لوند كاردوخي : هل تكون جنيف 3 لوزان 2 بالنسبة الى الكرد

ان سياسة وفكر وتربية حزب البعث الشوفيني في سوريا وعلى مدى 50 عاما” , شكلت ثقافة وارضية ذات فكر شمولي وعنصري تجاه الكرد , وحتى من قبل اغلب قيادات واطياف المعارضة واطرها , ومازالوا يتنكرون لحقوق الكرد ويتنصلون منها بشكل علني وسافر وفي اكثر من محفل .
ففي جنيف 2 كان التمثيل الكردي متمثلة في وفد المعارضة بوفد المجلس الوطني الكردي ومكون من ثلاثة اشخاص من اصل 16 ووقتها حاول الائتلاف الوطني ان يتجاهل ادراج الوثيقة الموقعة بينه وبين المجلس الوطني الكردي , فقام الاستاذ حميد درويش سكرتير الحزب الديمقراطي التقدمي الكردي في سوريا الذي كان يترأس الوفد الكردي مع دكتور حكيم بشار والاستاذ ابراهيم برو , بالاحتجاج والاعلان بأنهم سوف ينسحبون من وفد المعرضة المفاوض في المؤتمر وبمؤتمر صحفي وامام قاعة مفاوضات جنيف نفسها , فاضطر الائتلاف من تأجيل الاجتماع وفي اليوم الثاني تم الموافقة على ادراج تلك الوثيقة في وثائق جنيف 2 , وهذا يدل على ان الوفد الكردي آنذاك كان قويا” لان عدده كان جيدا” بالنسبة الى عدد وفد المعارضة ويمثل نسبة الكرد العادلة وادراك ووعي الوفد بمخاطر تمرير هكذا تجاهل واضح للحقوق الكردية , والروح العالية للمسؤولية التي تحلى بها الاستاذ حميد اثناء المفاوضات ما بين وفد النظام والمعارضة , حيث وقتها قال الاستاذ حميد لوفد النظام انكم امراء الحرب ولوفد المعارضة وانتم تجار الحرب كونه وجدهم غير صادقين على ايجاد حل للازمة السورية المزرية .
الان ايضا” في جنيف 3 الكرد غير ممثلين بوفد مستقل باسم الكرد بل ممثلين ضمن الائتلاف والذي هو جزء من الوفد المفاوض , وهذا الوفد تشكل في مؤتمر الرياض ولا يختلف اثنان عليه بأنه وفد يضم تيارات اسلامية متشددة واجنحة عسكرية متطرفة بل ارهابية وبعض من بقايا اعضاء البعث الشوفيني , ولا يخفى على احد ان تركيا والسعودية لها الدور الكبير في تشكيل هذا الوفد الذي تجاهل عن قصد بعدم تمثيل الكرد بنسبتهم العادلة فقط تمثيل رمزي وضمن الائتلاف وليس باسم الكرد وبشكل مستقل كما في جنيف 2 , لذلك سوف تكون النتائج مخيبة للامال , كون تلك العقلية الشوفينية سترفض وستتجاهل وستحاول اقصاء القضية الكردية في هكذا مؤتمر , بحجة انه الان المهم وضع سوريا عامة وبعد الدستور وتشكيل البرلمان سيتم طرح الوضع الكردي , كونه قضية وطنية والشعب هو سيقرر , ومن هكذا اقاويل معسولة بالريح النتنة والشوفينية , ومع الاسف ممثلي الكرد الموجودين مع الوفد المفاوض كانهم نائمين ولم يشاهدوا او يقرؤوا ورقة المعارضة وورقة ديمستورا اللتان لم تذكر الكرد او حقوقهم او الاشارة اليهم لا من قريب او من بعيد .
والاخطر والاكثر الما” وقهرا” انه رئيس الوفد المفاوض الشوفيني العنصري اسعد الزعبي اهان الكرد وتجاهل الحقوق القومية للشعب الكردي , وممثلي المجلس الوطني الكردي دكتور حكيم بشار والاستاذ فؤاد عليكو لم يقفا بوجه هذا الساقط بل حاولوا تبرير موقفه وكلامه , فقط احتجوا لدى الائتلاف وهددوا بالانسحاب اذا بقي اسعد الزعبي رئيس الوفد , وها قد سمعوا كلام هيئة المفاوضات المعارضة انه سيدرس ويقرر في شهر 7 بالسعودية مقترح الائتلاف المبني على طلب الممثلين الكرد حول عزل الزعبي عن وفد المفاوضات .
كيف لرئيس وفد معارض ينكر ويتنصل من الحقوق الكردية العادلة ويتهمهم بانهم ليسوا بشرا” ودكتور حكيم واستاذ فؤاد يتفرجون عليه ويكتفوف بتوجيه اعتراض , لماذا لم تصفعوه صفعة يتذكرها طول حياته وامام الاعلام والصحافة واعلان انسحابكم من ذلك الوفد الشوفيني والمسيء لسوريا عامة وللكرد خاصة ( ولكن الصفع واللكم تحتاج ان تأتي من ايادي رجال شجعان مثل ما فعل مام جلال باحدى المؤتمرات عندما صفع احد المسيئين للشعب الكردي )
انتم تمثلون شعب على اساس وحضوركم هكذا محفل دولي ليس من اجل التقاط الصور وتناول الوجبات الشهية والنوم على فرش من ريش النعام , جميع اعين الكرد كان عليكم ولكنكم خيبتوا الامال .
وقد وجه الاستاذ حميد نداء ودعوة لأطراف الحركة الكردية في سوريا بخصوص تشكيل وفد كردي موحد في جنيف3, وطالب فيه بانسحاب ممثلي المجلس الوطني الكردي من وفد المعارضة الذي يترأسه تلميذ محمد طلب هلال الشوفيني اسعد الزعبي كي لا يصبحوا اداته , كما توجه بالنداء العاجل وناشد رئيس اقليم كردستان العراق وبالتعاون مع الاحزاب الكردستانية الرئيسية PDK-PKK-YNK لدعوة جميع اطراف الحركة الكردية في سوريا والمستقلين لتشكيل وفد كردي موحد للمشاركة في مفاوضات جنيف .
وكون اغلب اطراف الحركة السياسية الكردية في سوريا لا تملك قرارها وفقدت شخصيتها السورية منذ عشرات السنين وحتى منذ تأسيس اغلبها لم تك تملك قرارها ,بل تأسست الكثير منها وانشقت العشرات من احزابها بأمر من تلك الاحزاب الكردستانية الرئيسية لتكون موالية لها , وللصراع على النفوذ في هذا الجزء الكردستاني الصغير , وكون جل هذه الحركة مرتبطة بالاحزاب الكردستانية الرئيسية , والى الان لم يتجاوب احد من الاطراف والاحزاب الكردستانية الرئيسية النداء وبالتالي اطراف الحركة السياسية في سوريا ايضا” , وهذا ما يضعنا امام خيار واحد لا اثنان , وهو ان الكرد سيخسرون في جنيف 3 كما خسروا في لوزان وبالتالي سيضيع على الكرد فرصة تاريخية لن تتكرر بعد مئات السنين , هناك دعوى لتمثيل الكرد في هذا المحفل الذي سيرسم مستقبل سوريا الجديدة بوفد مستقل عن وفد المعارضة وبعدد من 5-8 افراد لماذا لا تتجاوبون , لانكم اجندات وادوات ضمن محاور اقليمية عدوة للكرد , عندما يقول سياسي مخضرم مثل الاستاذ حميد وقد قضى ستون عاما” من عمره بالسياسة بأنه هناك خطر حقيقي على مستقبل الكرد في سوريا اذا لم نتكاتف ونتحد ونشكل وفد مستقل يمثل الكرد في جنيف 3 , سوف يسير القطار وسنبقى في الصحراء حفاة عراة , هذا الخوف والخطر على مطالبنا جدي وحقيقي , واذا لم نتدارك الوقت سوف نخسر الكثير ووقتها الشعب والتاريخ سيلعن المسببين والذين لم يتجاوبوا لهذا النداء , تركيا وايران عدوان لدودان للكرد ويذهبون زيارات لبعضهم واكيد للاتفاق على القضية الكردية , ونحن هنا الاطاران الرئيسيان ( المجلس الوطني الكردي وتف دم ) لا يستطيعان ان يجلسان على طاولة واحد , وكل طرف يتهم الاخر بانه ضمن محور وعميل ومرتبط وخائن ومن هذه المهاترات , قضيتنا اكبر من المجلس ومن تف دم ومن بيشفرو ومن التحالف ومن الاحزاب جميعها , الوقت يمر والايام تمضي وعداد التاريخ يعد الايام ونحن مازلنا نكذب على شعبنا البائس الذي بدأ برفع رأسه وبدأ بالخروج الى الشارع للضغط على هذه الاطراف لتوحيد الجهود لتشكيل وفد كردي للذهاب الى جنيف 3 .
معاهدة لوزان التي تم توقيعها في 24 تموز 1923 تم على اثرها تسوية وضع الأناضول وذلك بابطال معاهدة سيفر التي وقعتها الدولة العثمانية كنتيجة لحرب الاستقلال التركية بين قوات حلفاء الحرب العالمية الأولى والجمعية الوطنية العليا في تركيا (الحركة القومية التركية) بقيادة مصطفى كمال أتاتورك.وقادت المعاهدة إلى اعتراف دولي بجمهورية تركيا التي ورثت محل الإمبراطورية العثمانية. والغت معاهدة سيفر التي اقرت بحقوق الكرد , والان ايضا” بجهود وتدخل تركيا وايران وبعض الدول الاقليمية الاخرى بوفد المعارضة وبوجود وفد النظام السوري المتفق مع المعارضة بالتنصل من الحقوق الكردية وتمرير ورقة المعارضة وورقة ديمستورا الخالية من حتى ذكر الكرد او أي اشارة الى حقوقهم فقط اكتفوا بقول مع الاحتفاظ على حقوق الاقليات في سوريا , أي نحن اصبحنا اقلية مثل الشيشانيين والشركس في سوريا وليس شعب اصيل والقومية الثانية في سوريا ويعيش على ارضه التاريخية وتعداده اكثر من 5 ملايين , على الاقل كان يجب ادراج الوثيقة الموقعة ما بين الائتلاف والمجلس الوطني الكردي , واضح اننا نسير في نفق مظلم وطويل وسنخسر هذه الجولة ايضا” , وتتحول جنيف 3 الى لوزان 2 بالنسبة للكرد , يجب ان نرتب بيتنا الكردي ونتفق وان نسارع الة الزمن .
لوند كاردوخي
كركي لكي 8/4/2016