لا يروق للبعض ذكر اسم المناضل عبد الحميد درويش كأحد مؤسسي أول حزب كردي في البلاد , في الاحتفالات التي تقام بهذه المناسبة بعد أن كثر المتبنين لها , وإن أحرجوا يحاولون تهميش دوره بكل امكاناتهم ,مبدين الدهشة والغرابة فيما ينسب إليه كونه كان الأصغر سناً بين المؤسسين.
متناسين كل حقائق التاريخ والسياسة والبيئة الاجتماعية في قريته الصغيرة التي ترعرع فيها , والتي كانت ملاذاً آمناً للأخوة المسيحيين الذين نزحوا إليها هرباً من جرائم الطورانيين , و كانت محطاً لزيارات مناضلين كبار من البدرخانيين , وأهمها زيارات جلادت بدرخان لهم وتعليمه لأهالي القرية لغتهم الأم , وكذلك زيارات شاعرنا الكبير جكرخوين, و علاقاته الحميمية مع ابن قريته المناضل حمزة نويران الذي كان حينها عضواً في الحزب الشيوعي السوري , وحضوره مجالس القرية مع هؤلاء الكبار وأحاديثهم عن القضية الكردية, دون ان ننسى الوسط الدمشقي الذي عايشه خلال فترة الدراسة , والذي كان مقراً للمناضلين الكرد الفارين من كردستان تركيا وايران , آبو أوصمان صبري , نورالدين ظاظا والعائلة البدرخانية والتي كانت معيناً للثقافة والكردايتي, والأهم من كل ذلك وجود مام جلال الطالباني في دمشق , وعبد الله اسحاقي ( دارا توفيق ) سكرتير الحزب الديمقراطي الكردستاني – ايران و عبدالرحمن الذبيحي ( عولما ) الذي كان وبحق علماً من أعلام الثقافة الكردية والكردايتي في كردستان ايران .
ترى هل يبقي لدى هؤلاء ما يدعو للاستغراب والتغاضي عن الحقيقة , بعد أكثر من ستة عقودٍ من النضال الشاق وسط عواصف هوجاء ؟؟, وأن الضرورة تقتضي أن نقدر ونجل ذاك المناضل الكبير الذي نهل من معين كل هؤلاء الكبار ونكرمه خير تكريم , الذي قام وهو في ريعان شبابه مع ابو اوصمان بتأسيس ( جمعية احياء الثقافة الكردية ) في بدايات ( 1955 ) والتي شكلت أرضية مناسبه لتشكيل ( حزب الاكراد الديمقراطيين السوريين ) الذي أصبح فيما بعد نواةً لتأسيس الحزب الديمقراطي الكردي في سوريا في ( 14 / 6 / 1957 ) . فهل ستشهد الحركة الكردية اعجازاً وإن كان لدى الشعوب المتقدمة سمةً حضارية , وتقوم بتكريم آخر من بقى من مؤسسي أول حزب كردي في البلاد, ويبقى ذلك ذكرى للأجيال القادمة , أم اننا مازلنا على العهد باقون ؟؟؟؟!!!!
لكن و بكل تأكيد ستبقى رمزاً لشعبك أيها الكبير .
عضو المكتب السياسي للحزب الديمقراطي التقدمي الكردي في سوريا