هوزان حاج موسى:سورية وإمكانية فرض المنطقة العازلة

Share Button

كثُر الحديث في الآونة الأخيرة عن إقامة المنطقة العازلة في سورية لتخفف من معانات السوريين ,هذا الطرح تقدمت بها تركيا هذه المرة بالرغم من أن بعض اطياف المعارضة السياسية 961460_721872511233373_1291808170_nوالعسكرية قد طالبت بهذا الطرح منذٌ ما يُقارب السنتين.

القيادة التركية صرحت اكثر من مرة بأنها لم تعُد تستطيع استقبال المزيد من اللاجئين السوريين الذين بلغ تعددهم إلى ما يقارب المليونين لاجئ كما أنها لم تعُد قادرة على ضبط حدودها مع سورية التي تمتد ل (910)كيلومتر .الهدف من الطرح التركي هو أنشاء منطقة خارجة عن سيطرة النظام السوري ويحُظر فيها سلاح الجو على الشريط الحدودي بعمق( 20)كيلومتر داخل الاراضي السورية لتكون ملاذاً آمناً للسوريين الفارين من الموت الذي يوأجههم في كل مكان . فتركيا رفضت الانضمام إلى التحالف الدولي الذي تأسس لمكافحة الارهاب من قبِل أمريكا وحلفاءها الا بشروط منها إقامة منطقة عازلة في سورية ,فأنقرة تقول أن سبب تنامي الارهاب في سورية يعود إلى استبداد النظام واحتكامه للحل العسكرية بالنسبة لأنقرة استئصال الارهاب مرتبط بإزالة النظام الحاكم, الا أن هذا الطرح لم يحُظى بتأييد الولايات المتحدة التي اعلنت صراحةً بان المنطقة العازلة ليست من اولوياتها حاليا كما ولم يحُظى بتأييد العرب والغرب باستثناء فرنسا التي ايدت الطرح التركي.

سبقت لتركيا وأن ايدت المنطقة العازلة في شمال العراق في بداية التسعينيات عندما فرضتها التحالف الدولي الذي قام بضرب العراق أبان الحرب الخليجية الثانية و التي اعتبرها الرئيس التركي حينذاك توركت اوزال بأن هذه الحرب هي نعمة من الله على تركيا التي كانت تبحث عن دور إقليمي مؤثر في المنطقة فأمر اوزال وقتها قيادة الأركان بوضع قاعدتي انجرليك وباطمان تحت خدمة طيران التحالف .
المشهد السوري يختلف تماماً عن المشهد العراقي الذي كان من أولويات امريكا وحلفاءها ذلك لاستنزاف قوة صدام واخراجه من الكويت والذي بات يشكل خطراً على مصالحهم في المنطقة عكس الحالة السورية التي تأتي مكافحة الارهاب في الدرجة الاولى بالنسبة لمصالح امريكا والغرب عموماً.
كما أن عدم وجود قوات عسكرية تابعة للمعارضة في المناطق الحدودية بعد سيطرة المجموعات الارهابية عليها يُثير التساؤل لدى الغرب عن هوية المُسيطر على الأرض في المناطق الآمنة .؟؟!!
المتابع للوضع السوري الميداني يعلم جيداً بأن معظم المناطق الحدودية بات اليوم تحت سيطرة تنظمي داعش والنصرة المندرجتين على لائحة الارهاب دولياً,
هذا يعني بأن الولايات المتحدة وحلفاءها الذين شكلوا تحالفاً لضرب الارهاب لن يوافقوا على منطقة تحت سيطرة الارهاب بالإضافة إلى أن روسيا وحلفاءها يرفضون الطرح التركي . فاذا كان يتطلب من المعارضة السورية ان تقف مع احدى هذه الرؤيتين فعليها ان تقف مع الأقوى والذي يملك القرار والاكثر تأثيراً في المشهد السوري بل يملك الحل ايضاً.
اشتراط المعارضة أنشاء منطقة عازلة كشرط مسبق لقبول أية مبادرة لحل الأزمة هي بمثابة وضع العصي في العجلة وتضيعه للوقت الذي لا يراعي حياة السوريين.
بُعيد توصل المعارضة السورية بغالبية تياراتها في القاهرة مؤخراً إلى رؤية سياسية سميت ب( خارطة الطريق لإنقاذ سورية) هي الأكثر واقعية والاكثر قبولاً لدى المجتمع الدولي خاصة أنهم تبنوا بيان جنيف ذات النقاط الست التي نصت على ايجاد مخرج سياسي للازمة السورية عبر إطار زمني وبرنامج واضح المعالم .
كما أن مبادرة المبعوث الأممي ستفان دي ميستورا التي تنص على تجميد القتال في حلب مبدئياً لتمتد إلى باقي المناطق هي بمثابة منطقة عازلة لطالما ستتوقف بموجبها القتال بين الطرفين المتنازعين كما أن خطة دي ميستورا تنص أيضا البدء بعملية سياسية بعد الاتفاق على تجميد القتال . أعتقد أن دراسة خطة دي ميستورا والعمل عليها بعد توحيد خطاب المعارضة أفضل من المطالبة بمنطقة عازلة والتي لا ولن تجد أذاناً صاغية لها .

Share Button

عن PDPKS

x

‎قد يُعجبك أيضاً

صدور العدد الجديد 648 من الديمقراطي

صدر العدد الجديد 648 من جريدة الديمقراطي التي يصدرها الحزب الديمقراطي التقدمي الكردي في سوريا، ...