بيان استنكار
في مشهد سوري كارثي ومضطرب، ناتج عن تجاذب وتحارب طرفي الصراع الإقليمي والدولي في سوريا وعليها، من اجل الاحتفاظ والنيل بحصة اكبر من المصالح والنفوذ، دون اكتراث بمصلحة سوريا والسوريين، ودون ان يكون للأسف أي دور أو قرار فاعل للسوريين في النظام أو المعارضة، بعد ان تغيرت المعادلة السورية نتيجة العسكرة والاحتكام للسلاح، وبعد ولوج قوى الاٍرهاب ممثلة بداعش وأمثالها التي استثمرت فيها مختلف قوى وأطراف الصراع من أجل تحقيق مصالحها الخاصة، تغيرت من معادلة ثنائية شعب ونظام، شعب ينشد الحرية ونظام مستبد، الى حرب أهليةدامية أحد جوانبها محاربة الاٍرهاب.
بعد ان تكللت الحرب بالقضاء شبه التام على هذه القوى الإرهابية، وبعد ان توفرت أجواء ومناخات واعدة للحل السياسي وفق مسارات جنيف والآستانة وأخرها سوتشي، التي وفرت كلها مناخات من الأمل لدى الشعب السوري الجريح بانتهاء الصراع وحلول السلام.
في هذا الوقت بالذات يدخل المشهد السوري دورة جديدة من الصراع وخلط للأوراق، تمثل بالاجتياح العسكري التركي على منطقة عفرين السورية، المتاخمة للحدود التركية والتي تضم قرابة المليون من مختلف المكونات السورية، فضلا عن عشرات الآلاف من النازحين من مناطق اخرى نظرا لما كانت تنعم فيه من أمان واستقرار. جاء هذا الاجتياح من اجل تقويض فرص السلام بحجج وذرائع واهية بدعوى وجود قوى ارهابية تشكل خطرا على الأمن القومي التركي، يقصد بها “قوات سوريا الديمقراطية”، علما أن هذه القوى، هي قوى سورية ومن مختلف مكونات الشعب السوري، لم تشكل يوما خطرا على تركيا، وكانت ولازالت تحارب الاٍرهاب وساهمت في القضاء عليه في معضم الشمال السوري.
اننا بملتقى الجزيرة الوطني الذي يضم طيفا واسعا من مختلف القوى والمكونات القومية والسياسية والاجتماعية بالجزيرة السورية. ندين باقصى العبارات هذا الاجتياح كونه اعتداء على السيادة الوطنية السورية، وانتهاك صارخ للقانون الدولي، وتهديد لحياة المدنيين الأبرياء، ويهدف الى تقويض عملية السلام، وهو بحقيقته مشروع مبيت لاثارة الفتنة والانقسام بين مكونات المنطقة عربا وكوردا وآشوريين سريان وأرمن وشاشان وتركمان وغيرهم. ونعبر عن تضامننا مع أبناء عفرين بمختلف مكوناتهم. ونطلب من الحكومة التركية وقف عملياتها العسكرية، كما نناشد المجتمع الدولي بالضغط على تركيا لوقف عدوانها والانسحاب من المنطقة فورا.
كما ندعو اخوتنا أبناء عفرين بعدم اﻻنجرار الى الفتنة التي تحاول تركيا اشعالها لتمرير وإدامة مخططاتها ومصالحها على حساب الشعب السوري. وختاما نرى أن المصلحة الوطنية وخطورة التهديدات التركية التي أطلقها رأس النظام التركي مؤخرا باجتياح كامل الشمال السوري تستدعي المبادرة من مختلف القوى الوطنية السورية بالمنطقة للقاء عاجل يهدف لوضع رؤية واستراتيجية مشتركة للتعاطي مع هذه التهديدات ومواجهتها، وحماية منطقتنا وشعبها، وتفويت الفرصة عن المشروع التركي وغيره من المشاريع الأجنبية التي تهدف لتقويض الاستقرار وافشال عملية السلام في سوريا بهدف منع السوريين من تحقيق حلمهم المشروع بسوريا جديدة حرة ديمقراطية وطنا نهائيا لكل أبائها .
الجزيرة السورية
في ٢٥-١-٢٠١٨
هيئة ملتقى الجزيرة الوطني