في اطار الدورة الثامنة والعشرون لمجلس حقوق الانسان في جنيف عقدت ندوة في 17.03.2015 في مقر المجلس بعنوان ( الابادة الجماعية والتطهير العرقي ومستقبل الايزيديين والمسيحيين في العراق ) بدعوة من مؤسسة الحكيم الدولية وبمشاركة فاعلة من خبراء دوليين في القانون الدولي وعمليات الابادة الجماعية من كندا وبلجيكا وروسيا كما شاركت في الندوة ممثلي الايزيديين والمسيحيين في العراق وسوريا الى جانب المشاركة الفاعلة لمنظمة حزبنا الحزب الديمقراطي التقدمي الكردي في سوريا في اعمالها وهذا من المقرر ان يصدر البلاغ الختامي لاعمال الندوة في 18.03.2015 في مؤتمر صحفي في ناد الصحفيين السويسريين في جنيف ، ويجدر الاشارة اليه ان وفد منظمتنا تكون من الرفاق : لازكين معمو ، جمعة محمد ، اسماعيل ميرو ، عبد العزيز كالو ، محمد عثمان ، محمد محمد ، شيار خليل ، احمد رشيد ، كاميران هورو ، زياد علي ، علي سعدون و نزيه يوسف وقد القى الرفيق لازكين معمو مسؤول منظمة حزبنا في سويسرا كلمة في اعمال الندوة وهذا نصها :
السيدات و السادة الكرام
بداية نود ان نشكر الجهات المعنية بهذه الندوة على دعوتهم لنا للمشاركة في اعمالها .
تعتبر منطقة الشرق الاوسط من اغنى مناطق العالم ثراءً في التراث الانساني والحضاري ، ففي هذه المنطقة نشأت فكرة الالوهية وترعرعت في سهولها وجبالها الى ان تجسدت في صورة الاديان السماوية الثلاثة اليهودية والمسيحية والاسلامية ، فاذا كانت منطقة الشرق الاوسط بمفهومها الجغرافي الواسع مصدر هذا الثراء فأن بلاد الرافدين كانت الفضاء الواسع و مازالت الحاضنة الاكثر ثراء في تلك المنطقة ، فقد بدأت تباشير الحضارة الانسانية تلوح من هذه المنطقة على ايدي الاشوريين والسومريين والكلدانيين والميديين و الزرادشتين ، كل هذه المجموعات البشرية والحضارية كانت اسهاماتها واضحة وضوح الشمس في التأسيس للحضارة الانسانية المعاصرة لا مجال لذكرها في الكلمة .
إلا انه من المؤسف ان نقول ان هذا الثراء الانساني حوربت على مدى تاريخ المنطقة بذرائع مختلفة حسب المرحلة الزمنية والتاريخية وحسب النظام السياسي والاقتصادي السائد فيها ، ففي البدايات حوربت على ايدي مستعمرين الاسلام باسم الفتوحات الاسلامية بذريعة نشر الدين الحنيف فكان السيف هو الحاكم المطلق على قاعدة ( اسلم تسلم ) وفي المراحل المتأخرة الاخرى حوربت تلك الإثنيات والاديان بذريعة التوسع الاستعماري القادم من الشرق البعيد على ايدي التتار والمغول وفي المرحلة المعاصرة ايضا تعرضت تلك المكونات الاصيلة في المنطقة باسم القومية العربية و اتبعت بحقها سياسة الصهر القومي والاثني في بوتقة القومية العربية كما كان ومازال الحزب البعث العربي الاشتراكي في كل من سوريا والعراق يتبناه وكما يتبناه الاتاتوركيين في تركيا وفقهاء الظلام في ايران . ويؤسفنا القول ايضا بان هذه السياسات والمسوغات ما زالت سارية الى يومنا هذا وما تنظيم الدولة الاسلامية في الشام والعراق ( داعش ) إلا افضح صور هذا التعدّي الصارخ على تاريخ المنطقة وتراثها البشري الثري بمكوناتها المختلفة ، فهم لا يستهدفون الايزيديين لأنهم يتبعون دينا ليس بسماوي إلا فلماذا يستهدفون المسيحيين وههم من اتباع ديانة سماوية وهم لا يستهدفون الغير مسلمين وحسب كما هو واضح وإلا لماذا يحاربون الشعب الكردي وهم بأغلبيتهم الساحقة يتخذون من الاسلام دينا لهم ، نحن نعتقد انهم يحاربون الشعب الكردي والايزيدي و الكلدو الاشوريين المسيحيين ويستهدفون مناطقهم وقراهم ومدنهم واطفالهم وشيخوهم ونساءهم لانهم ينتمون الى قوميات مغايرة ومختلفة عن العرب ، بحيث يمكن القول ان داعش يجسد توجهيّن واضحين اولهما التوجّه الشوفيني العربي وثانيهما التوجّه السلفي الاسلامي المتطرف والارهابي ، بمعنى اخر نحن نرى في الحزب الديمقراطي التقدمي الكردي في سوريا ان هذا التنظيم هو نتاج تحالف العروبي الاسلاموي السلفي ونتيجة هذا التحالف سيكون الهدف الاساسي ليس بناء الخلافة الاسلامية وانما لمحو التاريخ الاصيل للمنطقة وتأسيس للقطيعة التاريخية مع ماضي المنطقة وواقعها الحضاري المتنوع والثري والخلاق .
نحن نأمل من جميع المنظمات الانسانية الوقوف بشكل جدي على حماية الايزيديين الكرد والمسيحيين الكلدو الاشوريين والشعب الكردي بالإضافة الى الاقليات العرقية والدينية الاخرى كالصابئة المندائية و الكاكائية والارمن والتركمان ونحث الهيئات الدولية ذات الشأن بالإسراع في وضع حد للإرهاب الديني وتهيئة الاجواء لعودة الآلاف من ابناء المنطقة الى اماكن سكناهم لئلا نفقد والى الابد الجزء الكبير من التراث البشري الممتد لآلاف السنين خلت .
وشكرا جزيلا لكم جميعا على سعة صدركم واستماعكم لكلمتنا .
الهيئة الاعلامية لفرع اوروبا للحزب الديمقراطي التقدمي الكردي في سوريا
18.03.2015