تواصل المليشيات الإسلامية المعروفة بمسمى “الجيش الحر” التابعة لقوات الاحتلال التركي، انتهاكاتها بحق من تبقى من الأهالي الكُرد في منطقة عفرين الكردية شمال سوريا، ساعيةً لمنعهم من قوتهم اليومي وسرقة أرزاقهم، لا سيما سرقة الزيتون الذي بدأ موسمه خلال الأيام السابقة.
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان في بيان: “أقدم فصيل السلطان على منع أهالي قرية بعرافا بناحية شران في ريف عفرين، من دخول أراضيهم لحصد الزيتون، وأبلغهم أنه يسمح لهم بحصاد موسم الزيتون مقابل حصوله، على نسبة 30% من المحصول، مما أثار استياء الأهالي”.
وفي السياق ذاته، “أقدم عناصر من فصيل فرقة الحمزة على سرقة عدة حقول زيتون تعود ملكيتها لمواطنين أكراد جرى تهجيرهم من قراهم وذلك في قرية قرزيحل بريف عفرين وعمد عناصر من الفصيل على قطاف الزيتون وبيعه، وفي قرية علكه التابعة لناحية شران أقدم أحد فصائل “غصن الزيتون” بالاستيلاء على أكثر من 7 أكياس من مادة الزيتون من أحد المواطنين الأكراد أثناء عودته من جنى محصول الزيتون من أرضه”.
وبعد احتلال المنطقة الكردية، عمدت المليشيات الإسلامية في حزيران الماضي، على تفكيك معمل ‹التنك› (صفائح معدنية تستخدم لتخزين زيت الزيتون) العائد للمواطن “ميرفان” من أهالي قرية شيتكا\المغارة، وأوضحت مصادر، أن مسلحي المليشيات نقلوا قطع المعمل بعد تفكيكه إلى مدينة إعزاز في ريف حلب الشمالي، وبذلك تكون المنطقة قد خسرت المعمل الوحيد الذي ينتج ‹التنك› أو الصفائح المعدنية، فيما يواجه الموسم الحالي تحدياً كبيراً مع استمرار سرقة البنى التحتية المرتبطة بزراعة الزيتون، كمعاصر الزيتون ومعامل البيرين والفحم النباتي.
وفي الثلث الأخير من سبتمبر \ أيلول الماضي، أصدرت المليشيات الإسلامية المعروفة بمسمى “الجيش الحر” والتابع للاحتلال التركي تعميماً في عفرين، بصدد الاستيلاء على أرزاق أهالي عفرين المهجرين قسراً بفعل الغزو التركي المدعوم بفصائل متطرفة، والتي انتهت باحتلال المنطقة الكردية في الثامن عشر من آذار المنصرم.
ووفقاً لتعميم مليشيات “الجيش الحر”، فإنه يتوجب على المليشيات الإسلامية في كل ناحية والتي أشير لها بمسمى “قطاعات”، تسليم أشجار الزيتون العائدة للممتلكات العامة والخاصة للمجالس المحلية، فيما لا توجد في عفرين أشجار زيتون تابعة للقطاع العام، والمقصود من قبل مليشيات “الجيش الحر”، هي الأشجار التي تم الاستيلاء عليها بحجة غياب أهلها، بفعل تهجيرهم منذ الحرب، حيث ترى تلك المليشيات أن جميع السكان الأكراد الغائبين هم من الموالين للإدارة الذاتية ووحدات حماية الشعب، وبالتالي تستطيب الاستيلاء على أملاكهم.
وسبق وأن أصدر المجلس الإسلامي السوري بياناً حلل من خلاله لعناصر المليشيات الإسلامية المعروفة بمسمى “الجيش الحر” الاستيلاء على ارزاق وممتلكات السكان الكرد الغائبين (المهجرين) بحجة أنها تابعة لعناصر الوحدات الكردية، وقال المجلس الإسلامي السوري الذي يتخذ من إسطنبول مقراً له، أن الممتلكات التي “لم يعرف لها صاحب (ويقصد من كان غائباً بفعل تهجيره)، فإنها تحفظ وتكون تحت تصرف الإدارات المحلية، ويصرف ريعها في المصالح العامة”.
وفي نهاية سبتمبر \ أيلول، أكدت منظمة حقوق الإنسان في عفرين، في بيان، إن مجموعة من أهالي مدينة إعزاز يقدر عددهم بـ 50 شخصاً، برفقة مسلحي مليشيات الجيش الحر أقدموا على السطو المسلح ونهب محصول الزيتون في الأراضي الواقعة بين قرى (قسطل جندو – أومارنلي – بافلون) التابعة لناحية “شرا\شران”.
وأضافت أن «هؤلاء قاموا بأخذ ما سرقوه من زيتون إلى المعاصر في مدينة إعزاز بالرغم من عدم نضج الثمرة»، وأردفت أنه «رغم تقديم شكوى من قبل الأهالي للقوات التركية والشرطة المدنية وتدخل المجلس المحلي في ناحية شران، إلا أن السرقات ما زالت مستمرة بحماية الفصائل المسلحة المدعومة من تركيا، خاصة في قرية أومارنلي»، وأشارت إلى أن «الشرطة المدنية التابعة لناحية شران اعتقلت يوم بعض المدنيين العرب برفقة المسلحين بالجرم المشهود على قارعة الطريق، وبحوزتهم أكثر من ثلاثين شوال من الزيتون المسروق، إلاّ أنها أطلقت سراحهم مباشرة بعد إنذارهم بعدم تكرار السرقة في هذه المناطق».
ويبلغ عدد أشجار الزيتون في عفرين حوالي 18 مليون شجرة، وتصل كمية إنتاج الزيت إلى 270 ألف طن في الأعوام المثمرة، كما توجد في المنطقة أكثر من 250 معصرة زيت زيتون.