محمد صديق ملا: اتفقوا …اتفقوا أولا وأخيرا.

كثرت في الآونة الأخيرة قضية ارسال (بيشمركة روج آفا )الى كردستان الغربية للقتال جنبا الى جنب مع قوات الحماية الشعبية(ypgوالypj) وأصبح الشغل الشاغل لبعض القنوات الفضائية والعديد من المنابر الأعلامية (الصحف وصفحات التواصل الاجتماعي)لا بل العديد من الأحزاب الكردية تبنت هذه القوة العسكرية وسخرتها لأجنداتهم السياسية والحزبية ومصالحهم الآنية الضيقة ,حيث لايتركون اي مناسبة الا ويعيدون قضية (البيشمركة )وضرورة ارسالها للدفاع عن المناطق الكردية من دون دراسة موضوعية معمقة وخلق أرضية مناسبة بين أطراف الحركة الكردية والمتمثلة في (المجلس الوطني الكردي)و (تف دم)وهذا يتطلب اعادة الروح الى أتفاقية (دهوك)والتزام الطرفين ببنود هذه الأتفاقية وتطبيقها على أرض الواقع وألا تكون قراراتهم حبيس الغرف الضيقة وهذا يحتم ايضا :
1-دعوة جميع الأحزاب الكردية (المجلس الوطني الكردي )و(تف دم) وجميع المنظمات الشبابية والمنظمات النسائية واتحادات المثقفين والكتاب والصحفيين والمستقلين ومنظمات المجتمع المدني الى عقد مؤتمر وطني شامل تكون فيه كل شيء على طاولة البحث .
2-وضع استراتيجية واضحة المعالم والدلالات من جميع القضايا الخلافية الشائكة على الساحة الكردية أولا والساحة السياسية السورية .
3- تحديد الموقف العام للحركة السياسية الكردية من (القوة العسكرية التي يراد بناءها للدفاع عن المدن والقصبات الكردية من هجمات النظام وداعش وغيرها من القوى التي تريد النيل من الكرد .
4-تحديد الموقف من اللاتلاف الوطني السوري والدور الذي سيلعبه الكرد فيه دون مواربة أو خوف.
واعتقد جازما ان كل ذلك ممكن تحقيقه ان توفرت النية الصادقة والحس الوطني والقومي لدى الجميع وخاصة اننا نعيش مرحلة تعتبر الأهم والأخطر في تاريخ الحركة السياسية الكردي في سورية .حيث ان المنطقة برمتها تعيش حالة من اللااستقرار والفوضى والخراب والدمار…. ان لم نكن على قدر المسؤولية التاريخية الملقاة على عاتقنا واستثمرنا طاقاتنا كلها للوصول بشعبنا الى بر الأمان ,ووحدنا كلمتنا ووقفنا صفا واحدا في وجه من يريد الشر لنا ويتربص بنا والا فستكون كارثتنا كبيرة ,ونندم على فعلتنا النكراء في ساعة لاينفع فيها الندم ,وسيحاسبنا اجيالنا من بعدنا بعبارات وأوصاف نحن بغنى عنها .
2_7_2015