معصوم علي: ما المطلوب كي نقلل من آثار ظاهرتي التعصب والعنف؟؟

Share Button

أولا-إننا بحاجة إلى تفكيك آليات الفهم والإدراك التي يمارسها ويستخدمها المتعصب لتبرير تعصبه لأننا لا نستطيع أن نواجه التعصب إلا ببيان وتوضيح خطأ ثقافته وتفكيره التي تبرر ممارسة أشكال الإرهاب والقتل والتدمير بدم بارد وبإحساس أنه يقوم بواجبه الديني أو القومي10426235_460120290793604_8009853366134931270_n أو الوطني فالمشكلة تكمن في هذه المفاهيم لديه لأنها تفرخ باستمرار المجاميع والكيانات المتعصبة . فالتعصب الأعمى يحيل الأفكار من أداة للتغيير والتحرر والإعتاق إلى وسائل لقمع المخالف معه وإعادة إنتاج الأزمة الأولى التي حاول إصلاحها أو تغييرها .
ثانيا- إزالة أسباب وموجبات التمييز الاجتماعي والاقتصادي تعد خطوة أساسية في طريقة القضاء على ظاهرتي التعصب والعنف.
ثالثا-إنهاء الظلم والاستبداد بإيجاد تغيير حقيقي ونوعي في الأداء السياسي والوطني والقومي بالاستناد إلى الحريات الدينية والسياسية وحقوق الإنسان والوقوف بحزم ضد كل أشكال التهميش والتمييز والإقصاء التي يتعرض لها المواطن بسبب آرائه أو معتقداته.
رابعا- وبالمختصر فإن السبيل الحقيقي والجاد إلى إنهاء ظاهرتي العنف والتعصب في المجتمع هو بناء حياة سياسية جديدة تسمح لجميع القوى والتيارات بممارسة حقوقها والمشاركة الجادة والنوعية في البناء والتطوير. فإن التعصب في التجربة الإنسانية كلها لم ينتج إلا حروبا وفتنا وعمليات استبعاد وإقصاء متواصلة تنتج كل أشكال الحقد والإرهاب والتدمير المادي والمعنوي. فتحويل مفردات الخطاب في مشروع أية جهة سياسية إلى عقيدة مغلقة واعتبارها تعاليم منزلة من السماء لا يمكن تطويرها وتغييرها مع المستجدات حيث ينعكس إلى تعصب واستعلاء تجاه الآخرين وتتحول المشروع الذي تبلورت من أجل تحرر الأمة وتقدمها إلى منتج لكل أشكال العنف والتخلف السياسي والحروب العبثية. وكذلك فإن حمل الناس على الرأي الواحد والفهم الواحد يناقض الاجتهاد والنواميس الكونية فيما يرتبط بالاختلاف البشري .
حيث أعتبر المفكرون أن الاختلاف هو تعبير عن غنى الثقافة وزخم الحضارة. إذ أن الاختلاف في المفهوم الديمقراطي ليس تفتيتا وتجزئة بل هو بديل عن كل استبداد مغلف بغلاف الوحدة حين تكون هذه الأخيرة مجرد تغطية للانفراد بالسلطة ورغم وجود سلبيات التعددية إلا أنها تحل بالطرق الديمقراطية وليس بإلغائها.
فالجهات المختلفة السياسية والعسكرية المتواجدة على الأرض السورية عامة والمناطق الكردية خاصة بحاجة إلى التسامح والحوار لأن في التسامح الأرضية الخصبة التي تنمو فيها الإبداعات وتنشط فيها الحركة ويتفاعل فيها الجمهور ويشحذ المثقف ذهنه وفكره وإمكاناته العلمية للوصول إلى الرأي السديد والثقافة المناسبة للمرحلة واللحظة التاريخية التي نمر بها.
ومن الجدير ذكره أن أسباب الاختلاف هو النزعة الفردية وتفاوت إفهام الناس ومداركهم وكذلك تفاوت المقاصد. وأن الاختلاف الناشئ عن التعصب يؤدي إلى نزاع وصراع ولجعل الاختلاف عامل غني فكري وتقدم علمي ورقي حضاري يجب التعامل مع الاختلاف بالتسامح للتأثير على سلوك المختلفين وإعانتهم على التطاوع بدل التنازع وذلك بأسلوب الحوار العميق والبناء وصولا لمبدأ قبول الآخر المختلف وتشجيع الأخير للاعتراف بالخطأ وإقامة العدل وتسوية الاختلاف بشكل يصون كرامة الطرفين . إذ ليست الخلافات سببا تاما للحروب بين الدول والمجتمعات والأفراد في الغالب وإنما الطرق التي نواجه فيه الخلافات هي التي تعود إلى اندلاع الحروب وتصعيدها في الأكثر.

Share Button

عن PDPKS

x

‎قد يُعجبك أيضاً

صدور العدد الجديد 648 من الديمقراطي

صدر العدد الجديد 648 من جريدة الديمقراطي التي يصدرها الحزب الديمقراطي التقدمي الكردي في سوريا، ...