ألقى الرفيق عبد الحميد درويش في 22-6-2014 كلمة باللغة العربية نظرا لوجود بعض الضيوف من الأخوة العرب في الاحتفال بالذكرى 57 لميلاد حزبنا الديمقراطي التقدمي الكردي في سوريا في مدينة ليون الفرنسية ، وفيما يلي نص الكلمة :
الاخوة والاخوات الحضور
الاخوة مسؤولي منظمة حزبنا في ليون وفرنسا
تحية لكم جميعا
اليوم نحتفل بالذكرى السابعة والخمسون لميلاد حزبنا الحزب الديمقراطي التقدمي الكردي في سوريا ، هذا الحزب الذي ولد نتيجة رغبة شعبية واجتماعية وكضرورة سياسية في 1957 .
كان الحزب نتاج رغبة شعبية ولم يكن نتاج رغبة عبد الحميد درويش او عثمان صبري او غيرهما ، لم يكن هناك حزب سياسي كردي في سوريا، كانت سوريا تمر بمرحلة حساسة يسودها جو ديمقراطي برلماني ، وكانت هناك احزاب سياسية متنوعة على الساحة السورية ، لم يكن للكرد حزبا سياسيا ، لذا آثر الرفاق الذين اسسوا الحزب ان يكون للكرد حزباً سياسياً يكون رديفا للقوى السياسية الوطنية في سوريا، يكون رديفا وليس خصما او معاديا ، اقول رديفا ، ورددت هذه الكلمة طوال حياتي ، اذ ان هذه الكلمة في هذه الايام تثبت واقعيتها وصوابيتها .
اسسنا الحزب ولم يمض وقت طويل حتى دخل في صفوفه 93 رفيقا من رفاقنا فشكلنا بناءه التنظيمي المكون من رئيس الحزب وسكرتير الحزب واعضاء المكتب السياسي واعضاء اللجنة المركزية ، وهذا شكّل عبأً كبيرا علينا واصبحنا ملاحقين من قبل الاجهزة الامنية السورية وعانينا معاناة شديدة مع القوى السياسية الاخرى التي كانت يومها تناضل من اجل الديمقراطية وتكافح ضد نظام الحزب الواحد الذي ساد عام 1951 .
كان حزبنا احد الاحزاب التي قاومت بشدة الديكتاتورية وهذا يدل ان حزبنا كان رديفا وليس خصما .
النقطة الثانية ، اود ان اختصرها لكم هي ان حزبنا طوال تاريخه ناضل ضد الديكتاتورية ودخل السجون والمعتقلات وعانى من التمييز والفقر والانكار وعلى الرغم من ذلك قاومنا بكل بسالة ، واقولها بمرارة اننا عانينا ايضا من انكار الاحزاب الوطنية لنا ، ولكننا بذلنا جهودنا لتشكيل معارضة وطنية سورية ونجحنا في ذلك ، واقول بكل فخر ان كان حزبنا من اوائل الأحزاب الذين اسسوا اعلان دمشق ، اسسنا اعلان دمشق ليكون عنوانا لمعارضة وطنية شريفة جمع بين القوى المناضلة من اجل الديمقراطية والحرية في سوريا ، قدمنا لإعلان دمشق الذي كنت نائبا لرئيسه الدعم المادي والشعبي الكبيرين ، ذلك الدعم ساهم في تقوية اعلان دمشق واحيائه ، واليوم يشكل اعضاء ذلك اعلان جزءاً اساسيا من المعارضة السورية التي تناضل ببسالة في نضال ثوري شديد .
فحزبنا لم ينطلق يوما من الايام من منطلقات فئوية او من افكار انعزالية او متطرفة بل كان يعتبر نفسه حزبا وطنيا لكل السوريين .
صحيح نحن كرد ولنا خصوصيتنا العرقية والقومية ولكننا محكومون بالعيش معاً في سوريا ، ونريد ان نعيش فيها حياة حرة كريمة، لذلك على الرفاق ان يستمروا في نهج هذا الحزب ومدرسته الوطنية ، عليهم لا ينجروا الى الافكار الانعزالية والمتطرفة ، هذه الافكار لا تخدم الشعب السوري انما تخدم الاعداء . طوال عشرات السنوات حوربنا نتيجة انتهاجنا لهذه السياسية ولكننا لم ننحن امامهم قط .
سوريا اليوم تمر بمنعطف تاريخي خطير جداً، يجب على الجميع تعميق التوجه الوطني السلمي واحترام التعددية الدينية والعرقية في سوريا ، كنت احد المفاوضين في جنيف ، لم اجد الحرص الكافي من الاطراف المتفاوضة على انجاح المفاوضات لذلك قلت لهم اخجل ان اكون بينكم ، انا اتيت الى هنا من اجل وقف نزيف الدم السوري من اجل وقف تدمير وتخريب القرى والمدن والبلدات السورية ، انتم تنقلون اوجاع السوريين الى جنيف فسكت الجميع ولم يتكلم احد قط .
اليوم تعلمون ان سوريا تموت ، السوريين كانوا الى حد ما مستورين واليوم يتسولون على ابواب اردن ولبنان وكردستان العراق وتركيا ….، وما زال البعض يبيعنا الشعارات والديموغوجيات ما انزل الله بها من سلطان . نحن نناضل من اجل الديمقراطية وهناك من يتاجرون بدماء الشعب السوري ويقينا سيأتي يوم يلعنهم التاريخ .
بالنسبة للكرد نحن جزء من سوريا كما قلت لكم ، نحن كنا اساس المعارضة السورية ونقولها بكل فخر من اصل 163 من اعضاء اعلان دمشق صوت 162 عضواً لي وانتخبوني كنائب رئيس اعلان دمشق، واُنتخبت رئيسا في مؤتمر اسطنبول وغيرها من المؤتمرات ، هذا يدل على دور حزبكم في الوسط العربي ، ناضلوا من اجل هذه السياسة بشجاعة ومن دون مواربة ، ناضلوا وسينتصر حزبكم ، صحيح سنعاني الكثير من المتاعب ولكن هذه هي السياسة الصائبة .
في المناطق الكردية حيث الاخوة في ب ي د يديرون كردستان سوريا ، قلنا لهم اننا احزاب سياسية ناضلنا لعقود من الزمن واعُتقلنا على ايدي الاجهزة الامنية وجلاوزتها ونحن جزء من الحركة القومية الكردية ، انكم كحزب لا تستطيعون ادارة المناطق الكردية بمفردكم ، انكم حزب من هذه الاحزاب ، شاركوا الاخرين ، يجب ألا تحكموا بقوة السلاح ، لربما تكونون اضعف من الاخرين جماهيريا من دون قوة السلاح ، نقول لهؤلاء الاخوة لا تنفردوا بالسلطة، الانفراد بالسلطة موت، البعث انفرد بالسلطة ، احزاب عديدة في العالم انفردت بالسلطة تحولت الى جماعة ديكتاتورية وبالنتيجة هذا امر غير مقبول البتة .
نحن الآن سوف نبذل قصارى جهودنا مع ب ي د ومع البارتي ومع الاحزاب الاخرى حزب اليكيتي الكردي ، الوحدة الديمقراطي الكردي وغيرها. سنبذل جهودنا في صفوف الحركة الكردية ويجب على ب ي د قبول الشركاء معها ، نحن لا نريد السلطة من ب ي د بالعكس يجب ان نكون شركاء مع ب ي د . هم يقولون لنا تفضلوا ولكنهم غير صادقين ، نحن نريد شراكة حقيقية .
المجتمع الكردي لا يريد حزبا واحدا وهم يعلمون ذلك جيدا ، المجتمع الكردي والشعوب السورية لا يريدون حزبا واحدا ، انهم ثاروا وقدموا كل هذه التضحيات من اجل الديمقراطية والحرية ، لم يقدموا من اجل حزب الديمقراطي التقدمي او البارتي او ب ي د او غيرهم …
انني من هنا ومن مدينة ليون ومن هذا الاحتفال بالذكرى السابعة والخمسين لميلاد حزبنا ، أدعو الاخرين إلى ان يسمعوا صوتنا وان لا يدفعوا الشعب السوري والشعب الكردي الى المهالك ، لم يبق من سوريا شيء ، سوريا اصبحت خرابا ، والشعب السوري اصبح متسولاً ، انكم لا ترون كيف يعيش الشعب السوري في لبنان والاردن وكردستان العراق وتركيا وغيرها من الدول ، يجب ان نزيد من آلام الشعب السوري كردا وعربا واشوريين وايزيديين …. علينا ان لا نكتفي بالكلام علينا ان نعمل من اجل وقف هذا الدم ، وقف هذا التخريب ، فلنناضل من اجل سوريا ديمقراطية من دون استئثار بالسلطة والحكم .
اناشد مرة اخرى اخواني في ب ي د ان يقبلوا بالشراكة مع الحركة الوطنية الكردية .
ادعو الائتلاف الوطني للمعارضة والثورة السورية ان يوحدوا الصفوف وان يناضلوا من اجل حقوق الشعب السوري ، اقول لهم ولغيرهم لا يمكن ان تتحقق الديمقراطية من دون تحقيق حقوق الشعب الكردي ، اتساءل كيف يمكن ان تكون هناك ديمقراطية في دمشق والشعب الكردي محروم من حقوقه ، من مصلحة المعارضة السورية تعزيز علاقاتها مع الشعب الكردي وحركته الوطنية .
وفي الختام كل الشكر للرفاق في منظمة فرنسا وفرع اوروبا والحضور الكريم
الشكر كل الشكر لكم جميعا.
الهيئة الاعلامية لفرع اوروبا للحزب الديمقراطي التقدمي الكردي في سوريا
22.06.2014