كلمة الأستاذ عبدالحميد درويش في الذكرى السنوية الأولى لرحيل عبدالإله ابراهيم باشا المللي.

الأخوة الأعزاء في اللقاء الوطني الديمقراطي في سوريا المحترمون.
يسرني أن أشارككم بهذه الكلمات، في إحياء الذكرى السنوية الأولى لرحيل المرحوم عبدالإله إبراهيم باشا، هذه الشخصية الوطنية البارزة، الذي رحل عنا في الثاني من شهر أيلول عام 2016، عندما وافاه الأجل في إحدى مشافي إلمانيا ، بعد معاناة طويلة مع مرض عضال، وبوفاته المبكر خسر الشعب الكردي في سوريا وحركته السياسية شخصية وطنية فذة، كان يناضل من أجل أن تصبح سورية دولة ديمقراطية علمانية يصان فيها حقوق الانسان وكرامته، وأن يعيش فيها الكرد كشعب يتمتع بحقوقه القومية والوطنية دونما تمييز، وكان الفقيد بعيداً عن الفكر القومي الضيق، مناهضاً بكل قواه للاستبداد ولسياسات القمع والاضطهاد القومي الذي مورس ضد الشعب الكردي في سوريا خلال أكثر من نصف قرن، لم يرضخ قط لأساليب التهديد والوعيد التي مارستها ضده أجهزة
الأمن العنصرية، ولم ينجر نحو الفكر القومي والإنعزالي الضيق، وإنما ظلّ مناضلاَ شجاعاً ووطنياً صادقاً، مثقفاً بارزاً يؤمن بالمنطق والموضوعية في حوارته ونقاشاته.
أيها الحضور الكريم:
لقد كان المرحوم عبد الإله ملتزماً بقضية شعبه العادلة، وصديقاً وفياً لحزبنا الديمقراطي التقدمي الكردي في سوريا، ساهم بفعالية في نشر الفكر الانساني الحر في مجتمعه عبر مقالاته وكتاباته الغنية، وبرحيله المؤلم خسرت الحركة الوطنية في سوريا عموماً والكردية منها خصوصاً، وحزبنا بشكل أخص وجه ثقافي بارز وشخصية وطنية لامعة، كانت لها دورها النضالي الملموس من أجل نيل الحرية والديمقراطية للبلاد، ومن أجل أن يتمتع الشعب الكردي بحقوقه القومية بعيداً عن الظلم والقهر والانكار.. إننا نعاهد الأخ الكريم والصديق العزيز عبد الإله بأننا سنظل ملتزمين بكل شرف وإخلاص للافكار التي آمن بها حتى أخر نفس من حياته.
لك أيهّا المناضل البارز تقديري واحترامي ومحبتي الأبدية، وتأكد أيهّا الأخ النبيل بأن حزبنا الذي كنت تعقد عليه آمالاً كبيرة في نضاله من أجل نيل الحرية والعدالة والمساواة، سوف لن يحيد عن سياسيته القومية والوطنية التي آمن بها قيد أنملة، وسيبقى كما عرفته قبل رحيلك الذي آلمنا كثيراً .
السليمانية 1/9/2017
عبد الحميد درويش سكرتير الحزب الديمقراطي التقدمي الكردي في سوريا