وصف ديفيد إجناتيوس في مقال نشره اليوم، نظام بشار الأسد، بأنه يقترب من نقطة اللاعودة، مشيراً إلى أنه آن الأوان للتفكير في سورية ما بعد الأسد.
وأضاف الكاتب الأمريكي في مقال رأي كتبه لصحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية، أنه حتى عهد قريب، وصف المحللون الأمريكيون، الوضع بسورية على أنه في حالة من الجمود، غير أن مكاسب المعارضة المسلحة على مدى شهر مايو/أيار الماضي في شمال وجنوب سورية، بدأت في ترجيح كفة الميزان، بحسب رجل استخبارات أمريكي.
ووفقاً للمسئول الاستخباراتي الأمريكي، فإن “الأسد يواجه خيارات صعبة مع تصاعد الخسائر التي يتكبدها في ساحة المعركة”، موضحاً أنه مع زيادة الضغوط، يتخذ بعض مؤيدي الأسد الاحتياطات اللازمة، حيث أفادت تقارير إخبارية بأن روسيا قامت بإجلاء بعض رعاياها من مسقط رأس الأسد في “اللاذقية” التي تقع في شمال غرب سورية، وفي الوقت نفسه، يسعى بعض أعضاء دائرة الأسد للحصول على تأشيرات خارج البلاد في إطار استعدادهم لاحتمالية سقوط نظام الأسد.
وأوضح “إجناتيوس” أن “المسؤولين الأمريكيين ينظرون إلى تصاعد الضغوط على الأسد من 4 اتجاهات، أولها استيلاء تحالف المعارضة المسلحة الجديد المعروف باسم جيش الفتح، الذي تدعمه تركيا والسعودية وقطر، على عاصمة محافظة إدلب في أواخر مايو/أيار الماضي، وثانيها القتال بشراسة مع جبهة النصرة التابعة لتنظيم القاعدة، إلى جانب جيش الفتح، وثالثها، المكاسب التي أحرزتها المعارضة المسلحة المعتدلة المعروفة باسم الجبهة الجنوبية، المدعومة من جانب الولايات المتحدة والأردن، وأخيراً سيطرتها على بعض الأراضي جنوب سورية”.
ورأى الكاتب الأمريكي أن الضغط الذي تشكله المعارضة المسلحة على الأسد، يطرح بعض المشاكل الشائكة بالنسبة للولايات المتحدة أيضاً، نظراً لأن الجماعات الجهادية التي تعتبرها أمريكا جماعات متطرفة، هي من حققت العديد من المكاسب الأخيرة في ساحة المعركة، ومنهم جبهة النصرة وتنظيم الدولة، ويخشى بعض المسؤولين الأمريكيين من أنه في حال انهيار الأسد، ستندفع هذه الجماعات المتطرفة لسد الفراغ، مما سيزيد من زعزعة الاستقرار في المنطقة.
ووفقاً لإجناتيوس، لا يزال تركيز إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما ينصب على تسوية دبلوماسية، ويقول مسؤولون أمريكيون إن موسكو وطهران ستدركان في نهاية المطاف أن الكثير من الضغوط على الأسد، التي تمارسها العديد من الجماعات الجهادية الخطيرة، ستدفعهم إلى قبول المفاوضات للانتقال السياسي بعيداً عن النظام الحالي في سورية.
وأشار في ختام مقاله إلى أن المسؤولين الأمريكيين يأملون في أن يطرأ مثل هذا التغيير على روسيا وإيران، بيد أنه بعد مرور أربع سنوات على بداية هذه الحرب البشعة، لا يعد الأمل استراتيجية حيث لم تتمكن الولايات المتحدة، حتى الآن من تشكيل قوة معتدلة موثوق بها تتمكن من الإطاحة بالأسد وحكم سورية من بعده.