لقد صعقني نبأ وفاة الصحفي جوان ميراني (نقيب صحفيي كردستان- سوريا)، إلى درجة إنني لم أصدق الخبر، أو هكذا أردت أن أقنع نفسي، وهو الذي التقيته آخر مرة صدفة في هولير بتاريخ (9/3/2015)، خلال زيارتنا لمقر (PDK-S)، وكان اللقاء حميمياً، فهو الذي أخبرني بأنه نشر منذ مدة مقال مطول حول كتابي (الإعلام والرأي العام الكردي في سوريا)، ونشره في جريدة (هولير)، وسألني فيما إذا كنت قد قرأت المقال أم لا، فأجبته مع الأسف لم أعلم به، فوعدني بأن يرسل لي نسخة من الجريدة في أقرب فرصة، كما انه أخبرني بأن الكاتب جمال نبز طلب منه تأمين نسخة من هذا الكتاب، فطلبت منه أن يسلمه النسخة التي أهديته حين صدور الكتاب، وبأنني سأهديه نسخة أخرى، فوافق بسرور.
وما يحز في نفسي من ندم، هو أنه وفي ختام هذا اللقاء، ألح علينا زيارة مقره لتناول القهوة معاً، لكنني مع الأسف اعتذرت بسبب ارتباطي بموعد آخر، ووعدته بزيارة في أقرب وقت، ولكن الأجل كان أسرع..
لم تريطني به صداقة عميقة، ولكن ما لمسته منه للوهلة الأولى، فإنه كان إنسان أليفاً ولطيفاً وحراً ومتواضعاً وجريئاً.. كان مناضل يعشق شعبه ويناضل من أجل حريته من دون تردد.. وبرحيله فقدنا مناضل شهم وقلم حر نحن بأمس الحاجة إليه في هذه الظروف المصيرية التي يمر بها شعبنا الكردي.
نم قرير العين أيها الجندي المجهول، فإن الساحة التي تركتها مازالت مليئة بالجنود الذين سيتابعون بمسؤولية الطريق الذي امضيت فيه سنين عمرك، من أجل تحقيق آمالك في الحرية والكرامة والانعتاق.
لك الخلود ولذويك ومحبيك السلامة وطول البقاء
علي شمدين
السليمانية 13/3/2015