لوند محمد: هل كردستان سوريا تحتاج الى اتفاق كردي كردي جديد

Share Button

منذ انطلاقة الثورة والازمة السورية في 15/3/2011 , التي اعتبرت بداية ونقطة ارتكاز مهمة لتبدأ الحركة الكردية في سوريا نضالها بشكل جديد ,حيث انخرطت بالمشاركة الفعالة في المظاهرات ودعم الشباب , وبدأت تتنفس الصعداء بعد عقود طويلة من الملاحقات الامنية والقمع والاعتقالات ومنع
النشاط السياسي والثقافي وتطبيق المشاريع والقوانين الاستثنائية العنصرية
الشيوفينية بحق الشعب الكردي في كردستان سوريا لعشرات السنين .
ولأول مرة اجتمعت غالبية الاحزاب السياسية الكردية تحت مظلة واحدة بعد
عدة أشهر من الاجتماعات والمناقشات الطويلة والصعبة ايضا”، حيث تم تأسيس
المجلس الوطني الكردي الذي اعلن عنه في 26/10/2011 الذي ضم ايضا” الحراك
الشبابي والمستقلين والفعاليات الثقافية والاجتماعية ولجان احياء
المجتمع المدني .
كما ان حزب الاتحاد الديمقراطي PYD في البداية أبدى استعداده وحماسة
للمشاركة في تأسيس المجلس الوطني الكردي , لكنه اشترط بان يمثل بثمان
مقاعد لمؤسساته البالغة اربعة وقتها ,أي 32 مقعد لهم من اصل 225 من مجموع
مقاعد المؤتمر التاسيسي للمجلس , وطبعا تم الرفض من قبل بعض الاحزاب
وبالتحديد الحزب الديمقراطي الكردستاني – سوريا وحزب يكيتي الكردي في
سوريا مع العلم وقتها اصر الحزب الديمقراطي التقدمي الكردي في سوريا بان
يتم قبول هذا الشرط كي يكون جميع احزابنا ضمن المجلس , كونه سيتم تشكيل
اطار اخر اذا لم يتم استيعاب المجلس للجميع , وفعلا” قام PYD لاحقا
بتشكيل مجلس الشعب لغربي كردستان ليتم بعده اعلان حركة المجتمع
الديمقراطي TV-DEM
ومن هنا بدأت الخلافات السياسية تظهر بين المجلسين ومنافسة قوية في
الحراك الثوري وانقسام حاد في الوسط السياسي والشعبي الكردي , واختلاف
واضح في قراءة للوضع السوري وايجاد الحلول المناسبة لتوحيد الجهود
الكردية , الى ان تكللت الجهود بأبرام ثلاثة اتفاقيات بين المجلسين وهي
: هولير /1/ وثم هولير /2/ واخيرا” اتفاقية دهوك , حيث لاول مرة تتوحد
احزاب الحركة السياسية الكردية تحت سقف الهيئة الكردية العليا المؤلفة
بين المجلسين ومناصفة ومنه تقرر تشكيل المرجعية السياسية الكردية في
كردستان سوريا مهمتها رسم الاستراتيجيات العامة للكرد وتجسيد الموقف
الكردي الموحد في كافة المحافل والمجالات المختلفة وانبثقت منها لجان
عسكرية وخدمية وسياسية وطبقت عمليا” لفترة قصيرة وبين البعض منهم للاسف
وبقيت بنود هذه الاتفاقيات ضربا” في الخيال ونظري فقط لاسباب كثيرة , من
اهمها : ان اغلب اطراف الحركة السياسية الكردية في سوريا لا تملك قرارها
وفقدت شخصيتها السورية منذ عشرات السنين وحتى منذ تأسيس اغلبها لم تكن
تملك قرارها ,بل تأسست الكثير منها وانشقت العشرات من احزابها بأمر من
تلك الاحزاب الكردستانية الرئيسية لتكون موالية لها , وللصراع على النفوذ
في هذا الجزء الكردستاني الصغير وفق اجندات ومحاور اقليمية .
بما ان سياسة وفكر وتربية حزب البعث الشوفيني في سوريا وعلى مدى 50
عاما” , شكلت ثقافة وارضية ذات فكر شمولي وعنصري تجاه الكرد , وحتى من
قبل اغلب قيادات واطياف المعارضة واطرها , ومازالوا يتنكرون لحقوق الكرد
ويتنصلون منها بشكل علني وسافر وفي اكثر من محفل , ففي عدة محافل دولية
منعقدة لايجاد حل للازمة السورية والذي دمر البلد واستشهد مئات الالاف من
ابناءه وهجر وشرد الملايين منه داخل الوطن وخارجه .ففي جنيف 2 في /2015
كان التمثيل الكردي متمثلة في وفد المعارضة بوفد المجلس الوطني الكردي
ومكون من ثلاثة اشخاص من اصل 16 ووقتها حاول الائتلاف الوطني ان
يتجاهل ادراج الوثيقة الموقعة بينه وبين المجلس الوطني الكردي , فقام
الوفد الكردي بالاحتجاج والاعلان بأنهم سوف ينسحبون من وفد المعرضة
المفاوض فاضطر تم الموافقة على ادراج تلك الوثيقة في وثائق جنيف 2 ., و
لكن في جنيف 3 و 4 و 5 و6و7 واستانا باكملها ومؤتمر الرياض وغيرهم ,
الكرد لم يمثلوا بوفد مستقل باسم الكرد بل ممثلين ضمن الائتلاف والذي هو
جزء من الوفد المفاوض , وهذا الوفد تشكل في مؤتمر الرياض ولا يختلف اثنان
عليه بأنه وفد يضم تيارات اسلامية متشددة واجنحة عسكرية متطرفة بل
ارهابية وبعض من بقايا اعضاء حزب البعث, ولا يخفى على احد ان تركيا
والسعودية لها الدور الكبير في تشكيل هذا الوفد الذي تجاهل عن قصد بعدم
تمثيل الكرد بنسبتهم العادلة, فقط تمثيل رمزي وضمن الائتلاف وليس باسم
الكرد وبشكل مستقل كما في جنيف 2 , لذلك كانت النتائج مخيبة للامال , كون
تلك العقلية الشوفينية رفضت وتجاهلت وستحاول دائما” اقصاء القضية
الكردية في هكذا مؤتمرات , بحجة انه الان المهم وضع سوريا عامة وبعد
الدستور وتشكيل البرلمان سيتم طرح الوضع الكردي , كونه قضية وطنية والشعب
هو سيقرر , ومن هكذا اقاويل معسولة بالريح النتنة والشوفينية , ومع
الاسف ممثلي الكرد الموجودين مع الوفد المفاوض كانهم نائمين ولم
يشاهدوا او يقرؤوا اوراق المعارضة واوراق ديمستورا ووثيقة لندن
واخيرا” مؤتمر الرياض بشهر اب 2017 التي لم تذكر الكرد او حقوقهم او
الاشارة اليهم لا من قريب او من بعيد والاخطر انه رؤوساء الوفد
المفاوض الشوفيني العنصري اسعد الزعبي وكبير المفاوضين محمد علوش
ومؤخرا” نصر الحريري وبقية اعضاء الوفد كمنذر ماخوس وهيثم المالح
وميشيل كيلو وغيرهم من الشوفينيين اهانوا الكرد وتجاهلوا الحقوق القومية
للشعب الكردي بدون ردورد قوية من ممثلي المجلس .
وقد وجه الاستاذ عبدالحميد درويش سكرتيرالحزب الديمقراطي التقدمي
الكردي في سوريا نداء ودعوة لأطراف الحركة الكردية في سوريا بخصوص تشكيل
وفد كردي موحد لحضور جنيف , واستانا وحميميم , وطالب فيه بانسحاب ممثلي
المجلس الوطني الكردي من وفد المعارضة الذي يضم الشوفينيين والعنصريين
كي لا يصبحوا ادواتهم وشهود زور , وسابقا” توجه بالنداء العاجل وناشد
رئيس اقليم كردستان العراق وبالتعاون مع الاحزاب الكردستانية الرئيسية
PDK-PKK-YNK لدعوة جميع اطراف الحركة الكردية في سوريا والمستقلين
لتشكيل وفد كردي موحد للمشاركة في مفاوضات جنيف وحميميم واستانا وبقية
المحافل الاقليمية والدولية , حيث وضح بأنه هناك خطر حقيقي على مستقبل
الكرد في سوريا اذا لم نتكاتف ونتحد ونشكل وفد مستقل يمثل الكرد في كافة
المحافل , وبالتالي سوف يسير القطار وسنبقى في الصحراء حفاة عراة , هذا
الخوف والخطر على مطالبنا جدي وحقيقي , واذا لم نتدارك الوقت سوف نخسر
الكثير ووقتها الشعب والتاريخ سيلعن المسببين لضياع هذه الفرصة التي لن
تتكرر بعد مئات السنين .
و الاطاران الرئيسيان ( المجلس الوطني الكردي وتف دم ) لا يستطيعان ان
يجلسا على طاولة واحد , وكل طرف يتهم الاخر بانه ضمن محور وعميل ومرتبط
وخائن ومن هذه المهاترات وعلى الاعلام وبشكل مقزز , قضيتنا اكبر من
المجلس ومن تف دم ومن بيشفرو ومن التحالف ومن الاحزاب جميعها , هناك
الالاف من الشهداء الكرد قدموا دمائهم في سبيل حماية مناطقنا الكردية
فيجب ان ندرك ونحترم هذه الدماء الذكية التي اسيلت وان نهتم وندعم هذه
القوات التي تقاتل الارهاب الموجه للكرد وتعاديهم , الوقت يمر والايام
تمضي وعداد التاريخ يعد الايام ونحن مازلنا نكذب على شعبنا البائس الذي
شبع الملل ونخر جسمه اليأس وهاجر وتشرد نصفه في ارجاء المعمورة .واضح
اننا نسير في نفق مظلم وطويل وخسرنا هذه الجولة ايضا” .يجب ان نرتب بيتنا
الكردي ونتفق وان نسارع آلة الزمن وان نجلس معا” وان نبني ونعلن اتفاقية
جديدة للاطر والاحزاب الكردية وكل اطار او حزب حسب امكاناته وحسب طاقاته
ونشكل مركز قرار لكرد سوريا ومرجعية سياسية ترسم مستقبل شعبنا وان تقوي
قواتنا الكردية المقاتلة وتوحدهم / YPG-YPJ-Pêşmergê roj /. وان نشكل
منصة كردية خاصة به تحضر جميع المحافل وتفرض اجنداتها على المفاوضين وعلى
الجميع .
لوند محمد ( لوند كاردوخي) – كركي لكي 1/9/2017

Share Button

عن PDPKS

x

‎قد يُعجبك أيضاً

صدور العدد الجديد 648 من الديمقراطي

صدر العدد الجديد 648 من جريدة الديمقراطي التي يصدرها الحزب الديمقراطي التقدمي الكردي في سوريا، ...