قول صحيفة لوموند الفرنسية في افتتاحياتها إنّ إيران وعدوها القديم أمريكا، لديهما نفس الهدف في العراق، وهو تعزيز النظام وصدّ هجوم “التكفيريين”، فالبيت الأبيض والإدارة الإيرانية كان لهما نفس رد الفعل مع تقدّم قوات تنظيم دولة العراق والشام (داعش) في العراق، فقد أعلن الأمريكيون والإيرانيون استعدادهم لمساعدة حكومة رئيس الوزراء العراقي “نوري المالكي” في الدفاع عن نفسها في مواجهة هجوم “داعش”. وتتساءل الصحيفة هل سيؤدي التقاء المصالح الإستراتيجية إلى تسهيل المفاوضات النووية الإيرانية؟ فقد تم استئنافها الاثنين الماضي، في فيينا، وأمام المشاركين مهلة حتى 20 يوليو للوصول إلى اتفاق من جزئين: ضمان عدم وجود جانب عسكري للبرنامج النووي لطهران، ورفع العقوبات الاقتصادية و المالية المفروضة على إيران. ورأت أن الوصول إلى اتفاق بخصوص القضية النووية من شأنه أن يؤدي إلى تطبيع تدريجي للعلاقات بين الولايات المتحدة وإيران، وهذا الانتعاش سيكون عاملاً للتهدئة لاسيما في سورية. وترى الصحيفة أن هذا الاتفاق سيقوم بتغيير وضع الحرب الباردة بين موسكو وواشنطن حيث تدافع الأولى بالتعاون مع إيران عن بشار الأسد بينما تدعم الثانية معارضة الأسد، كما سيمثل أول شرخ في تشابك الصراعات التي يمثّل الشرق الأوسط مسرحاً لها لاسيما في هذه “الحرب الدينية” داخل العراق وسورية (وبدرجة أقل في لبنان). وتختتم الصحيفة بأن الولايات المتحدة وإيران يعرفان جيداً أنّه لن يكون هناك استقرار دائم في العراق بدون استقرار في سورية، ولهذا ينبغي التحرك على صعيد الدولتين لأنهما يمثلان محوراً واحداً.