كشفت صحيفة “نيويورك تايمز” أن هناك تحولًا في الإستراتيجية الأمريكية إزاء كيفية إنهاء الأزمة في سوريا، وتراجع مطالبها بضرورة رحيل نظام الأسد.
ورأت الصحيفة، في تقريرٍ لها نشرته أمس، “أن دعم الولايات المتحدة لمبادرتَيْ دي مستورا وروسيا لإنهاء الصراع الدائر في سوريا، يؤكد تحولًا في وجهة النظر الأمريكية، وأن إدارة أوباما باتت مقتنعة بضرورة تغيير تدريجي في سوريا، وأن الإطاحة بنظام الأسد يساعد على نشر الفوضى وزيادة نفوذ التيارات الجهادية”.
وأشارت الصحيفة إلى تراجع مطالب الولايات المتحدة بضرورة رحيل نظام الأسد في الوقت الراهن؛ حيث رحّب وزير الخارجية الأمريكي جون كيري بالمبادرتين الروسية والأمم المتحدة الأسبوع الماضي، دون أن يذكر تخلي بشار عن السلطة؛ إذ قال: إن “بشار” هو أحد الزعماء الذي يحتاج إلى تغيير سياساته.
واعتبرت الصحيفة أن تصريحات مبعوث الأمم المتحدة إلى سوريا ستافان دي مستورا تحولٌ تكتيكيٌّ في التعاطي مع الأزمة السورية، حيث قال: إنه يجب الأخذ في الاعتبار عوامل جديدة مثل صعود تنظيم “الدولة”، وأنه لا يمكن محاولة ترتيب لعقد الجولة الثالثة من جنيف قبل بناء دعم لا لبس فيه من جانب الحكومة السورية والمعارضة لنوع من “العملية السياسية السورية”.
وقالت الصحيفة: إن البحث عن حل سياسي في سوريا يعكس أيضًا وجهة نظر مسؤولي الأمم المتحدة التي تبنوها بالنسبة لسوريا منذ فترة طويلة، وخاصة بعد جمود الوضع العسكري، وتواجد العناصر المسلحة وتفاقم الأزمة الإنسانية، وهي أنه يتعين على الغرب التكيف مع الواقع القائل بأن المعارضة السورية فشلت في هزيمة نظام الأسد.
كما أكد التقرير أن خطة إدارة أوباما في تدريب الفصائل المعتدلة من وجهة نظرها وتزويدها بالسلاح يعكس النظرة السلمية إزاء نظام الأسد؛ حيث إن الفصائل موجهة لمحاربة تنظيم “الدولة” وليس النظام.
وقد أشارت تقارير غربية سابقة أن أولويات الإدارة الأمريكية في سوريا هي التصدي لتنظيم الدولة ومنع تنامي قدرات التنظيمات الجهادية، خاصة المرتبطة بتنظيم القاعدة.
وقد صرح “ريان كروكر”، وهو سفير سابق لواشنطن لدى سوريا والعراق وأفغانستان: “إن التخلُّص من الأسد من الممكن أن يوقع سوريا في براثن تنظيم القاعدة”.
وأضاف “كروكر”: “وإذا كان ولابد أن يرحل الأسد عن المشهد، وأن ينهار نظامه، فإن ذلك سيكون مفيدًا للغاية لتنظيم الدولة والتنظيمات الإسلامية الأخرى، فذلك سيمنح تنظيم الدولة الفرصةَ للسيطرة على العاصمة دمشق”.
المصدر: الدرر الشامية