محسن سيدا: لماذا تفوقت تجربة الإدارة الذاتية في كوباني على غيرها من الإدارات المعلنة ؟

Share Button

بعد قيام ثورة 19 تموز المجيدة و تحرير كوباني من نظام البعث وإعلان الإدارة الذاتية الديمقراطية فيها تواصل الصحافة العالمية و 1662183_633190763427201_5709944041623337200_nالاقليمية و المحلية و مراكز الابحاث و الدراسات وهي تبذل كامل اهتمامها للإحاطة بالتجربة الفريدة والرائدة في هذه المدينة الشبه المنسية .
السؤال الذي يطرح نفسه :ترى لماذا تفوّقت الإدارة في كوباني على الإدارات الأخريات ؟
و ما السر في هذه النهضة العمرانية و الاقتصادية و الثقافية و نجاح التعددية السياسية في كانتون كوباني ؟
لا يمكن الإحاطة ، في هذه العجالة ، بكل جوانب الإدارة الرائدة و سأكتفي بمقاربة الموضوع و تسليط الضوء على مكامن قوة التجربة و ريادتها .
لا نفشي سرأ ان الإدارة في كوباني حظيت بدعم و مساندة حزب العمال الكردستاني و الذي لم يبخل بدوره بتقديم الغالي والنفيس لها نظراً لمكانة مدينة كوباني الرمزية لدى الحزب بالإضافة الى العلاقات القومية و السياسية ، لذا يعتبر العمال الكردستاني وقوفه إلى جانب كوباني نوع من رد الجميل لكوباني.
كانت مدينة كوباني بوابة زعيم العمال الكردستاني السيد عبد الله أوجلان إلى سورية و استقبلت المدينة قيادات الحزب في بيوتها كما قدمت المدينة خيرة شبابها في صراع الحزب مع الدولة التركية و شاءت الاقدار ان تكون كوباني مدينة أول شهيد ” فراس ” من كرد سورية في صفوف العمال الكردستاني .
بعد إعلان الإدارة في المدينة تم طي صفحة الثورة و التعبئة و البروباكندا و بدأ العمل وفق منطق الإدارة و العقلية المؤسساتية و أصبح شعار المرحلة ” أن تعيش من اجل بلدك خير من أن تموت من أجله ” .
قام العمال الكردستاني باستدعاء كوادره العلمية و الإدارية و الثقافية و الفنية من اوربة و الذين درسوا و تعلموا في الآكاديميات و الجامعات والمعاهد الاوربية و تم دمج هذه الخبرات بخبرات و طاقات ابناء المدينة و تشكل فريق عمل من التكنوقراط لتسليم إدارة المدينة استنادا إلى قاعدة الكفاءة في العمل وبعيداً عن سياسة الإقصاء و التهميش . وبعد اشهر من العمل تم الإعلان عن حملة البعثات القسرية و الإجبارية لإرسال شباب المدينة للدراسة في أوربة و تم التركيز في الحملة على ابناء شهداء الحزب ، ورغم تحفظ بعض العوائل على ارسال ابنائها إلى أوروبة إلا ان الحزب نجح بإقناع الاهالي بإرسال ابنائها للدراسة في الغرب ويعود الفضل في الاقناع إلى السياسة الحكيمة والرشيدة التي ينتهجها الحزب بعد تبنيه فلسفة الامة الديمقراطية .
على الصعيد الثقافي تم استدعاء الأديب و الروائي شاهين سوركلي ليكون مديراً للثقافة في مدينته التي لطالما حلم بالعيش في ربوعها و كان الاستدعاء بمثابة تكريم له لإثرائه المكتبة الكردية بإبداعاته القصصية و الروائية إضافة إلى ترجماته العديدة .
اثبتت الإدارة الذاتية في كوباني أنها تستحقق أن تحتل الصدارة في تقارير المنظمات التي تهتم بالشفافية و حرية الراي و المنظمات الحقوقية في غضون فترة وجيزة ، و على سبيل المثال لا الحصر ، فقد قدم مسؤول كبير في الإدارة استقالته لخلل بسيط في بعض الارقام المالية ، ورغم خروج الجماهير الحاشدة لثني المسؤول عن قرار الاستقالة إلا أنهم لم يفلحوا وكان رد المسؤول أن السياسة تحكم بالنتائج وليست بالنوايا الحسنة .
على الصعيد الفني استقدم الحزب الفرقة الكردية الشهيرة ،التي عرّفت الغناء والموسيقا الكردية في المهرجات العالمية و حصدت عدة جوائز عالمية ، لتتولى تدريب الشباب على الغناء و الموسيقا و الدبكات الكردية .
بعد هذا النجاح المنقطع النظير الا يحق تعميم التجربة في عموم سورية لا بل في عموم الشرق الاوسط ؟!
لولا السياسة الحكيمة والرشيدة للإدارة الذاتية الديمقراطية في كوباني ، ربما ، كانت كوباني مدمرة و أهلها يعيشون في الخيام او مشردون في اصقاع العالم كله ولربما تعرضت كوباني للمجازر و الإهانات . ولكن بفضل السياسة الحكيمة يعيش الكوبانيون في الرخاء والنعيم و ترف العيش ويخشى على شبابها من البطر ، لذا يتفهم الكوبانيون حسد الآخرين .

Share Button

عن PDPKS

x

‎قد يُعجبك أيضاً

صدور العدد الجديد 648 من الديمقراطي

صدر العدد الجديد 648 من جريدة الديمقراطي التي يصدرها الحزب الديمقراطي التقدمي الكردي في سوريا، ...