قالت صحيفة الواشنطن بوست الأمريكية إن الضربات الجوية الروسية في سوريا جعلت محادثات السلام موضع شك من طرف نظام بشار الأسد.
فبعد ثلاثة أشهر ونصف من الضربات الروسية على مواقع المعارضة السورية أصبحت المفاوضات التي تسعى إليها الولايات المتحدة الأمريكية بين أطراف النزاع في سوريا، لا تبدو جادة خاصة من طرف النظام السوري الذي بات يرى أن بإمكانه البقاء بعد التدخل الروسي الذي صار يحقق مزيداً من المكاسب على الأرض.
تقول لينا الخطيب من مبادرة الإصلاح العربي ومقرها باريس، إن الوضع الحالي على الأرض في سوريا لا يفضي إلى مفاوضات في الوقت الراهن.
وتضيف الخطيب: “يبدو أن كلاً من الروس والنظام السوري عازمون على كسب مزيد من الوقت وذلك لمواصلة عملية سحق المعارضة المسلحة“.
ويرى محللون أنه ليس هناك من سبب يدعو الروس والنظام السوري إلى تقديم تنازلات في المحادثات المقررة، سواء قبل أو أثناء المفاوضات، بل إن آلة الحرب سوف تستمر من طرف النظام والروس مستفيدين من حالة الضعف التي تعيشها المعارضة السورية.
محادثات السلام المقرر أن تبدأ في جنيف الأسبوع المقبل باتت فعلاً موضع شك بسبب الخلافات بين روسيا والولايات المتحدة الأمريكية حول من ستوجه له الدعوة للحضور.
روسيا والنظام السوري اعترضا على لائحة المدعوين الذين ترغب الولايات المتحدة في دعوتهم لحضور محادثات جنيف، حيث ترغب واشنطن ومعها الرياض بأن تكون المعارضة السورية هي الائتلاف الذي انبثق من مؤتمر الرياض الذي جمع فصائل سورية معارضة، على اعتبار أنها المجموعة الأكثر قرباً للشعب السوري والتي تمثل أغلب أطيافه، في وقت تسعى روسيا إلى إدراج أسماء أشخاص معارضة وافقت عليهم حكومة الأسد، خاصة أنهم من المعروفين بموالاتهم له، من ضمنهم أكراد سوريا الذي يخوضون حرباً مختلفة في شمال شرق سوريا.
وحتى لو تم الاتفاق على قائمة الضيوف بين النظام ومعارضيه أو بين أمريكا وروسيا، فإنه ليس من الواضح أن فصائل المعارضة السورية سوف تقبل بحضور الأسماء التي رشحتها روسيا؛ لكونها تعتبرها ليست معارضة أصلاً وإنما محسوبة على النظام، وفق الصحيفة.
وفصائل المعارضة السورية المؤلفة من 33 جماعة مسلحة، أصدرت بياناً الأسبوع الماضي أكدت فيه أنها لن تنضم إلى محادثات السلام ما لم تتوقف الطائرات الحربية الروسية والسورية عن قصف المدنيين، وإطلاق سراح السجناء السياسيين، وإرسال المساعدات الإنسانية إلى المدن المحاصرة مثل مضايا.
وترى الصحيفة أن عدم انعقاد محادثات السلام السورية في وقت قريب يمثل انتكاسة أخرى لسياسة الرئيس الأمريكي باراك أوباما بخصوص سوريا.