هوزان حاج موسى : الأسد لن يُفاوض إلا على دويلتِه

Share Button

الجهود الدولية التي كانت تهدف لإيجاد حل للأزمة السورية أُخفقت أو بالاحرى النظام السوري هو من أجهض تلك الجهود ، الذي 10808182_703943666359591_1753262623_nلم يعترف حتى الآن بوجود ثورة ولا معارضة ولا حتى بوجود أزمة داخلية، أنما مؤامرة كونية تستهدف المقاومة والممانعة , و لم يكترث بالقرارات الدولية الخاصة بالقضية السورية مدعوماً بفيتو روسي _صيني منع إصدار قرار من مجلس الأمن يُلزِمه على القبول بالتفاوض تحت الفصل السابع .
لقاءات دي ميستورا مع المعارضة السياسية والعسكرية ولجان المجتمع المدني لم تتعدى من كونها سياحة سياسية بمجرد لقاءه مع الطرف الآخر و هو النظام . الأسد كان واضحاً وصريحاً اذ قال للمبعوث الأممي :
(( الحسم العسكري أولاً ثم الحسم السياسي لأن من واجب الدولة القضاء على الارهاب )) أنتهى الاقتباس . هذا يعني أن الأسد يطالب العالم من خلال دي ميستورا الانتظار ريثما يُقضي على الارهاب الذي بات يسيطر على ثُلُثي سورية بالرغم من يقينه المطلق بأن جيشه المنهك الذي منيّ بخسائر كبيرة في الفترة القليلة الماضية لم يعد قادراً على استعادة تلك المساحات الشاسعة بمفرده . كلام الأسد هذا مفاده أن ينعي دي ميستورا الحل السياسي أو على الاقل الرؤى المقدمة حاليا من قبل المجتمع الدولي .
روسيا و ايراني ماضيتان في دعم النظام و نصحه بنموذج “سورية المفيدة” الاقليم الساحلي المُطل على المتوسط وذلك يصون مصالح الروس و المُشرف على لبنان وفيه ضمانا لمصلحة إيران ولم يعد يرون مصالحهم في سورية موحدة مدمرة لن تستقر إلا بعد عقود .
ما من شك بأن جهوداً دولية بُذلِت لإيقاف جبهة الساحل أكثر من مرة و أيضا بقطع السلاح عن الجيش الحر في حمص و أخراجهم منها فيما بعد ليكون الساحل بمنأى عن الدمار و القتال و مؤخرا نصحت أيران الأسد بتشكيل لؤاء درع الساحل الذي أصبح بديلا عن (( الجيش العربي السوري ؟.)) لأبناء الساحل الذين اعلنوا أمتعاضهم من ارسال ابنائهم إلى اقصى الشرق والجنوب السوري ليُعيدهم النظام جثثاً دون جدوى . هذه المؤشرات أن دلت على شيء أنما يدل على أن الأسد ينتظر المجتمع الدولي بفارغ الصبر ليقدموا له رؤية بديلة عن وثيقتي جنيف 1_2 تتضمن ” سورية المفيدة ” (دويلته الساحلية ) .
صحيح أنه لن يطرأ أي جديد في المستقبل القريب على حدود سايكس بيكو بحسب مراكز أبحاث امريكية _غربية ولكن رسم خطوط داخل هذه الحدود على صيغة أقاليم ممكنة والاكثر واقعية في الحالات المعقدة مثل حالة سورية بحسب تلك المراكز و أقليم كردستان العراق ” نموذجاً ” .
هذه الخطوط الجديدة في سورية بدأت تُرسم بالدم قابلة للمد والجزر لطالما أن الحرب لم تتوقف بعد ..و لكن الثابت فيه أن سورية الموحدة أصبح ضرباً من الخيال يشبه تماما شعار نظاميّ البعث بوحدة الدول العربية!!.

Share Button

عن PDPKS

x

‎قد يُعجبك أيضاً

صدور العدد 646 من جريدة الديمقراطي

صدر العدد الجديد 646 من جريدة الديمقراطي التي يصدرها الحزب الديمقراطي التقدمي الكردي في سوريا ...