جاءت اتفاقية الطائف لوقف الحرب الاهلية في لبنان 1989و تمخضت عن الاتفاقية تشكيل حكومة محاصصة على اساس طائفي ، ورغم مرور ربع قرن على هذه الاتفاقية لازال حالة الاحتقان في الشارع اللبناني .وقد ازدادت هذه الحالة بعيد اندلاع الثورة السورية ووقوف فسم من اللبنانيين مع الثورةـ وتمسك الآخرين ببشار الأسد ونظامه .
وقد كثر الحديث في الآونة الاخيرة عن طائف سوري اي لبننة سورية التي لم تجدي نفعاً من25 عاماً في لبنان. قهل يعقل استنساخ تجربة فاشلة اساساً لحل ازمة معقدة و مركبة مثل الازمة السورية؟؟
وبعيد أشهر من الثورة السورية وتحولها من ثورة سلمية إلى ثورة مسلحة، أخذ الصراع في سورية ابعاد وإقليمية ودولية، مما زادها تعقيدا، فكل الدول التي دخلت على خط الازمة السورية، دخلتها من باب ادارة الازمة بشكل مباشر او غير مباشر وليس لحلها، وكان واضحا منذ اليوم الاول من تدويل الازمة السورية، بان أمد الصراع سيطول نتيجة اختلاف المصالح والمواقف من مطالب الثوار، ومطالب غالبية الشعب السوري.
وسرعان ما تحولت سورية إلى ساحة للصراع الدولي وتم مصادرة قرار طرفي النزاع من قبل حلفاءهم، وادى ذلك الى فتح باب المقايضات على ملفات يختلف فيها الفرقاء مثل النووي الايراني والازمة الاوكرانية واليمن والعراق وغيرها.
وجاء حديث الرئيس الامريكي اوباما للصحافة بان ليس لديهم استراتيجية جديدة في سورية، وليس هناك خطط لعزل الاسد من العملية السياسية، ولا تعاون معه في مكافحة الارهاب، لأنه سوف يضعف التحالف الدولي، الذي يحارب الارهاب. وهذا يعني بان استراتيجية اطالة عمر الصراع والاكتفاء بمحاربة الارهاب سيكون سيد الموقف. كما ان الولايات المتحدة وحلفاءها الغربيين وحتى الروس وحلفاءهم يتنظرون ما سوف يول اليه مبادرة المبعوث الاممي دي ميستورا عن امكانية تجميد القتال في ثاني اكبر مدينة سورية لتعميم هذه الخطة على كامل الجغرافيا السورية. أي ان لا جدوى من الرهان على طائف سوري ولا غيرها من المبادرات في هذه المرحلة على الاقل.
وفقا لهذه المعطيات فان الحل يكمن في العودة الى طاولة الحوار وفقاً لبيان جينف1و2 مع الاخذ بعين الاعتبار بما يقدمه مبعوث الامم المتحدة ستيفان دي ميستورا من مبادرة تنص على تجميد القتال، لتشكل بدورها ارضية خصبة لنجاح اي حوار بين طرفي النزاع، كما ان وجود قوات حفظ سلام دولية بين طرفي النزاع بعد التوصل الى تجميد القتال سوف يسهم في نجاح هذه المبادرة كما هو الحال في السودان وقبلها تجارب كثيرة والجدير بالذكر بان هذا الطرح اي وجود قوات حفظ السلام (القبعات الزرق) قدمه الاستاذ حميد درويش رئيس لجنة العلاقات الخارجية للمجلس الوطني الكردي في مؤتمر القطب الديمقراطي في القاهرة قبل حوارات جنيف كما ان الادارة الامريكية طلبت من وزارة الخزانة تخصيص ميزانية لهذا الغرض .
في التعامل مع هذه المستجدات، لا بد للمعارضة السياسية، ممثلة بالائتلاف، من توحيد أدواتها، مع الحفاظ على التنوع داخلها، والكفّ عن محاولة إنشاء أطر جديدة وبديلة، ومخاطبة الرأي العام، العربي والدولي، بمنطق واحد، هو العمل على إنقاذ الشعب والبلاد من الإرهاب، بمختلف مصادره ومنابته وتلاوينه، والسعي إلى حل سياسي شامل، يحفظ الدولة، ويؤسس لبناء نظام ديمقراطي تعددي يحفظ حقوق كافة مكونات الشعب السوري.