أكدت الأمم الأمتحدة في وقت متأخر من مساء الاثنين قصف قافلة مساعدات إنسانية مشتركة بين الأمم المتحدة والهلال الأحمر السوري واللجنة الدولية للصليب الأحمر كانت متجهة إلى أورم الكبرى في حلب. وأكدت المنظمة الأممية أن 18 شاحنة محملة بالمساعدات أصيبت بالقصف الجوي في ريف حلب.
كما أشار ناشطون سوريون إلى مقتل نحو 12 متطوعاً من الهلال الأحمر وسائقي الشاحنات. وقد أكد المرصد السوري لحقو الإنسان هذا الرقم أيضاً، لافتاً إلى أن حصيلة القتلى في حلب بلغ 32 شخصاً الاثنين.
وكانت الأمم المتحدة والصليب الأحمر قد قالا في وقت سابق الاثنين إنهما يحققان في الأنباء، ولكن لم يذكرا ما إذا كانت الشاحنات تتبعهما.
في حين أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان أن طائرات سورية أو روسية قصفت حوالي 20 شاحنة إغاثة بالقرب من حلب في ساعة متأخرة من مساء الاثنين، بعد انتهاء هدنة هشة استمرت أسبوعاً. وأضاف أن الشاحنات قامت بعمليات تسليم اعتيادية تنظمها منظمة دولية لمنطقة غرب مدينة حلب وأصيبت بالقرب من بلدة أورم الكبرى.
في المقابل، أكد متحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية، أن الولايات المتحدة “غاضبة” بعد تقارير عن قصف قافلة مساعدات إنسانية قرب حلب، مشيرا إلى أن واشنطن ستعيد تقييم التعاون المستقبلي مع روسيا.
وقال المتحدث باسم الخارجية، جون كيربي، في بيان: “كانت وجهة هذه القافلة معروفة للنظام السوري والاتحاد الروسي، لكن تم قتل عمال الإغاثة هؤلاء وهم يحاولون تقديم الإغاثة للشعب السوري”.
وذكر كيربي أنه “على ضوء الانتهاك الفاضح لوقف العمليات العدائية سنعيد النظر في آفاق التعاون مع روسيا”، في إشارة إلى التعاون العسكري الذي كان يفترض أن يحصل بين واشنطن وموسكو بموجب اتفاق جنيف الذي أرسى الهدنة في سوريا.
كذلك، أعرب مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى سوريا، ستيفان دي ميستورا، عن غضبه بشأن الهجوم الذي استهدف قافلة المساعدات. وقال دي ميستورا في بيان أرسلته بالبريد الإلكتروني المتحدثة باسمه في جنيف إلى رويترز “غضبنا من هذا الهجوم كبير. القافلة كانت نتاج عملية طويلة من الموافقات والاستعدادات لمساعدة مدنيين في عزلة”.
من جانبه، طالب مدير العمليات الإنسانية في الأمم المتحدة، ستيفان أوبراين، أطراف النزاع باتخاذ كل الإجراءات اللازمة لحماية الطواقم الإنسانية والمدنيين.
كما دان وزير الخارجية الفرنسي، جان-مارك إيرولت، “بأشد العبارات” استهداف القافلة الإنسانية، معتبراً أن الحادثة تجسد الضرورة الملحة لوقف الأعمال العدائية في سوريا، على حد قوله.
وكانت قوات النظام السوري نفذت 35 ضربة جوية في حلب والمناطق المحيطة بها منذ انتهاء العمل بوقف إطلاق النار، بحسب ما أفاد المرصد السوري.
واستهدفت الغارات الجوية حيي العامرية والسكري، كما تعرضت أحياء أخرى لقصف مدفعي، في وقت أكد المرصد السوري لحقوق الإنسان تعرض أحياء عدة في شرق حلب لقصف مدفعي وصاروخي عنيف.
وقال المرصد إن طائرات حربية تابعة للنظام السوري أو روسية قصفت مدينة حلب والقرى المحيطة بها الاثنين. وأضاف أن الضربات الجوية أصابت مناطق تسيطر عليها المعارضة المسلحة في وسط حلب والقرى الواقعة إلى غرب المدينة.