ارتكب الطيران السوري سلسلة مجازر امس، تجاوز عدد ضحاياها المئة، أحدها في الغوطة الشرقية لدمشق اسفرت عن مقتل اكثر من 82 مدنياً بينهم اطفال وجرح 250 آخرين بعد انهيار المفاوضات بين وفد ايراني ومقاتلي المعارضة في اسطنبول للوصول الى هدنة دائمة في الزبداني شمال غربي العاصمة وبلدتي الفوعة وكفريا المواليتين للنظام في ريف ادلب على خلفية رفض «احرار الشام الإسلامية» إفراغ الزبداني من اهلها ونقل ابناء البلدتين من ريف ادلب الى ريف حمص. وتزامن القصف العنيف مع زيارة مسؤول دولي الى دمشق وسط انباء عن افراج النظام عن سليمان نجل هلال ابن عم الرئيس بشار الأسد بعد ايام على اعتقاله.
وقال «المرصد السوري لحقوق الإنسان» ان عدد ضحايا الغارات على سوق شعبية في مدينة دوما شرق دمشق بلغ 82 بينهم أطفال وإصابة أكثر من 250 بجروح. وأشار «المرصد» الى ان العدد «مرشح للارتفاع بسبب وجود العشرات من الجرحى في حالات خطرة». وقال مدير «المرصد» رامي عبد الرحمن ان «المعلومات الأولية تفيد بأن غالبية القتلى من المدنيين». وأوضح ان «الناس تجمعت بعد الضربة الأولى من اجل اخلاء الجرحى ثم توالت الضربات».
وبث ناشطون شريط فيديو على الإنترنت اظهر الموقع عقب الهجمات وبدت فيه آثار الركام إضافة الى شظايا ومخلفات معدنية. كما اظهرت الصور تهدم بعض الواجهات من شدة الانفجار، وسيارات انقلبت رأساً على عقب وسط الأنقاض.
ودوما هي ابرز معاقل مقاتلي المعارضة في محافظة دمشق، وتخضع منذ نحو عامين لحصار تفرضه قوات النظام. ويعاني عشرات آلاف السكان في هذه المنطقة من شح في المواد الغذائية والأدوية.
على صعيد متصل، ارتفع إلى 15 بينهم 6 أطفال عدد القتلى في مجزرة نفذتها طائرات النظام المروحية، إثر استهدافها بالبراميل المتفجرة مناطق في قرية عين الفيجة بوادي بردى في ريف دمشق، وفق «المرصد» الذي تحدث ايضاً عن استمرار المعارك بين الفرقة الرابعة في الحرس الجمهوري و «حزب الله» من جهة ومقاتلين محليين في الزبداني بعد انهيار مفاوضات التهدئة بسبب رفض مقاتلي المعارضة طلب الوفد الإيراني نقل اهالي من بلدتي الفوعة وكفريا في ريف ادلب الى مدينة القصير الخاصعة لسيطرة «حزب الله» في ريف حمص وخروج اهالي الزبداني، مقابل سماح قوات النظام بخروج مقاتلي المعارضة من الزبداني الى القلمون.
وأوضح «المرصد» امس ان الطيران شن غارتين على الأقل استهدفتا مناطق في مدينة ادلب، ما أدى الى مقتل 10 أشخاص على الأقل، وإصابة آخرين بجروح، وعدد القتلى مرشح للارتفاع بسب وجود جرحى في حالات خطرة، لافتاً الى قصف الفصائل الإسلامية بعشرات القذائف والصواريخ مناطق في بلدتي الفوعة وكفريا.
وتتزامن الغارات مع اول زيارة يقوم بها ستيفن اوبراين مدير العمليات الإنسانية في الأمم المتحدة الى سورية منذ توليه منصبه في ايار (مايو) خلفاً لفاليري اموس. وذكرت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا)، أن اوبراين التقى وزير الخارجية وليد المعلم لـ «تكوين تصور واقعي عن احتياجات الحكومة السورية والوضع على الأرض وجهودها للاستجابة لاحتياجات الشعب السوري وتقديم المساعدات الإنسانية».
وتزامناً مع ذلك افرجت «جبهة النصرة» عن سبعة مقاتلين خطفتهم منذ اكثر من اسبوعين كانوا تلقوا تدريبات اميركية في تركيا، وفق بيان نشر امس. وينتمي هؤلاء الى مجموعة من 54 عنصراً من «الفرقة 30» تلقوا تدريبات عسكرية في تركيا، واجتازوا منتصف تموز (يوليو) الحدود الى سورية لمحاربة تنظيم «داعش»
الى ذلك، أفادت «تنسيقية بسنادا» بأن السلطات السورية افرجت عن سليمان الأسد، بعدما اعتقلته بسبب اتهامه الأسبوع الماضي بقتل ضابط في الجيش النظامي في اللاذقية على خلفية خلاف على أولوية المرور. وأضافت التنسيقية على صفحتها في «فايسبوك» امس ان السلطات افرجت عن سليمان لأنه «يعاني من مرض نفسي وإنه مدمن مخدرات وستعمل الجهات الطبية المختصة على معالجته خارج السجن».