مما لاشك فيه بأننا من بؤس الفكر وسلبيات الثقافة البالية أوصل بلدنا إلى مافيه اليوم وها قد مرت أربع سنوات على هذا الصراع المدمر لكل مظاهرالحياة و الجمال في بلدنا سوريا لنعود بنتيجتها إلى التاريخ البعيد / زياً و طقوساً وشعارات وممارسات بالغة السوء/ في سعي من أولئك استبدال شعارات التغيير و البناء بعمل شعاراتي تعيدنا إلى العصور الغابرة.
ليس بخاف على أحد أن بعض المتنورين في بداية الأحداث بدأوا العمل التطويري و التغييري تحت يافطة ربيع دمشق. هذا الربيع الذي مع اشتداد الأزمة فقد غايته في حلبة الصراع الدائر , لأن من ناشد الربيع الوطني سوى القلة منهم ما كانوا إلا أشباه علمانيين أشباه ديمقراطيين أشباه وطنيين فمن رحم البعث وفكره البائس ماكان يولد غير الأشباه وبكل ماهو مشوه.
وتأكيداً على ذلك قام هؤلاء في اعلامهم وإلى اليوم الإشادة بحالة التمرد الذي بدأ في درعا في أقصى الجنوب وكانت ألسنتهم تتعثر لدى نطق كلمة الكردي دون الإشادة في أقصى الشمال من الوطن إلى ( عامودا) الكردية ومن قبلها العصيان الكردي ضد الأجهزة الأمنية و السياسات العنصرية البعثية بدءاً من القامشلي وفي كل المدن السورية حيث يتواجد الكرد. رغم هذا الحقد على شعبنا قام الرفيق حميد درويش سكرتيرحزبنا الديمقراطي التقدمي الكردي في سوريا بطرح مبادرات عديدة تهدف إلى إنقاذ الوطن و الشعب من مخاطر أكبر وها قد حصل , وأذكر على سبيل المثال لا الحصر دعوته إلى عقد مؤتمر وطني شامل خارج سورية للوصول إلى اتفاق الأطراف المعارضة جميعها , مبادرة أخرى طرح الرجل وأكد على أن حل الأزمة السورية تكمن في الجلوس على طاولة المفاوضات ومع الجميع للاتفاق ايضاً على نظام فيدرالي يبقي على سوريا موحدةً أرضاً و شعباً , وقد وقع الفأس على الرأس ففي مقابلة له قال الاستاذ حميد : / قدمت مبادرات كثيرة لكن ما التفت إليها أحد/.
إن غياب المشاعر الوطنية أو ضعفها لدى الشعب السوري سمحت للأطراف المشاركة في الصراع السوري وعلى سوريا دفعت بإمكانية التفاهم الداخلي السوري بعيداً وإن كانت إمكانية تحقيقها ضعيفة جداً بعد أكده من نصف قرن من الحكم الديكتاتوري وها قد ظهر الصراع في صيغة التجزئة و التقسيم إلى مناطق نفوذ دولية , والتنافس على توسيع مناطق النفوذ دفع بالقتال نحو الشدة و الشراسة أكثر من قبل , و معها تعالت الأصوات في ضرورة إيجاد حل للأزمة خاصة بعد ما زادت المخاوف في مواجهات مباشرة بين الغرب و روسيا , علماً أنهما كان للروس من التدخل بهذه الصورة لولا موافقة أمريكا و نتنياهو في زيارته لموسكو خلال أسبوع. في الموقف نفسه أشار رئيس المكتب التنفيذي للأمن القومي الأمريكي بأن لاحل بدون تقسيم سوريا إلى منطقتين أو ثلاثة.
باعتقادي أنه لن يكون هناك حل جذري للقضية السورية حالياً , بل تسوية مؤقتة لأنه لازال المشروع الدولي في تغيير الخارطة السياسية الجديدة للشرق الأوسط قائماً , أما مايتم الحديث عنه / إرادة الشعب السوري / لا أعتقد ذلك بل ستكون التسوية مفروضة ووجوب الالتزام بها قسرياً , ومن يمثل السوريين في اية تسوية لاتون معظم القيادات السياسية الحالية بل بقيادات جديدة يتفهمون جيداً معنى التسوية و خطواتها وطبعاً إن توصل الكبار و أصحاب القرار إلى اتفاق للتسوية السياسية.
29/10/2015