لقاء مع القيادي “إدريس جاجان” عضو الّلجنة المركزيّة للحزب الدّيمقراطي التّقدميّ الكُردي في سوريا …
نُرحبُ بكم أستاذ “إدريس” اليوم ضيفاً عزيزاً في vedeng news، وشكراً لكم على هذه الاستضافة الكريمة في مكتبكم,وكلّ الاحترام لكم .
– – بداية اللقاء دعني أسألك سؤالاً يُراود الشّارع الكورديّ، أو _ كما يدعي البعض طبعاً – هل صحيحٌ أنّ حزبكم قد ينشطر إلى أشلاء بمجرّد مغادرة الاستاذ “عبدالحميد درويش” منصب السكرتير ،و إذا كان جوابك بالنفي ما هو السّرُّ في بقاء الاستاذ في منصبه رغم كبر سنه؟
في البداية أريد أن أوضح لكم حقيقة تأسيس حزبنا الدّيمقراطيّ التقدّميّ الكورديّ في سوريا،حيث تمّ وضع اللبنات الأولى لتأسيس الحزب في آواسط عام 1956 على يد كلّاً من المناضلين: عثمان صبري-عبدالحميد درويش-حمزة نويران، وبعد الاتّصال بمجموعة حلب /عفرين/ وهم:رشيد حمو-محمد علي خوجة-شوكت حنان-خليل محمد- ،تمّ الاتّفاق على إعلان تأسيس الحزب في 14 حزيران 1957 حسب طلب مجموعة حلب ليكونوا من المشاركين في تأسيس الحزب، والجدير بالذكر أنّ الدكتور “نورالدّين ظاظا” كان من المشجعين والدّاعمين لتأسيس الحزب،ومنذ التأسيس ناضل حزبنا بكلّ إمكاناته لنشر الوعي القوميّ بين أبناء الشّعب الكورديّ والنّضال من أجل تحقيق الحقوق القوميّة للشّعب الكورديّ بسياسة واقعيّة وموضوعيّة بعيداً عن التعصُّب القومي والشّعارات البرّاقة واللعب بعواطف الجماهير الكورديّة ،وأؤكّد لكم بأنّ التّقدّميّ ليس كغيره من الأحزاب الكورديّة ،ولايوجد أي تيار داخل الحزب سوى تيار النّضال من أجل تأمين حقوق الشّعب الكورديّ ،وهذا التّيار هو الحزب الدّيمقراطيّ التّقدّميّ الكورديّ في سوريا المدافع عن القضايا الأساسيّة لمصلحة شعبنا وبلدنا سوريا.
والاستاذ “عبدالحميد درويش” سكرتير حزبنا مناضل كبير وأسّس مدرسة وطنيّة وقوميّة عريقة ،وأقولُ لكم بأنّ الاستاذ “عبد الحميد درويش” هو نفسه طالب في المؤتمر الرّابع عشر للحزب بإعفاّه من منصب السكرتارية ،ولكن أعضاء المؤتمر وبالإجماع رفضوا هذا الطلب،لأنّ حزبنا وشعبنا وحركته السّياسيّة بحاجة إلى أمثال الاستاذ “عبدالحميد درويش” الّذي ناضل ويناضل منذ ستين عاماً للدّفاع عن حقوق شعبه دون تردّد أو تململ،ولأهمية دوره وبالأخص في ظلّ هذه الأوضاع العصيبة والمعقّدة الّتي تمرُّ بها سوريا والمنطقة.
ادريس– حزبكم أطلق نداءات عديدة لإنشاء إطار شامل للحركة الكورديّة إجمالاً ،ماذا حلّ بتلك النداءات، وماذا كان الهدف من وراءها ؟
.نعم ،من المؤكّد أنّ حزبنا أطلقَ نداءات عديدة ومن قبل سكرتير الحزب الاستاذ “عبدالحميد درويش” مطالباً باجتماع عاجل، ليشمل جميع الأحزاب الكورديّة ،للوقوف على الأوضاع الرّاهنة والخروج بموقف كوردي موحّد ، ومن منظورنا فإنّ وحدة الموقف والصف الكورديّ هو الضمانة الأساسيّة لتأمين الحقوق المشروعة للشّعب الكورديّ في سوريا.
– – أنتم كحركة سياسية كورديّة في سورية لكم تاريخ عريق ،ماذا قدّمتم في المحافل الدوليّة حتى الآن ؟
.نحن في الحزب الدّيمقراطيّ التّقدّميّ الكورديّ في سوريا عملنا حسب إمكاناتنا والفرص المتاحة ، وأستطيعُ أن أقولُ بأنّه في جنيف2 شارك الكورد بوفد مستقل برئاسة الاستاذ “عبدالحميد درويش” سكرتير حزبنا ولأول مرّة تندرج ورقة كورديّة ضمن أوراق الأمم المتّحدة أيضاً ،وبعد زيارة سكرتير حزبنا إلى موسكو ولقاءه ب”بغدانوف” تمّ الموافقة على مشاركة الكورد بوفد مستقل في مفاوضات جنيف ،وللأسف نحن الكورد لم نستطع تشكيل هذا الوفد.
– -تهل ترون أنفسكم ( كحزب ) أقرب ,إلى خط TV DEM أم ENK-S ثمّ لما لا تلتزمون مع من ترونهم أقرب الى رؤيتكم ؟
نحن قريبون جداً من الخط المتعلّق بمصلحة الشّعب الكورديّ ،ونرى بأنّ مصلحة شعبنا هي في وحدة الموقف والصّف الكورديّ.
– -ماهو مدى انخراط ومدى تأثير الأحزاب الكوردستانيّة الكبيرة على المشاكل الحاصلة في الحركة الكورديّة في سوريا ؟
.أقولها بوضوح للأحزاب الكوردستانيّة دور أساسي في المشاكل الموجودة والحاصلة بين الأحزاب الكورديّة.
ادريس – برأيكم هل ستكون دولة كوردستان الكبرى وأن كانت، فماهو شكل الدولة؟
باعتقادي بأنّ دولة كوردستان الكبرى غير واردة في هذه الظروف، والأوضاع الّتي تمرُّ بها المنطقة،وحتّى الأحزاب الكورديّة لم يطالبوا بدولة كوردستان الكبرى.
– – هل تثقون بالمعارضة السّوريّة بشكل عام والائتلاف الوطنيّ على وجه التّحديد أنتم كمعارضة كورديّة داخل سورية ؟
هناك قامات وطنيّة معارضة نحترمهم ونثق بهم ،ولكن بالنّسبة للائتلاف فإنّ أبرزّ قياداتها بعثيين وشوفينيين وإسلاميّين متطرفين ،أمثال “أسعد الزّعبي” وغيره.
– – نأتي مجدداً إلى الائتلاف هل أنتم كحزب راضون عن الائتلاف المعارض ؟
نحن غير راضون عن الائتلاف ،وتعلمون جيداً الوثيقة الّتي صدرت عنه في جنيف3،وكذلك رؤيته السّياسيّة في وثيقة لندن،والوثيقتين لم تتطرقا إلى إيجاد حل عادل للقضيّة الكورديّة في سوريا وغيرها من الأمور الهامّة بالنّسبة للشّعب السّوريّ.
– -ماذا عن مشاركتكم في الحكومة المؤقتة أو في هيئة التّفاوض ؟
نحن غير مشاركين في الحكومة المؤقتة ،ولافي هيئة التّفاوض.
– – برأيكم سوريا إلى أين تتجه، وما هو مستقبل سوريا ؟
سوريا تتجه وفق أجندات ومصالح الدّول الكبرى ،ولكن مستقبل سوريا والشّعب السّوريّ هو في إقامة نظام ديمقراطيّ اتّحاديّ برلمانيّ.
ادريس – هل هناك بوادر لانهاء الأزمة الكورديّة الكورديّة ومن هو الفاعل الحقيقي وراء تعطيله ؟
يجب إنهاء الأزمة الكورديةّ الكورديّة لما لها من تأثير كبير على مستقبل الشّعب الكورديّ ،ونحن في الحزب الدّيمقراطيّ التّقدّمي الكورديّ جادون للعمل على إنّهاء هذه الأزمة ،وطالبنا ولمرات عديدة الجلوس على طاولة الحوار ،وإنّهاء هذه الحالة المرضيّة ، وباعتقادي أنّ الفاعل الحقيقي وراء عدم إيجاد حل للأزمة هي جهات خارج السّاحة الكورديّة السّوريّة.
– -هل تؤمنون بدور الشّباب الكورديّ في الحركة الكورديّة ،وهل تعتقد بأنّ مفتاح الحل للخلافات الكورديّة الكورديّة بأيديهم ؟
نعم للشّباب دور كبير في نشاط وحيوية الحركة الكورديّة ،ولكن مفتاح حل الخلافات الكورديّة الكورديّة ليست بأيديهم.
– -هل أنتم راضون عن الإعلام العالمي بشكلٍ عام، والإعلام الكورديّ بشكلٍ خاص؟
.الإعلام العالميّ بشكل عام غير منصف ،وتعمل كل جهة إعلاميةّ حسب مصالح وتوجُّهات حكوماتها وشركاتها ،وكذلك الإعلام الكورديّ هو إعلام حزبي ،وأقولها للأسف بأنّ الإعلام الكورديّ أصبح مهمتها الأساسيّة زيادة حالة الاحتقان وتعقيد الأزمة الكورديّة الكورديّة.
– – باعتقادك هل تخلّت الدّول العظمى عن سوريا ؟
كل الدّول العظمى لم تتخلّى عن سوريا ،أصلاً لهم دور أساسي ومهم فيما وصلت إليه سوريا والشّعب السّوريّ إلى هذه الأوضاع المأساويّة وتدمير البلد ،لأنّ لهم أطماعهم ومصالحهم في سوريا.