رفضت الولايات المتحدة بشدة مشروع بيان رئاسي خاص بسوريا اقترحته روسيا على بقية أعضاء مجلس الأمن بهدف الحصول على غطاء دولي من أجل «تأمين» ما تسميه موسكو «ممرات إنسانية» لإجلاء نحو 400 ألف من المحاصرين في الغوطة الشرقية، ما اعتبره دبلوماسي غربي «محاولة روسية لتطهير المنطقة من سكانها».
وحصلت «الشرق الأوسط» على وثيقة تتضمن اقتراحات أميركية لإدخال تعديلات عميقة على مشروع البيان الرئاسي الروسي. وأشار دبلوماسي غربي إلى أن «الخلافات مستحكمة» بين الجانبين، مستبعداً الوصول إلى اتفاق وسط في ظل التباعد الكبير في الموقفين الروسي والأميركي. واستشهد بطريقة تعامل روسيا مع قرار مجلس الأمن الرقم 2401 الذي صدر نهاية الأسبوع «ولا يزال حبراً على ورق لأن لديهم (الروس) مشروعهم الخاص للغوطة الشرقية».
وفي جنيف، قال مسؤولان في الأمم المتحدة إن خطة روسيا لتطبيق هدنة لمدة خمس ساعات يومياً في الغوطة الشرقية تحتاج إلى التمديد من أجل السماح بوقت أكبر لدخول مساعدات وإجلاء المدنيين والجرحى. وقال مستشار الشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة يان إيغلاند: «أنتم تتقاعسون عن مساعدتنا لمساعدة المدنيين في سوريا. القانون الدولي لا يُحترم في الغوطة الشرقية»، لافتاً إلى أن 400 ألف شخص محاصرون في الغوطة ويحتاجون إلى مساعدات لإنقاذ حياتهم، في وقت قال المبعوث الدولي ستيفان دي ميستورا إن الأمم المتحدة لن تفقد الأمل في المطالبة بتطبيق كامل لوقف النار لمدة 30 يوماً. وأضاف: «نحن مصممون، وإلا ستصبح هذه نسخة من حلب»، في إشارة إلى معركة شرق حلب التي انتهت بإخراج فصائل المعارضة منها في أواخر 2016.