قراءة في موقف (التقدمي) من الأوضاع في كردستان العراق

في زيارة إلى إقليم كردستان العراق لسكرتير حزبنا الديمقراطي التقدمي الكردي في سوريا، الرفيق عبد الحميد درويش، ، التقته قناة (كردستان 24)، حوالي منتصف شهر ايلول المنصرم وسألته عن رأيه في (الاستفتاء على الاستقلال)، الذي كان مقررا في (25/9/2017)، ولم تنشره القناة، وقد لخص رأيه حينذاك بما يلي: ( إنني كغيري أفنيت عمري في سبيل أن يأتي يومٌ ينعم فيه الشعب الكردي باستقلاله، ولكن اعتقد بأن الظروف الراهنة لن تسمح بذلك، وإنما تهدد حتى المكاسب التي حققها الشعب الكردي، خاصة الفيدرالية الحالية …).
إن إصرار حكومة الإقليم على إجراء الاستفتاء وعدم الاكتراث بالتهديدات الإقليمية وعدم استجابتها للدعوات والمناشدات الدولية بتأجيل الاستفتاء، منح الفرصة للحكومة العراقية التي استغلت هذا المناخ وبالتنسيق والتعاون مع إيران وتركيا لاستخدام القوة العسكرية ضد الإقليم وإرسالها قواتها والحشد الشعبي الذي انتهك القيم الوطنية للسيطرة على المناطق المتنازعة عليها، وتهديد كافة المكتسبات التي تحققت بدماء البيشمركة خلال العقود الماضية.
في هذه الأجواء العاصفة التي تعالت فيها الشعارات والمواقف المضللة، لم ينجر حزبنا الديمقراطي التقدمي الكردي في سوريا إلى دوامة التضليل التي أثارتها جهات لا تريد الخير للشعب الكردي، ولم يخضع للإرهاب الفكري الذي بثته بعض الجهات بمهارة، بهدف دفع الصف الكردي نحو التفكك والتناحر والانقسام، وإنما بادر بمسؤولية إلى تهدئة النفوس وتحريم التخوين وتجنب تعميق الجراحات، مؤكداً بأن السبيل الوحيد الذي لابديل عنه هو الإسراع إلى ترميم التصدعات التي حدثت في الصف الكردي إثر هذه التطورات المؤلمة، وتوحيده في مواجهة المخاطر والتهديدات القائمة التي مازالت الانظمة الشوفينية توجهها للشعب الكردي ومستقبل قضيته القومية.
إن البيان الذي أصدرته حكومة إقليم كردستان العراق بتاريخ (24/10/2017)، إنما يصب في هذا الاتجاه، اتجاه العمل بحرص من أجل الخروج من دائرة الصدمة واليأس، والدعوة بثقة إلى حماية الوحدة الوطنية في إقليم كردستان العراق، وقراءة الاحداث بواقعية بعيداً عن الشعارات والعواطف التي أثبتت التجربة المرة عدم جدواها .
26/10/2017
مكتب الإعلام
للحزب الديمقراطي التقدمي الكردي في سوريا