منذ انطلاقة الثورة السورية في أواسط اذار 2011 لجأت معظم أطراف المعارضة لتشكيل الأطر السياسية بغية تجميع القوى المتواجدة على الساحة السورية وتو حيدها خدمة لأهداف الثورة. و كان لحركتنا السياسية ايضاً دوراً في ذلك المجال, حيث لجأت الى حل الأطر السياسية السابقة وإنشاء إطار جامع لمعظم اطراف الحركة الكردية في البلاد ,وتم الإعلان عن تأسيس المجلس الوطني الكردي في ( 26-10-2011 ) وبات اللقاء مع الأخوة في (ب-ي-د ) في غاية الأهمية, وتم ذلك بدعم وتأييد من قبل إقليم كردستان العراق رئاسةً وحكومة , وبفضل تضافر جهود الجميع أنجز توقيع اتفاقية هولير في ( 11-7-2012 ) والتي انبثقت عنها الهيئة الكردية العليا في (24-7-2012 ) , إلا أن الاتفاقية لم تصمد طويلاً رغم اسعافها كردستانياً بتفاهمات هولير في (31-12-2013 ).
وكان اعلان الإدارة الذاتية ( 12-11-2013 ) رصاصة الرحمة للاتفاقية التي لم تنفذ على ارض الواقع لأسباب عديدة ويبقى اهم تلك الأسباب عدم قبول وامتناع ال (ب-ي-د ) بإقامة شراكة حقيقية , وهذا لا يعني البتة براءة الطف الاّخر المجلس الوطني الكردي من ذلك الفشل لكن المستجدات الأخيرة على الساحتين الدولية ولإقليمية , وبشكل خاص هجمات تنظيم داعش الإرهابي على مناطق تواجد أبناء شعبنا الكردي حيثما كان لإنهاء وجوده بارتكاب المذابح الجماعية بحقه وارغام البقية على الهجرة الجماعية من مناطقهم وتغيير التركيب الديمغرافي للمناطق الكردية . ولتجنب تكرار ما حدث في ( شنكال و كوباني ) كان لا بد من إيجاد صيغة جديدة للتعاون بين اطراف الحركة الكردية وبدعم وتأييد الأحزاب الكردستانية لصد الهجمات المحتملة للتنظيمات الإرهابية وحماية أبناء شعبنا من الكوارث والويلات الي تخطط له في الغرف المظلمة .لذا كان التجاوب عاماً من لدن جميع الأطراف وبشكل خاص (تف- دم ) الذين كانوا بأمس الحاجة لذلك الإجماع الكردي لاستخدامه كغطاء سياسي ليتمكنوا من الحركة بسلاسة اكثر إقليميا ودولياً للحصول على المزيد من العتاد والأسلحة المتطورة وكذلك استخدامه لفتح جميع الأبواب التي كانت موصده في وجههم سابقاً قبل هجمات داعش الإرهابية ودخولهم في محور محاربة الإرهاب , وبالمحصلة أدى كل ذلك الى تحرك جدي من قبل الجميع, وبرعاية إقليم كردستان العراق ثانية , فكانت دهوك قبلتهم الثانية بعد هولير الفاشلة , والتي تفاءل بها الجميع لكن وبكل أسف فإنها تبدو حتى الاّن اكثر إيلاماً من سابقتها على الحركة الكردية بشكل عام والمجلس الوطني الكردي بشكل خاص و تنبأ بذلك الكثيرون أيضاً .
ومهما يكن فقد التأم الشمل في دهوك بتاريخ (14-10-2014) وكانت رسائل الترغيب والتوضيح جاهزة، و الأولى وصلت من برلمان كردستان العراق وفي اليوم الثاني من بدء الحوار (15-10-2014) معلنةً اعترافها (بالإدارة الذاتية في روج اّفا) ,واستمر الحوار في تلك الأجواء المشحونة ,و الرسالة الثانية في (21-10-2015 ) والتي أقر فيها برلمان الإقليم بإرسال قوات البيشمركة إلى كوباني وهنا ثمة سؤال يتبادر للأذهان ما هو سر توقيت تلك الر سائل ؟؟؟ الواضحة المعالم والمطالب والتي تعتبر بالمحصلة ضوء اخضر لوفد المجلس بضرورة الإسراع في توقيع الاتفاق ,إلا انه وبعد حوار دام أكثر من أسبوع وضغوطات من كل حدب وصوب, تم توقيع الاتفاقية بتاريخ (22-10-2014 ) , والتي تضمنت ثلاثة بنود أساسية تـرك الاتفاق على تفاصيلها لحين عودة الوفدين وهي 1-تشكيل مرجعية سياسية 2-تشكيل لجنة لدراسة العقد الاجتماعي لإدخال التعديلات اللازمة 3-تشكيل لجنة لدراسة بند الدفاع والحماية. والاّن بعد مضي أكثر من سبعة أشهر على توقيع الاتفاقية ,لم يتمكن الطرفان من تنفيذ سوى البند الأول (تشكيل المرجعية السياسية ) وتم ذلك بعد جهود مضنية والتي تطلبت عودة ا لوفدين (بدون التقدمي) إلى كردستان العراق وتدخل القوى الكردستانية وحوارات ماراثونية استمرت من (20-24 /1/ 2015 ) حتى تم الاتفاق على بند المرجعية السياسية ,أما البندين الاّخرين واللذين يتوقف عليهما تطبيق الاتفاقية وتحقيق الشراكة الفعلية على أرض الواقع لم يبدأ بحثهما حتى الاّن , وربما يكون البند المتعلق بالدفاع والحماية غير قابل للنقاش ( خارج نطاق المناقشة).
ومما زاد الوضع سوءاً عدم التزام الطرف الاّخر بما تم الاتفاق عليه وقيامهم بإجراء انتخابات المجالس المحلية ومجالس المدن (13-3-2015) قبل انتهاء المرجعية السياسية من تنفيذ بنود الاتفاقية التي جاء فيها ” قرار الشراكة الفعلية في الإدارة والهيئات التابعة لها على أساس التوافق بما يخص المكون الكردي قبل الانتخابات وبعدها يحتكم إلى نتائج الانتخابات “والتي أدت إضافة لبعض المسائل الأخرى بالمجلس الوطني الكردي إلى تعليق عضويته في المرجعية السياسية بتاريخ (12/3 /2015). بعد كل ذلك هل ستكون دهوك في مهب الرياح العاتية للهيمنة والمصالح الحزبية الضيقة وتحقيق اهداف وطموحات الاّخرين؟؟؟؟؟ أم أن رعاتها سيلجؤون إلى استنساخها مرةً أخرى بأسماء وأرقام أخرى ؟؟؟!!!!!
نواف حسن : عضو اللجنة المركزية للحزب الديمقراطي التقدمي الكردي في سوريا