توقعت مجلة نيو ريببليك الأمريكية في تقرير لها، أن تسقط مدينة عين العرب (كوباني) السورية خلال أيام، وانتقدت موقف الرئيس التركي رجب طيب أردوغان على موقفه السلبي من مأساة هذه المدينة، ونشرت تقريراً تحت عنوان “عار على تركيا أن تفضل تنظيم الدولة اللا-إسلامية على الأكراد”.
وتقول المجلة “يبدو أن أردوغان الذي أمر جيشه المتمركز على بعد بضعة كلم من الحدود مع سوريا، بالوقوف متفرجاً على المدينة الجريحة كوباني، اختار داعش على حساب الأكراد المحاصرين داخل المدينة”.
لعبة مزدوجة
وتشير نيو ريببليك إلى أن “كوباني ستكون ضحية لعبة مزدوجة تمارسها تركيا، والتي بعد أن تركت كل جهادي في المنطقة يمر عبر حدودها، وأغمضت أعينها عن الأسلحة الثقيلة التي بدأت، منذ أسابيع، بالتوجه نحو المدينة المحاصرة، والتي تستخدم حالياً لقصفها، قد أغلقت أيضاً جميع المنافذ، وهي تلعب دور البراءة في حين تمتنع ليس فقط عن استخدام قواتها، بل في منع آلاف المتطوعين الأكراد الراغبين بعبور الحدود لمحاولة إنقاذ كوباني”.
كارثة محتملة
وتضيف المجلة “أن المعجزة الفائقة التصور، والمتمثلة بصمود كوباني، والتي نجحت حتى الآن، وبدون موارد كافية في الوقوف في وجه عنف لا محدود، وفي صد تقدم الجهاديين المتعصبين، قد لا تدوم طويلاً، ويخشى من سقوط المدينة، ورفع العلم الأسود ليس فقط في الحيين الشرقي والجنوبي، بل فوق باقي المرتفعات المطلة على كوباني، وستكون النتيجة كارثية ستترك، بالتأكيد، أثرها على كامل المنطقة”.
شجاعة مدهشة
وتستعرض المجلة الأحداث فتقول “منذ أسابيع والمقاومون الأكراد يدافعون بشجاعة مدهشة ضد وحدات عسكرية أفضل تدريباً وتسليحاً، ولا بد أن تجعلهم قوات داعش يدفعون ثمن صمودهم البطولي، وسيكون سقوط المدينة بمثابة كارثة للمدينة بحد ذاتها، حيث لن يقتنع داعش، كما فعل من قبل، باستعباد النساء وقطع رؤوس القادة، أو إجبار أبناء الأقليات على ترك دياناتهم، بل سوف يرتكب مقاتلو داعش مجزرة شبيهة كتلك التي جرت بعد حصار مدينة ستالينغراند وقضى فيها على يد النازيين مليون شخص من سكانها، كما يذكر التاريخ نجاة مدينة ساراييفو من حصار دام ألف يوم، لكن على حساب 11 ألف ضحية، وكذلك مدينة جروزني في الشيشان التي حولتها قوات بوتين إلى مدينة أشباح”.
نهاية للاعتدال والقانون
وتشير الصحيفة إلى أن “سقوط كوباني سيكون نهاية لعلمانية كردستان، ولقيم الاعتدال والقانون، وحيث يأمل ديبلوماسيون وساسة بأن يقف العالم الإسلامي، لمساعدة البشمركة الذين يقاتلون إرهابيي داعش، ويواجهونهم وجهاً لوجه، ولأن كوباني ليست مجرد رمز بل مفتاحاً، فإن سقوط المدينة سيكون كارثة تسمح لبرابرة داعش بأن يشحذوا قوتهم، وأن يمارسوا وحشيتهم على كل منطقة يصلون إليها”.