جريمة الاغتيال التي طالت كلا من الرفيقين محمود سليمان (ابو سعيد) وولده اسماعيل بتاريخ 15/5/2016 ليست جريمة جنائية عادية وعابرة بل تنذر بظاهرة قد تكون نتائجها كارثية لشعبنا في قادم الأيام وذلك ليس لسبب أن المغدورين يتما عائلة عدد من أفرادها من ذوي الأحتياجات الخاصة وتركاها دون معيل في هذه الظروف الصعبة للغاية حيث أن هناك العشرات لا بل المئات من هكذا عائلات تواجه المصير نفسه منذ الحرب المجنونة التي طالت مناطقنا …… وأيضا ليس لسبب كون الضحيتين ينتميان الى حزب سياسي هو الحزب الديمقراطي التقدمي الكردي في سوريا … اذ هناك الكثير من أعضاء الأحزاب السياسية إما ماتوا تحت التعذيب او اغتيلوا او استشهدوا في معارك المقاومة ضد المجموعات الغازية لمناطقنا…… وكذلك ليس لسبب كونهما مسالمان لا يقرأ في سجل مسيرة حياتهما أية عداوات او مشاجرات او او ….فهناك المئات إن لم نقل الآلاف من الأبرياء قد تعرضوا لشتى المظالم منذ بداية الأزمة او الثورة… ولم يتم تصفيتهما لدوافع المنافسة الاقتصادية التجارية او السياسية كونهما ليسا من أصحاب رؤوس الأموال ولم يكونا من القياديين في الحزب وكذلك لم يتعرضا للسرقة او النشل عقب تنفيذ الجريمة…. إن جريمة اغتيال كهذه ترتكب غدرا وبدم بارد في وضح النهار في منطقة مأهولة من قبل شخصين ملثمين يستقلان سيارة ويستطيعان الفرار والاختفاء دون أن تكشف هوياتهما رغم الحواجز الأمنية على كافة المفترقات في المنطقة تثير مخاوف أمنية فظيعة لدى المواطن يتناسب عكسا على الاستقرار ويضع قدرة ومصداقية الاسايش المؤتمن على امن وحماية المواطن على المحك خاصة إذا لم تولي الأهمية القصوى للبحث والتحري للكشف عن الجناة وتقديمهم للعدالة لينالا جزاء ما اقترفت أيديهما الآثمة …فقيد ملف هذه الجريمة ضد مجهول لا سمح الله سوف يشجع ذوي النفوس الحاقدة لممارسة جرائم شتى وبالتالي تتحول الى ظاهرة تكون نتائجها كارثية على المجتمع برمته وتضيف سببا وقد يكون الأهم والأبرز في التفكير بالهجرة وترك البلاد بحجة البحث عن الأمان.. لذا أدعو الجهات الأمنية وخاصة الاسايش في كل من كوباني وكري سبي للبحث والتحري بغية الكشف عن هذه الجريمة البشعة وملابساتها إنصافا للمغدورن وزرعا للطمأنينة في نفوس المواطنين إضافة الى إدخال الرعب في نفوس المجرمين ومن على شاكلتهم بان يد العدالة سوف تطالهم وسوف ينالوا الجزاء العادل ولن يفلتوا مهما استخدموا من أساليب الخداع والتخفي…..