أفادت تقديرات حكومية تركية أن الصراع مع المقاتلين الأكراد أسفر عن مقتل أكثر من خمسة آلاف شخص منذ يوليو تموز، وتسبب في دمار ما لا يقل عن ستة آلاف مبنى.
ودُمرت مساحات كبيرة في بلدات في جنوب شرق البلاد ذي الأغلبية السكانية الكردية جراء القصف اليومي والانفجارات والمعارك التي لا تزال تتأجج.
ومع استمرار القتال قالت حكومة رئيس الوزراء الجديد بن علي يلدريم إن 6320 مبنى أو 11 ألف مسكن دمروا في خمس مناطق فقط وهي سور في ديار بكر وسيزر وإيدل في محافظة شرناق ويوكسكوفا في هكاري.
وقال نعمان قورتولموش نائب رئيس الوزراء التركي بعد اجتماع لمجلس الوزراء يوم الاثنين “نواجه الآن عملية تخطيط إعادة إعمار وإصلاح المنازل المتضررة” مقدراً تكلفة إعادة البناء في هذه المناطق بنحو 855 مليون ليرو (290 مليون دولار).
ورفض المشرع دنجير محمد فرات المنتمي لحزب الشعوب الديمقراطي المؤيد للأكراد خطط إعادة الإعمار في المناطق القديمة مثل سور وسيزر حيث “مُحيت البنية التاريخية”.
وقال لرويترز “يخدعون أنفسهم ويحاولون تغطية جرائمهم.”
وأضاف “إذا كانوا يعتقدون أن بمقدورهم استمالة السكان المحليين بهذه الطريقة فإنهم مخطئون. تسبب تدمير هذه المدن في جرح نفسي.”
وقالت مؤسسة حقوق الإنسان التركية إن نحو 338 مدنياً بينهم 78 طفلا قتلوا في الصراع منذ الصيف الماضي.
وأضافت أن حظر التجول انتهك حقوق 1.6 مليون شخص. وتقول أنقرة إن 355 ألف شخص نزحوا إلى مناطق أخرى في تركيا.
وإلى جانب تدمير منازل قال مسؤول محلي لصحفيين كانت ترافقهم حراسة إن أضرارا لحقت بتسعة مساجد وكنيستين في سور وحدها.
وقال شاهد من رويترز إن الثقوب الناجمة عن إطلاق النار تغطي واجهة مسجد كورسونلو الذي يبلغ عمره خمسمئة عام وأحرقت حوائطه الداخلية بينما وضعت أكياس الرمال على نوافذه فيما يدلل على القتال الدائر هناك.
وأدرجت الجدران البازلتية التي تعود للحقبة الرومانية وتحيط بمنطقة سور ضمن مواقع التراث العالمي لليونسكو في يوليو تموز 2015 وبعد أسابيع تجدد النزاع المسلح.