– فشلت تركيا بحل القضية الكردية في تركيا وانهاء القتال الدائر هناك منذ اكثر من ثلاثون عاما” وانهاء القضية الكردية هناك والقضاء على حزب العمال الكردستاني الذي يقاتل تركيا منذ اوائل الثمانينات من القرن المنصرم وراح ضحية هذا الاقتتال الالاف من الطرفين وحتى فشلت القضاء وانهاء عمل الاحزاب الكردية والتركية المعارضة الاخرى .كما نسف وانهى مشروع السلام ما بينه وبين حزب العمال الكردستاني الذي كان يخدم الشعبين وينهي تلك الحرب الطاحنة .
– وفشلت في دعم الشعب السوري وثورته ضد حكومة بشار الاسد المستبدة , حيث ان تركيا عملت جاهدا” الى دعم الكتائب والتيارات المتطرفة الارهابية اكانت اسلامية او اخرى بكل اشكال الدعم من اجل اللعب بمصير سوريا ومصير شعبها واستغلال الازمة فيها وعلى مدار ستة اعوام من القتل والتدمير والتهجير , وبحجة دعم الشعب والثورة السورية وفرض شروطها واجنداتها على اطياف المعارضة الفاشلة , حيث شحنت الالاف من المعامل والمشاغل من حلب وبقية المدن السورية الى تركيا ودعم اقتصادها ومصالحها على حساب الشعب السوري واللعب بعواطفهم من خلال اصدار خطابات كاذبة تدعي بدعمها ومساندتها للثورة السورية .
– وفشل في منع اقليم كردستان العراق من ان يصبح واقعا” وقام بالاعتراف به والتعامل معه كدولة , وفشله في انكار الكرد كشعب وقام برفع علم كردستان عند زيارة رئيس اقليم كردستان العراق -الرئيس مسعود البرزاني الى تركيا مؤخرا”, وكلنا نعلم حجم الاستثمارات الكبيرة لتركيا داخل الاقليم والواردات الهائلة لخزينة الدولة التركية من التبادل التجاري مع الاقليم , حيث انتعش الاقتصاد التركي في السنوات الاخيرة وذلك بفضل هذا التبادل ومن بيع النفط عبر تركيا واعتماد الاقليم على المنتوجات والبضائع التركيا والاعمال العملاقة لشركات البناء التركيا في كردستان العراق , وكل ذلك ادى الى الاعتراف بالاقليم ودعمه سياسيا” واقتصاديا” لما له مصلحة معه , ولا ننسى دعمه للاقليم والاعتراف به لكسب الاقليم الى جانبه في المحور السياسي الذي تتزعمه تركيا .
– وفشل في منع الكرد في كردستان سوريا من تحقيق النتائج والمكاسب الكبيرة على ارض الواقع وتعامل الدول والقوى العظمة معه , مفضلة التعامل مع القوى الكردية على تركيا الطفل المدلل لديهم كما كان يسمى سابقا” وبناء المطارات في روزافايي كردستان كبديل عن مطار انجرليك وغيرها .
– فشل في اقناع المجتمع الدولي بانه ليس الراعي والداعم للتنظيم الارهابي داعش , بعد ان تبين للجميع كيف ان الالاف من الارهابيين تم دخولهم الى سوريا عبر اراضيها , وتمركز قياداتهم في تركيا مع تقديم السلاح والدعم اللوجستي والاعلامي لهم , وخاصة تم اظهار العشرات من الفيديوهات والصور التي تثبت ذلك مع اعترافات من قبل قادة التنظيم بذلك . والتخبط بسياساتهم وتعلقهم ووهمهم بامكانية اقامة منطقة امنة في سوريا
– كما فشلت في الكثير من المحاور الاخرى كالتصدي لتمدد محور ايران وروسيا في الشرق الاوسط وحماية حلفاءه , وفشله في لعب دور القائد للقوى السنية وايضا” فشل في دخول الاتحاد الاوربي بسبب قضايا حقوق الانسان وعدم الاعتراف بمجازر الارمن والقضية الكردية , وفشلها بتامين حدودها مع اوربا حيث سمحت بتدفق الملايين من اللاجئين الى اوربا عبر بواباتها واراضيها وعن قصد لإحراج الدول الاوربية وللضغط عليهم وفرض سياساتها حيث صدرت اليهم الالاف من الخلايا النائمة من الارهابيين حيث بدأت بالتنشيط في الدول الاوربية وشاهدنا تلك العمليات الارهابية الجبانة في فرنسا وبروكسل وغيرها .
– لذلك بدأ بتصدير ازماته وفشله من خلال بدأ بتحركات عسكرية على حدود كردستان سوريا وحشد الجنود والمعدات هنالك وفي عدة نقاط لاجل احتلال بعض المواقع واستفزاز كرد سوريا من اجل ايجاد حجة لدخوله الى كردستان سوريا مثل ما كان يجتاح كردستان العراق بحجة ملاحقة عناصر ومعاقل حزب العمال الكردستاني , وما يراه على حدوده من تنامي دور قوات حماية الشعب واعلان الفيدرالية في مناطق الادارة الذاتية المعلنة من قبل حزب الاتحاد الديمقراطي المرتبط عقائديا” مع حزب العمال الكردستاني , يجعله يجن جنونا” اعظميا” وهستريا” وعقولهم لا تتقبل ما يروه وخاصة الروس والامريكان يدعمان هذه القوات فجن جنونهم ولم يستطيعوا ان يكبحوا لجامهم او يتقبلوا الواقع , لذلك توجهوا الى داخل تركيا وبالتحديد كردستان تركيا , فقد قامت القوات التركيا الدكتاتورية باستهداف مدن وبلدات كردستان تركيا بالقتل والتدمير الوحشي والقصف الكبير عليها وتهجير مئات الاف منها واستهداف المدنيين وحصار المدن وتجويع الشعب وتخريب الممتلكات وهدم البنية التحتية وكل ذلك ادى الى اعلان الادارة الذاتية بكردستان تركيا , وتأسيس قوات حماية المدنيين في المدن والبلدات الكردية , والانفجارات الكبيرة التي حصلت في انقرة وفي استنبول وفي ديار بكر والخسائر الحربية الكبيرة في الارواح والعتاد والحرب المفتوحة الان في اغلب الجبهات بمدن كردستان تركيا وتوقف القطاع السياحي في تركيا والخسائر الاقتصادية الكبيرة تؤكد بأن اردوغان الان يواجه حربا” كبيرا” قد تؤدي بالنهاية الى انقلاب عسكري ينهي به حكمه ودولته
وحرصا” منه على البقاء متوازنا” ومحافظا” على دوره ولملمة ما تبقى من هيبة الدولة التركيا ودورها المحوري وتجنب الاطاحة به فقد قام مسرعا” بعدة زيارات وجولات في بعض الدول , فبدأ اردوغان بزيارة الى السعودية حليفه السني وشريكه في ادارة القوى السنية الوهابية التكفيرية , ووزير خارجيته اوغلو الذي زار طهران للاتفاق والتنسيق معهم حول منع تحقيق الاحلام الكردية فتم منع ذهاب الكرد الى جنيف بوفد كردي مستقل ومن ثم ذهاب اردوغان الى امريكيا واخيرا” زيارة ملك السعودية الى تركيا .
كل هذه الزيارات التي قام بها اردوغان على امل ان يلملم ازيال الهزيمة والفشل الزريع الذي مني به في سياسته الفاشلة .
كركي لكي
15/4/2016