بعقوبة كما يخطط له داعش، وهو ما يخطط له حلف طهران- دمشق –موسكو كآخر الخيارات و ربما دفع تنظيم “داعش” يأتي خدمة لهذا المشروع،

إن أحسَّ هذا الحلف أنه لن يتمكن من السيطرة على سوريا والعراق كاملاً في آن واحد، فلن يكن له خيار سوى وتطبيق الخيار الثالث . اما السيناريو الثالث فهو: إنهاء الثورة بتمكين نظام الأسد الإرهابي من قبل حلفائه الروس والايرانيين الاوفياء وذلك بعد إضعاف داعش عن طريق قوات البيشمركة الكوردية و طيران التحالف وإضعاف الكتائب المقاتلة الثورية عن طريق جبهة النصرة و ملحقاتها، و من ثم إعادة تسويقه – الاسد – كمحارب و خط دفاع اول ضد الارهاب في المنطقة و من خلال ترسيخ الواقع القائم، تزامنا مع دفع الحلفاء الى ضرب داعش والترحيب بالتحالف الدولي عبر شعرة معاوية (بغداد) في الوقت الذي نرى بعض أطراف المعارضة السورية ترفض توجيه هذه الضربات ضد داعش وملحقاته إلا إذا كان القصف موجها لداعش و النظام في آن واحد، وتجميد الأجسام السياسية والعسكرية المعارضة، ودمج البقية بصف النظام بعد ضمان بضعة إصلاحات وتغيرات شبه حقيقة بضغط من حلفائه، والاستفادة من واقع الهدن و توسيعها وتحويلها إلى مصالحات طويلة الأمد، بعد أن يفقد حلفاء الثورة ثقتهم في قوة وتماسك المعارضة الحقيقية و خوفاً من التنظيمات التكفيرية التي يرسلها بشار الأسد، و هو الذي يسعى لأجلها كأولى أولويات الحلف الشيعي –العلوي.

Share Button

عن PDPKS

x

‎قد يُعجبك أيضاً

صدور العدد الجديد 648 من الديمقراطي

صدر العدد الجديد 648 من جريدة الديمقراطي التي يصدرها الحزب الديمقراطي التقدمي الكردي في سوريا، ...