ترعرع الرفيق والعم المناضل إبراهيم صبري في قرية كاسان وهي قرية صغيرة بالنسبة لرجل عظيم مثله فقد كرس حياته منذ بداية شبابه للنضال والعمل الجاد بنية خدمة شعبه ووطنه والإنسانية جمعاء ورغم تعرضه لأبشع وأقسى انواع الظلم والتعذيب الذي لاقاه فترة سجنه إلا إن ذلك لم يؤثر على عزيمته ولم يستطع إخماد همته بل صنعت منه رجلا جريئا قويا لا يكف عن النضال .
عرفته منذ (16) سنة في أوائل شبابي كان لي السند والقوة تعلمت منه في كل يوم درس في الحياة والنضال كان دائم العطاء تراه شديدا صلبا وقت الجد والعمل لا يسكت ولا يتهاون مع الخطأ ولكن كانت عنده بالمقابل روح مرحة فقد أحب كل من حوله ولم يعرف للبغض والحسد من معنى في حياته كان يحب مجالسة اصدقاءه ولم يحب الوحدة أحببت شخصيته وروحه وشموخه.
كنت أحب الجلوس معه وأحب الاستماع إلى أحاديثه وقصصه الشيقة التي لا تنتهي حتى في أصعب أيامه حيث أصابه المرض كنت أحب إليه وإلى شموخه الذي تراه على جبينه فقد كان يصارع المرض بكل قوة وعزيمة لم أرى حتى الأن ولم أعرف رجلا مثله يتحدى هذا المرض بهذا الهدوء .