ملا بختيار: المصالح العليا لشعبنا تكمن في استئصال آثار الاقتتال الداخلي

Share Button

اجتمع ملا بختيار مسؤول الهيئة العاملة مع الجالية الكوردية وممثلي الأحزاء والأطراف الكوردستانية في المانيا، وذلك في ندوة DSC02448-730x370مفتوحة بناء على دعوة من لجنة تنظيمات المانيا للاتحاد الوطني الكوردستاني، وحضرها عدد غفير من الشخصيات السياسية والمثقفين، حيث ناقش المسائل السياسية والديمقراطية والحرب ضد داعش واستقراء الأوضاع في الاقليم والعراق والمنطقة.

وفي اطار الندوة وبعد أن أجرى ملا بختيار استقراء لمواقف الاتحاد الوطني الكوردستاني الصريحة حول المسائل الديمقراطية وسياسة المنطقة والحرب ضد داعش، أكد: الاتحاد الوطني الكوردستاني جزء من الحل امام المشكلات التي تواجه الاقليم.
وحول الصمود السياسي، أوضح ملا بختيار بأنه لولا الصمود السياسي والنهضة السياسية، التقدم وتغيير الأسس الاقتصادية واليقظة العقلية التي واجهت الهتلرية النازية بعد ايطاليا الفاشية لكان العالم الآن أخذ منحى آخر. مشيراً الى أن الديمقراطية والتقدم الذي تشهده اوربا والمانيا اليوم لا شك اصبحت الدعامة الراسخه‌ للصمود الديمقراطي، لأن الديمقراطية من دون تغيير الفكر واتباع مبادئ حقوق الانسان والعدالة الاجتماعية لن تحقق أهدافها.
وتطرق ملا بختيار الى العديد من المسائل في تلك المراحل وأورد عديد النماذج من الأحداث التاريخية، بدء من محطة عصر النهضة والمانيفاكتوره والثورة الصناعية وصولاً الى ثورة اكتوبر والحركة الديمقراطية واليساريين والحرب العالمية الأولى والثانية. وأورد ملا بختيار في حديثه مرحلة الحرب الباردة والصراعات الدولية كنموذج على ذلك، مستعرضاً مخاطر داعش وأهمية تقييم المرحلة الراهنة في كوردستان والشرق، متمنياً اجراء استقراء جديد للظروف وعدم تكرار أخطاء الماضي مرة اخرى.
وأضاف: مادام أن للفاشية تاريخ قديم منذ القرون الوسطى، وما دامت العملية الديمقراطية عملية طويلة، فإن من واجب القوى الديمقراطية واليسارية ان تأخذ بنظر الاعتبار تلك التجربة الفاشية المرة في محطات نضالها.
وأشار ملا بختيار في الندوة “إن احتمالية ظهور الفكر السلفي والعنف وبروز ظاهرة داعش مرة أخرى موضوع قائم، إن لم يتم ترسيخ حقوق الانسان وحقوق المرأة، والتغييرات الاجتماعية في الجانب الاقتصادي والعدالة الاجتماعية وسيادة القانون وتداول السلطة”.
وحول المساعدات التي تقدمها دول التحالف للكورد والبيشمركة، اشار ملا بختيار بأن مئات المليارات التي تنفقها أمريكا واوربا في الحرب، لا يدخل في اطار تقني فحسب، وإنما لأجل القلق الذي تشعر به دول التحالف على مصالحها من مخاطر داعش، ولأجل ذلك فإنهم يستخدمون التكنولوجيا الأكثر تقدماً في ضرب داعش. مبيناً بأنه وبدلاً من انفاق مئات المليارات على تلك الحروب، كان الأجدر انفاق تلك الأموال في تغيير النظام الاقتصادي والاجتماعي وتطوير وترسيخ الأسس الديمقراطية. والذي معه لم يكن ليترك مجالاً لظهور الفكر السلفي وتشكيل تلك المجاميع المتشددة، ولما آلت الأوضاع بالمنطقة والعالم الى ما آلت اليه الآن.
وفيما يتعلق بتجربة اقليم كوردستان، اوضح بأن القوى المذهبية والدينية لها حصة كبيرة من الانتخابات في اقليم كوردستان على عكس المدن العراقية، مشيراً الى أن القوى الديمقراطية حققت نسبة كبيرة من النجاح، فيما قامت الأحزاب والأطراف الاسلامية ضمن العملية السياسية والديمقراطية في كوردستان، بإدانة داعش.
وحول الأوضاع في اقليم كوردستان والمنطقة، ألقى ملا بختيار الضوء على حساسية المرحلة وأهمية معالجة المشاكل الموجودة، مبيناً بأن الاتحاد الوطني الكوردستاني جزء من الحل، مؤكداً بأن الاتحاد الوطني الكوردستاني وشعوراً بالمسؤولية، يدعو الى التهدئة والحوار لمعالجة مشاكلنا وعدم السماح لأي شخص وطرف أن يحرف الوضع الى مسار سيئ وتكرار التجارب المرة مرة أخرى.
وأكد ملا بختيار بأن الاتحاد الوطني الكوردستاني لن يتحمل مسؤولية الادارتين ويرفض فكرة كهذه، يتمنى بألا يفكر أحد بشيء كهذا، لأن المصالح العليا لشعبنا تكمن في استئصال آثار الاقتتال الداخلي ومسألة الادارتين بشكل قطعي، وقد بذلنا جهودا مضنية لانهاء تلك المحنة. لذلك فمن الضروري ان نرسخ معاً أسس سيادة القانون واحترام القوانين.
وحول رئاسة الاقليم، قال ملا بختيار: الاتحاد الوطني الكوردستاني ملتزم بالمشروع المشترك للأطراف الأربعة ومتمسكين به ولن نتراجع عنه. نريد تعديل الصلاحيات، مشيراً الى أن هذه الأطراف لم تتحدث عن بقاء رئيس الاقليم لعامين آخرين بقدر ما تحدثت عن صلاحيات رئاسة الاقليم.
ونبه ملا بختيار مسؤول الهيئة العاملة بألا يفسر أي شخص سياسة الاتحاد الوطني الكوردستاني ويحملها على محمل سيئ، فقد ظهر بأن الاتحاد الوطني صاحب سياسة ومكانة كبيرتين وهو من هذا المنطلق يشعر بمسؤولية أكبر تجاه القضايا، مشيراً الى انه لمن الخطأ الفادح أن تفهم سياسة الاتحاد الوطني على نحو آخر، مضيفاً: سنطور علاقاتنا مع حركة التغيير ونصل بها الى اتفاقية سياسية، ولكن هذه الاتفاقيات لن تكون على حساب أي طرف.
وحول المشاكل الاقتصادية بين الاقليم وبغداد، اشار الى أنه بالرغم من الحرب الخطيرة التي يواجهها اقليم كوردستان ضد داعش، ولحسن الحظ أحرز انتصارات كبيرة، إلا أننا نرى بأن هذه الحرب ستستمر وستضع المنطقة جنباً الى جنب مع استمرار المشاكل الاقتصادية والسياسية، امام جملة مستجدات وأزمات مختلفة. مبيناً بأن الاتحاد الوطني الكوردستاني مع استقلالية الاقتصاد ولم يعارضها في السابق. وإننا مع معالجة المشاكل مع بغداد، لأن تجربة ارسال النفط مباشرة في مرحلة الحرب والصراع هذه، أظهرت بأنها لن تعالج مشاكلنا، موضحاً بأنه حتى لو فاقت صادراتنا للنفط من 600 الف برميل الى مليون برميل يومياً، فإننا لن نتمكن من معالجة المشاكل الاقتصادية. وأضاف: إن الاتحاد الوطني الكوردستاني حاول دائماً توحيد صف الكورد في بغداد، مشيراً الى ان الوضع الاقليمي والعراق بحاجة الى الكورد، لذلك ينبغي علينا التوصل الى نتيجة مع بغداد لمعالجة المشاكل وعدم تعميق تلك الأزمات على اقليم كوردستان.
وفي ختام الندوة، وحول القرار السياسي للاتحاد الوطني الكوردستاني، قال ملا بختيار: الاتحاد الوطني صاحب قرار سياسي، فمثلما لم نتدخل في شؤون أي حزب سياسي، كذلك لا نسمح لأي شخص بالتدخل في شؤون الاتحاد الوطني الكوردستاني. وسيأتي اليوم الذي سننشر فيه ارشيفنا، ونتمنى ألا يسيء أحد تفسير سياستنا، إن الاتحاد الوطني الكوردستاني يعتبر نفسه داعماً لأجزاء كوردستان الأخرى، فالشعارات لا تغير من المعادلات السياسية ناهيكم عن أن البرنامج مهم بالنسبة الينا.
وفي اطار زيارته الى المانيا، وبناء على دعوة من المجلس الثقافي الكوردي ببرلين، ألقى ملا بختيار كلمة مهمة، يوم 24/10/2015، تناول فيها المفهوم الديمقراطي وأهمية دور القوى الديمقراطية واليسارية في هذه المرحلة باتجاه تغيير فكر الأفراد والعمل على بناء العقلانية والتوعية للتصدي لمخاطر الفكر السلفي والدواعش، مؤكداً على أهمية ترسيخ النظام الديمقراطي.

PUKcc

Share Button

عن PDPKS

x

‎قد يُعجبك أيضاً

صدور العدد الجديد 648 من الديمقراطي

صدر العدد الجديد 648 من جريدة الديمقراطي التي يصدرها الحزب الديمقراطي التقدمي الكردي في سوريا، ...