تصدر هذا العنوان غالبية الصحف الدولية في الأيام القليلة الماضية اذ توجهت بعضها بأن تقسيم سورية آتٍ لا محال وأن قادة الغرب وفي مقدمتهم روسيا وأمريكا بدأو يهمسون فيما بينهم عن مشروع التقسيم فيما ذهب البعض الاخرإلى أن هذا الطرح قد تجاوز التفكير فيه إلى العمل عليه!. مما لا شك فيه أن غياب الإرادة الحقيقية لدى صُناع القرار بإيجاد مخرج للأزمة السورية لطالما أسُتبعِد الحل العسكري و الأبقاء على استراتيجية إطالة آمد الصراع يزيدُ من فرص التقسيم وما يعطي قوة لهذا المشروع بحسب بعض المحللين أن لا جديد في سياسة الولايات المتحدة و حلفائها الغربيين تُجاه نظام الأسد ولا حتى في مكافحة الارهاب ولم يطرأ أي تغيير على اجتماعات وزراء دول التحالف الدولي في باريس مؤخرا سوى تبني استراتيجية ” الصبر الاستراتيجي ” هذا يعني أن الحرب على داعش سوف تطول وأن أفق الحل السياسي مازالت بعيدة بالرغم من أن دول التحالف دأبت على مقولة “الأسد عامل جذب ومساعد للأرهاب” .
المتابع للوضع الميداني يعي تماما أن سورية مقسمة عمليا بين تنظم داعش الذي يسيطر على نصف البلد وبين النظام و الكرد وباقي الفصائل الذين يتقاسمون فيما بينهم النصف الاخر .
يبدو أن نظام الاسد بدء يُدرك بأنه لم يعد قادرا على استعادة الأراضي الخارجة عن سيطرته لذا بدء العمل على سياسة الانسحابات التكتيكية حسب زعمه , كما حصل في أدلب و ريفها وتدمر وقبلها الرقة وايضا بحسب بعض القادة الميدانيين النظام يستعد للانسحاب من مدينة دير الزور التي ستشكل خطراً على وجوده في محافظة الحسكة التي بدأت الهجوم عليها من قبل داعش منذ يومين . اسرائيل وبعد صمت طويل نصحت الأسد بالانسحاب إلى الجيب الساحلي و أيضا أيران التي باركت تشكيل لواء درع الساحل و أرسلت سبعة آلاف مقاتل لحماية أقليم الاسد كما أن ايران باتت ترى مصالحها في دويلة علوية تمتد على الحدود اللبنانية لا في سورية موحدة سوف تستمر الحرب فيها سنوات طِوال .
بعد كل هذه المؤشرات والتطورات الميدانية فأن أضعف الايمان سورية متجه نحو اقاليم فيدرالية وفق الصيغة العراقية وما يحمله السيد دي مستورا في حقيبته من مبادئ و رؤى لم تعد صالحة لإيجاد حل يُنهي الصراع الدامي . وأي كلام عن سورية موحدة ديمقراطية وفق نظام اللامركزية الإدارية كما طرحتها الامم المتحدة والمعارضة السورية قد اصبح شعاراً غير صالحاً إلا للاستهلاك السياسي , إلا إذا طرأ تغييرا جذريا في سياسة الولايات المتحدة وحلفائها وهذه مُستبعدة حاليا وحتى في المستقبل القريب إن لم تكن مستحيلة . أخيرا تبقى كل تلك الخرائط التي نُشرت في الصحف الدولية مؤخرا متحركة قابلة بأن تتمدد و تتقلص طالما أن الحرب مازالت مستمرة والمعارك على أشدها