مايكل إيسيكوف: داخل غرف تعذيب بشار الأسد

Share Button

حصلت وزارة الخارجية الأمريكية على 27000 صورة تظهر صور جثث ضحايا سوريين تعرضوا للهزال والكدمات والحروق, وهي صور بشعة كمال قال مسئول أمريكي لياهو نيوز imagesكما إنها تشكل “دليلا دامغا” يمكن استخدامه لتوجيه تهم بارتكاب جرائم حرب ضد نظام بشار الأسد.
الصور كما قال ستيفن جي راب سفير الولايات المتحدة لجرائم الحرب في مقابلة أجريت معه :” إنها صور مروعة- تملأ قلبك بالألم. إنها من أقوى الأدلة التي رأينها في مجال ارتكاب الفظائع الجماعية”.
الصور – سوف يتم عرض عدد قليل منها لأول مرة يوم الأربعاء في متحف الهولوكست في الولايات المتحدة – هربت خارج سوريا على يد مصور النظام الرسمي الذي أصبح يعرف منذ ذلك الوقت باسم القيصر.
تم عرض الصور في جلسة مغلقة للجنة الشئون الخارجية في مجلس النواب في يوليو, حيث كان القيصر هناك مرتديا غطاء للرأس والوجه ليدلي بشهادته. يتم تحليل هذه الصور الآن بطلب من راب من قبل اف بي آي في جهد لمحاولة تحديد ما إذا هناك أي مواطن أمريكي بين هؤلاء الضحايا, وهي النتيجة التي يمكن أن تشكل أساسا لتوجيه تهم جنائية في الولايات المتحدة ضد مسئولي نظام الأسد.
الحكومة السورية من جانبها أنكرت الصور وقالت إنها مزورة وأضافت إن العديد من الجثث هي في الواقع صور لمسلحين قتلوا في المعارك.
في حين لا زال عملاء المخابرات يراجعون الصور, قال راب إن المسئولين في المكتب أخبروه “بصورة غير رسمية” إنهم “يعتقدون أن الصور مستحيل أن تكون مزورة. ليس هناك أي دليل على إمكانية تزويرها”.
( أكد المتحدث باسم المكتب عملية تدقيق الصور فقط, مضيفا :” الأمر سوف يستغرق بعض الوقت لاستكمال عملية المصادقة”).
قصة الصور بدأت في مارس 2011, عندما اندلعت مظاهرات الربيع العربي ضد حكومة الأسد في سوريا. ومع قيام الجيش باعتقال المعارضين المحتملين, عين القيصر – وهو ضابط في الشرطة العسكرية- لقيادة فريق من 11 مصورا مهمتهم توثيق حالات وفاة المعتقلين الذين يجلبون إلى المستشفى من ثلاثة مراكز اعتقال حول دمشق.
ولكن مع حلول صيف 2013, أخبر قيصر المحققين, إنه كان مستاء جدا مما رآه مما جعله يتواصل مع المتمردين السوريين. وأخبرهم, وفقا لدافيد كرين, المحقق السابق في جرائم الحرب في سيراليون والذي أمضى ساعات في مقابلة القيصر كجزء من مراجعة منفصلة للصور بتكليف من حكومة قطر :” لم يعد باستطاعتي القيام بذلك”.
بدأ القيصر بتهريب صوره للمتمردين, وزودهم بمحركات أقراص مخبأة في حذائه, كما قال كرين. لحماية أسرته, زور قيصر وفاته, ونظم جنازة لنفسه قبل أن يهرب من سوريا في أغسطس 2013. وهو مختف الآن في أوروبا.
الصور, وفقا لكرين, توثق “آلة قتل صناعية لم ير لها مثيلا منذ الهولوكست”, وهي تظهر جثثا, بعضها مصفوفة في مستودع, ويبدو على العديد منها أنهم ضحايا للتجويع, حيث كانت تظهر أضلاعهم من شدة الهزال.
وبعضها يظهر رجالا مقلوعة الأعين؛ وآخرون مصابون بكدمات وحروق وفي بعض الحالات يترافق الضرب مع حالات خنق, وفقا لتقرير شارك كرين في كتابته حول الصور التي ظهرت في يناير.
قال النائب الجمهوري إد رويس من كاليفورنيا رئيس لجنة الشئون الخارجية في مجلس النواب و الذي دعا القيصر إلى جلسة استماع مغلقة في يوليو, بأنه عندما رأى الصورة لأول مرة فقد خطر على باله والده. كعضو في جيش جورج باتونز الثالث, ” التقط والدي صورا في داتشاو عندما تم تحريرها, لجثث مكدسة في أفران. هذا الأمر يشكل ذكرى رهيبة. إنها مروعة إلى أقصى الحدود”.
ما هو جدير بالذكر حول الصور, وفقا لكرين, هو أنها ذات طبيعة منهجية ؛ كل صورة تتضمن علامات وأرقام وحروف تحدد كل ضحية إضافة إلى مركز الاعتقال حيث تم احتجازهم. أحد أهداف ذلك هو أن يكون لدى المسئولون العسكريين الذين أمروا بقتل المعتقلين دليلا ” يؤكد أن أوامرهم نفذت فعلا”, وفقا لما قال كرين.
كرين – الذي كان محققا في جرائم الحرب في المحكمة الدولية, التي وجهت لائحة اتهام ضد الرئيس الليبيري السابق تشارلز تايلر – راجع الصور مع اثنين من المحقيقين المختصين في جرائم الحرب باسم مكتب محاماة في لندن تم تعيينه من قبل الحكومة القطرية.

بعد ذلك عرض الصور لساعتين في جلسة لمجلس الأمن وذلك دعما لقرار فرنسي يسمح يتفويض محكمة جرائم الحرب الدولية للتحقيق في سوريا وذلك في شهر أبريل.

بعد انتهاء عرضه كاملا, قال كرين, بأن مجلس الأمن لم يحرك ساكنا. السفيرة الأمريكية في الأمم المتحدة سامنثا باور “ذرفت بعض الدموع” كما قال كرين. (المتحدث باسم باور لم يرد على طلب بالتعليق على الأمر. ولكن في بيان صدر في ذلك الوقت, قالت باور “لا يمكن لأحد وهو يرى هذه الصور أن يعود كما كان قبلها”).
ولكن كلا من الروس والصينيين اعترضا على القرار الفرنسي. وهذا ترك راب في تحد يتمثل في ” الولاية القضائية” كما قال, في توجيه تهم جنائية ضد مسئولي النظام المسئولين عن الجثث. (وجود ضحايا أمريكان بين القتلى يمكن أن يساعد في تجاوز بعض هذه التحديات من خلال السماح لوزارة العدل بتولي الأمر في المحاكم الأمريكية).
ولكن راب قال إنه لن يتوقف. مكتبه يعمل مع فريق دولي من المحققين – تحت إشراف مجموعة خاصة تطلق على نفسها مشروع العدالة والمساءلة – وذلك لجمع الوثائق وشهادات العيان الأخرى التي يمكن استخدامها لتأكيد الصور. ( كما أن الولايات المتحدة تدعم فريقا منفصلا من المحقيين يعملون على دراسة أدلة لارتكاب جرائم حرب من قبل مسلحي الدولة الإسلامية).
ساهمت حكومة الولايات المتحدة بمليون دولار للتحقق من الانتهاكات التي ارتكبها نظام الأسد. وفعلا, كما قال راب, فإن بعض الوثائق كشفت أوامر باعتقال أشخاص بعينهم. يسعى المحققون إلى تحديد ما إذا كان من الممكن ربط هذه الأوامر مع جثث المعتقلين الذين يظهرون في الصور.
ولكن لا زال هناك الكثير من العمل لانجازه. هناك الكثير من الصور التي اضطر القيصر إلى ضغطها للتمكن من وضعها على محركات الأقراص – وذلك للتمكن من معرفة تاريخ ووقت كل صورة- فقدت. كما أن تأكيد وفاة المعتقلين في كل صورة من قبل أفراد الأسرة الذين لا زال الكثير منهم داخل سوريا يمثل مشكلة أيضا.
ولكن, وكما قال راب :” نحن نضع الأساس لليوم الذي سوف يكون فيه مساءلة. هذا هو النوع من الأدلة التي يمكن أن تدعم محاكمة الأشخاص على مسار طويل”.

Share Button

عن PDPKS

x

‎قد يُعجبك أيضاً

صدور العدد 646 من جريدة الديمقراطي

صدر العدد الجديد 646 من جريدة الديمقراطي التي يصدرها الحزب الديمقراطي التقدمي الكردي في سوريا ...