الأيام – شذى ياسر الموعي
عُرف الكاتب السوري هوزان عكو بنصوص مسلسلاته التي لا تخلو من الحبكة المحكمة، والإثارة الممتعة. على صفحات “الأيام”، يكشف الكاتب الشاب تفاصيل مسلسله الجديد “الهيبة”، الذي سيعرض ضمن الموسم الرمضاني المقبل.
* بعد غيابك عن الدراما العام الفائت، تعود اليوم إلى الجمهور عبر “الهيبة”، ضمن أي إطار يمكننا تصنيف العمل؟ وما ملامح حكايته الرئيسية؟
– “الهيبة” دراما اجتماعية مشوّقة، تجري أحداثها في منطقة ريفية على الحدود السورية – اللبنانية، وتمتدّ إلى بيروت، ويستمدّ أجواءه من تلك البيئة.
شخصية “جبل” (تيم حسن)، وهو شيخ الجبل، يسيطر على تجارة السلاح والتهريب بين البلدين سيطرة شبه تامة. ورغم أنه يعيش مع أسرته نمط حياة عصرية إلى حد كبير، لكنه يحتكم إلى أعراف وعادات العشيرة العريقة التي يتزعمها لحل النزاعات، ولتأكيد سلطته.
تتلقى العائلة نبأ وفاة ابنهم “عادل” الذي هرب إلى فرنسا منذ أكثر من 155 عاماً بسبب قضية ثأر، وانقطعت أخباره في السنوات العشر الأخيرة، ليعود جثة هامدة مع زوجته “عليا” (نادين نجيم) وابنه الوحيد الذي سماه باسم شقيقه “جبل”!
لم تكن “عليا” تعرف الكثير عن أهل زوجها، لكن مصيرها يتغير تماماً حين تتعرف عليهم، إذ تصر العائلة على الاحتفاظ بالطفل في بلدة أجداده.
في العمل أيضاً شخصية “صخر” (أويس مخللاتي)، وهو شقيق “جبل”، له دور فاعل في عمليات التهريب والصراع بالمنطقة، وخلافاً لاسمه وطباعه القاسية، يلين قلبه في قصة حب.
وسيكون للفنانة القديرة منى واصف حضور مميز ومؤثر في سير أحداث العمل، إذ تلعب دور “ناهد عمران”، والدة “جبل” و “صخر”، امرأة قوية نجحت في إثبات وجودها ضمن بيئة لم تستقبلها بشكل ودي في البداية، لكنها ثبّتت وجودها من خلال أبنائها.
………………………………………………………………….
* قيل إن شركة “الصباح” بعد تغيير سياسة الاقتباس عن أعمال عالمية، طلبت من مجموعة كتاب تقديم نصوصهم للاختيار بينها، وعلى هذا الأساس اختير نصك من مجموعة نصوص، هل هذا صحيح؟
– لا وجود لأي نصوص أخرى، كتابة نص “الهيبة” بدأت من الصفر، وتم تطوير الشخصيات الرئيسة والحكاية العامة في جلسات ضمّت طاقم العمل. تفاصيل السيناريو وخطوطه العامة تطورت خلال الكتابة، التي امتدت فترة معقولة.
………………………………………………………………….
* بعد قرارها تغيير سياسة الاقتباس عن الأعمال العالمية، ووقوع الاختيار عليك لكتابة العمل، ما المسؤولية التي شعرت بها باعتبارك أول الكتّاب ضمن صيغة العمل الجديدة للشركة، والتي اع على خبراتك الخاصة في كتابة النص؟
– الاقتباس كتابة، والزملاء الذين خاضوا تجربة المسلسلات السابقة امتلكوا الخبرة اللازمة، ونجحوا بها. الفارق في هذا العمل أننا نتوجه نحو بناء حكايات وشخصيات تنطلق من بيئة محلية يتم تطويرها وفق معطيات هذه البيئة، والظرف الذي وضعت فيه الشخصيات. آمل أن يكتب لنا النجاح في ذلك كفريق عمل واحد.
……………………………………………………………………………
* بعض الكتّاب ينجحون في إنجاز نصوص تطغى عليها الجنسية الواحدة، بينما يظهرون بعض الركاكة والتفكك عند كتابة نصوص الدراما العربية المشتركة، ما يضعف مستوى النص، ما رأيك بالكتابة لهذا النوع من الدراما؟ وما دورك ككاتب في الحفاظ على المستوى ذاته في النوعين؟
– هي مسؤولية الكاتب أولاً وأخيراً، أن يقدم في حكايته شخصيات متجانسة وأحداث مترابطة؛ بصرف النظر عن جنسيات الشخصيات التي فيها وتنوعها. وبالتالي لا مانع من الكتابة لأي بيئة، مختلطة كانت أو أحادية، ما دام ثمة حكاية رصينة.
على كل حال البيئات الأحادية، وإن وجدت، فهي لا تقدم دراما جيدة. التنوع نبع الدراما المفضل.
…………………………………………………………………………
* ذكرت في مقابلة سابقة، أنك “تتمنى إيجاد منتج يتحمس لنص عن بيئة الجزيرة، باعتبار حكاياتها غنية بتفاصيلها”. هل تجد “الهيبة” لكونه يتناول موضوع العشائر، يحقق لك بعضاً من هذه الأمنية؟
– “الهيبة” ليس عملاً عن العشائر أو العشائرية بقدر ما يستند في منظومته الأخلاقية على قيم العشائر وأخلاق العائلة. فآل “شيخ الجبل” متعلمون، ويعيشون حياة عصرية إلى حد كبير.
القيم العائلية – العشائرية لا تختلف في الخطوط العامة ضمن كل البيئات؛ ولم أشعر أنني أكتب شيئاً غريباً عني. يبقى أن لكل بيئة ومجتمع خصوصيته، ولـ “الهيبة” بيئتها الخاصة وحكايتها المميزة.
نقلا عن صفحة السينارست: هوزان عكو