لبنان… تضييقٌ واعتقال عشرات السوريين

Share Button

لم يعد لبنان بالنسبة للسوريين بلداً آمناً، فجلّهم يعتبرونه نقطة عبور إلى تركيا أو إلى بلد آخر أكثر استقراراً السوريون-في-لبنان...-تضييقٌ-واعتقالاتٌ-بالعشرات-2-768x432وأماناً، في حين يتخوف اللبنانيون من استمرار تدفق اللاجئين إليه وبالتالي توطينهم وتكرار التجربة الفلسطينية.

يعيش لبنان في هذه الأيام على صفيح ساخن وخاصة بعد التوترات بالعلاقات السعودية اللبنانية هذه التوترات تنعكس بشكل أو بآخر على حياة السوريين وبدأت الضغوطات تظهر بشكل جلي على الأهالي في المخيمات أو المستأجرين في شقق سكنية تعود ملكيتها للبنانيين.

وخلال الأسابيع الفائتة أفاد ناشطون في لبنان عن اعتقال أكثر من 150 شخصاً في الشمال اللبناني وذلك على خلفية عدم تجديد أوراق اقاماتهم. واعتقل 24 آخرون في بعلبك خلال الأسبوع الأخير من شهر شباط/فبراير المنصرم خلال مداهمات أماكن سكنهم أو كمائن للجيش اللبناني والحواجز الطيّارة. ويعزى سبب عدم التجديد بالنسبة للكثيرين ارتفاع تكاليف تجديد أوراق الإقامة.

وبحسبة بسيطة تصل تكاليف التجديد الى 400 دولار للفرد البالغ فتكلفة التجديد كضريبة عن عام واحد 200 دولار ويحتاج المجدد لتثبيت عقد الإيجار بالبلدية وما يصل 150 دولار تقريبا وتعهد عدم العمل أو العمل بوجود كفيل لدى الكاتب بالعدل حوالي 40 دولار مع طوابع وصور شخصية يصل المبلغ ككل لـ 400 دولار تقريباً.

وبحسب الكثير من السوريين الذين التقتهم مراسلة “كلنا شركاء” فإن العمل محدود والأجور قليلة مقارنة بغلاء المعيشة وأجرة المنازل.

أم خالد هي معلمة لغة انكليزية لجأت مع أسرتها (خمسة أفراد) إلى لبنان منذ ثلاثة أعوام، تقطن البقاع الغربي وتعمل مع جمعية تهتم بتعليم اللاجئين في المخيمات وتعمل بدوامين من السابعة صباحاً وحتى الخامسة مساءً مقابل 450 دولار وتحتاج لـ 50 دولار للمواصلات بين منزلها ومكان العمل، تقول ” أنا متخرجة من جامعة دمشق قسم اللغة الانكليزية وأعمل اليوم معلمة للصف الثاني الابتدائي بأجر زهيد لا يتناسب مع الجهد المبذول”

أما عائلة أبو حسان من الزبداني فتقطن في منزل رطب ولا تدخله الشمس وهو عبارة عن غرفة واحدة كبيرة مع حوض لغسل الأطباق والصحون وحمام صغير ويمنعهم صاحب المنزل من تركيب سخان مياه بحجة “الكبلات قديمة وما بتتحمل”.

أبو علي فلاح وصاحب أرض في سهل الزبداني ومن أبنائها وأب لأربعة أطفال يشتكي من غلاء أجرة الغرفة (225 ليرة ألف لبنانية أو 175 دولار) ودخله لا يتجاوز 300 دولار بالشهر الواحد.

حالات كثيرة تشتكي من قلة الدخل وغلاء المعيشة جعلهم لا يفكرون البتة بتجديد أوراقهم لتكون اقامتهم في لبنان نظامية.

يقول أحمد (شاب ثلاثيني يقطن وحده في غرفة صغيرة) لـ “كلنا شركاء “: لا أفكر بالتجديد لأن المال الذي أجنيه أرسل نصفه لأهلي في سوريا والباقي يا دوب يكفيني لعيش”.

يزداد وضع السوريين سوء يوماً بعد يوم وتضيق الأرض فيهم ويتخوفون من اندلاع حرب جديدة في لبنان بسبب حزب الله فأين سيذهبون بعدها؟ وهم قد تركوا بلدهم هرباً من الحرب.

Share Button

عن PDPKS

x

‎قد يُعجبك أيضاً

صدور العدد 646 من جريدة الديمقراطي

صدر العدد الجديد 646 من جريدة الديمقراطي التي يصدرها الحزب الديمقراطي التقدمي الكردي في سوريا ...