وليد خليفة : الاحتلال الكردي يهدد الرّقة الذبيحة!

Share Button

فجأة اختفت الشكوى من حكم رجالات داعش وجرائمهم في الجغرافيات التي يطبقون السيطرة عليهم، هكذا حال الإعلام العربي تنزيلهذه الأيام، فالرقة تحولت إلى قدس أخرى مهددة بالسقوط تحت براثن ” الاحتلال” وأي احتلال؟ إنه احتلال كردي بغيض أو كما وصف بعض نخبهم ” الأكراد ماسحي أحذية وعمال مطاعم وأغبياء بالفطرة” ، وها هم “الدواعش” اللطفاء، حاملي مشروع النهضة العربية، معرضون للهزيمة، على يد هؤلاء الكرد.

الحقيقة ان استصغار الكرد والاستهانة بهم والحط من قدرهم عادة راسخة في الإعلام العربي، يندر أن يكتب عربي عن الكرد بوصفهم شعب مثل باقي شعوب المنطقة. التعالي والفوقية الذي يسيطر على لغة العرب حيال الكرد، يجعل من مناقشة أي موضوع يتصل بالشأن الكردي مثيرا للتقزز، تظنه يابانيا حين يتحدث عن تخلف الكرد التكنولوجي. وإسرائيليا حين يكون الحديث عن التحالفات التي يقيمها الكرد.

عن التحالف الكردي مع القوات الأمريكية لتحرير ريف “ولاية الرقة الإسلامية” ، يتحدث معظم الكتبة العرب، إنه تحالف مؤقت يستخدم فيه الأمريكان “الميليشيات” الكردية لتحقيق شيء على الأرض قبل انتهاء ولاية أوباما ويكملونها جميعا بجملة رغبوية: “سرعان ما ستنقلب أمريكا عليهم” على أساس أن تحالفات العرب مع الأمريكي هي تحالفات استراتيجية متكافئة يستخدم فيها العربي الأمريكي لتحقيق مصالحه ومن ثم يتخلى عنه العربي فور تحقيق مصالحه. علما أن التحالفات الأمريكية أو الغربية عموما هي تحالفات قائمة على المصلحة وهي ميزة العالم الرأسمالي ولا ينقص الكرد الحنكة في معرفة ذلك والبناء عليه وإلا لوجدناهم في مقلب آخر كما فعلت النخب العربية السورية حين راهنت على تدخل أمريكي/ غربي لإنقاذهم من نظام بشار الأسد، دون أن يكلفوا أنفسهم عناء تجهيز المقدمات التي تجذب هذا الغرب للاستغناء عن نظام بشار والمراهنة عليهم.

Share Button

عن PDPKS

x

‎قد يُعجبك أيضاً

صدور العدد الجديد 648 من الديمقراطي

صدر العدد الجديد 648 من جريدة الديمقراطي التي يصدرها الحزب الديمقراطي التقدمي الكردي في سوريا، ...