قراءة في كتاب
حول إشكالية الوعي القومي الكردي المعاصر[1]
علي شمدين[2]
مدخل
لقد تنامى دور الكرد في المنطقة مع ازدياد حدة الصراع خلال القرن السادس عشر، بين الإمبراطوريتين (العثمانية والصفوية)، حيث تحولت مناطق الكرد إلى جبهة ساخنة يدور فيها الصراع بين هاتين الإمبراطوريتين، وقد أفرز هذا الصراع ظروفًا ازدهر فيها عدد من الإمارات الكردية شبه المستقلة، منها: (بوتان، هكاري، بادينان، سوران، بابان في الإمبراطورية العثمانية، وأردلان وموكريان في الإمبراطورية الصفوية)، وفي إثر نتائج معركة جالديران (1514)، انقسمت كردستان بين هاتين الإمبراطوريتين وفقًا لمعاهدة (قصر شيرين)[3]، التي وقعت بينهما في (1639).
لقد تركت تلك التطورات أثرًا جذريًا في سيكولوجيا الإنسان الكردي آنذاك، فضلًا على آثارها السياسية والقانونية والاقتصادية والاجتماعية، وولدّت لديه شعورًا قوميًا واضحًا[4]، وردة فعل على ذلك، ظهرت إشارات مهمة حول الكرد وموطنهم كردستان في الكتاب التاريخي (شرف نامه) الذي ألفه (شرف الدين خان البدليسي))[5]، باللغة الفارسية (1596)، وكذلك لاقت تلك التطورات صداها في أشعار (أحمد خاني)[6]، حيث بدأت نواة الفكر القومي الكردي بالتبلور بصراحة في ملحمته الشعرية الشهيرة (مم وزين) التي كشفت بدقة عن آلام الشعب الكردي القاسية ومعاناته العميقة، وعبرت بوضوح عن الآمال التي ناضل من أجلها، وقد أدرك خاني منذ ذاك الحين بأن أهم الأسس لبناء كيان قومي لأي شعب هي اللغة ثم التاريخ المشترك، ويُعد أول من تحدث في أشعاره عن القومية الكردية وأهمية الوحدة وقيام الدولة الكردية الموحدة غير الخاضعة لأحد[7].
وعلى الرّغم من ظهور ملامح الوعي القومي لدى الكرد باكرًا، تأخرت ولادة الحركة القومية الكردية حتى نهايات القرن التاسع عشر وبدايات القرن العشرين، فقد كانت ثورة (الشيخ عبيد الله النهري/ 1878-1881) أول ثورة قومية بالمفهوم الحديث تدعو إلى الاستقلال الذاتي للكرد[8]، هذا وقد لعبت جريدة (كردستان)[9] ، دورًا مهماَ في بث الفكر القومي ونشره وطالبت بتوحيد القوى الكردية ولم شملها لإنقاذ كردستان وتحريرها من السيطرة التركية وتشكيل دولة كردية مستقلة[10]، ولكن مع ذلك لم يتبلور هذا الفكر القومي على شكل حركة فكرية فلسفية يقودها مفكرون وسياسيون كتلك الحركات القومية المنظمة التي شهدتها أوروبا والشرق الأوسط، ولذلك فإن الحركة القومية الكردية بقيت تعاني أزمة فكرية فلسفية لأنها لم تنتج فلسفة خاصة بها فبقيت تتأرجح بين الأفكار والمفهومات الرجعية والليبرالية والاشتراكية والماركسية، ودخلت في دوامة من الصراعات العنيفة التي أثرت بشدة في توحيد صفوفها، وفي النتيجة لم يظهر مفكر قومي كردي يستطيع أن يبلور الإطار الفلسفي للحركة القومية الكردية، فبقيت تلك الحركة بيد قادة سياسيين يقودون أحزابا سياسية أو حركات ثورية أو انتفاضات شعبية بحسب ما يقول الباحث جمال نبز[11].
وفي ضوء هذه الخلفية التاريخية المعقدة، يبادر المؤلف عبد الفتاح علي يحيى بوتاني بمنهج تاريخي سلس إلى دراسة ملامح الوعي القومي الكردي المعاصر، مستندًا في دراسته هذه إلى خبرته الأكاديمية الواسعة في البحث عن جذور الإشكاليات التي تواجه هذا الوعي وآفاق تطوره وتنميته، فيقول في مقدمة بحثه: ((إن المقصود بالشعور القومي- الذي هو أسبق في وجوده تاريخيًا عن الوعي القومي- في البحث، هو الإحساس بالانتماء إلى أمة معينة تتميز عن غيرها، وهو يختلف عن الوعي القومي الذي هو أرقى وأعمق من الشعور ويتضمنه..))[12].
ثانيًا: إشكالات حقيقية
يحدد المؤلف، وهو يمهد لبحثه، الإشكالات التي يعانيها الوعي القومي الكردي المعاصر، في أن: ((الإشكالية الحقيقية التي يعيشها الكرد في مجال الفكرة القومية، هي: الخلط بين القومية والدين والمذهبية والمناطقية والقبلية والخرافات والعقائدية، وعدم دراسة تاريخهم بشكل جيد. هذه الظواهر مجتمعة وغيرها كانت وما تزال من أهم أسباب بقاء الكرد بدون دولة إلى اليوم..))[13]، ولهذا فإنه على الرغم من أن الكرد كانوا يعون وجودهم كجماعة بشرية متجانسة ويرتبطون ببعضهم بوحدة الأرض والأصل والعادات واللغة، إلاّ أن الشعور القومي وتوفر شروط الرابطة القومية لم تتبلور لديهم دفعة واحدة، فإن: ((بوادر الشعور بالهوية القومية والدعوة لها، بدأت بالظهور أولًا لدى الأدباء والشعراء، ثم انتشرت في بيئة الأمراء والمحيطين بهم لأسباب تاريخية وسياسية ومعرفية، أما عامة الكرد فكانوا واقعين تحت التأثير الديني والقيم القبائلية، والخرافات العقائدية، كما أن الحروب الطاحنة بين الدولتين العثمانية والصفوية على أرض كردستان لم تترك أيّة فرصة لنمو الثقافة الكردية وبروز المؤسسات المدنية..))[14].
وفي هذا السياق أيضًا، يتناول المؤلف ظاهرة سلبية لا تخص الكرد وحدهم إلاّ أنها -بحسب ما يقول- أكثر بروزًا عندهم، وتأخذ لأسباب عدة، بعدًا جماعيًا، وتتمثل في أن يحمل المرء السلاح ضد طموحات شعبه القومية، إنها: ((ظاهرة الارتزاق والتبعية، أو ما يسمى بالأدبيات السياسية الكردية بالجاشاتي..))[15]، وأخطر ما أقدمت عليه الحكومات التي تقتسم كردستان في هذا المجال هو: ((تشكيل السلطان عبد الحميد الثاني/ 1876- 1909/ أفواج فرسان الحميدية سيئة الصيت، وهو بذلك يعد أول من دفع الكرد وبشكل منظم ورسمي لمحاربة الكرد..))[16]، ويخلص المؤلف إلى القول إن: ((ظاهرة الجاشاتي، هي أكبر دليل على إشكالية الوعي القومي الكردي، وتأخذ لدى الكرد بعدًا جماعيًا إلى حد ما..))[17]، وهي، كما ينقل المؤلف عن لسان (إسماعيل بيشكجي)[18]، فإن ذلك: ((يُعد عارًا على الكرد، ويجب عليهم أن يمحوا هذا العار..))[19].
وفي هذا المجال، لا بدّ من التنبيه إلى أن الكرد في سورية لم يشهدوا مثل هذه الظاهرة، لا بل إن المشبوهين والمتواطئين مع الدولة وأجهزتها لم يتجاوزوا الحالات الفردية، وهؤلاء كانوا منبوذين في أغلب المناطق الكردية في سورية: ((وكانت المجاهرة بالانتماء إلى حزب البعث حتى وقت قريب، موضع استهجان المجتمع الكردي في سوريا ورفضه، لا بل حتى كان من غير المستحب اجتماعيًا مصاهرة المشبوهين بعلاقاتهم الأمنية..))[20]، وكان المئات من خريجي الجامعات ومن حاملي الشهادات العليا محرومين من التوظيف والعمل لمجرد أنهم رفضوا الانتماء إلى حزب البعث أو إلى أجهزته الأمنية، ولذلك فإنهم: ((كانوا يفضلون الأعمال الموسمية والنزوح إلى المدن الداخلية بحثًا عن العمل في المطاعم والفنادق وغيرها، على التخاذل والرضوخ للضغوطات الأمنية المذلّة لهم، وكانوا يتحملون الضريبة برحابة صدر))[21].
ثالثًا: التعصب في الدين وتسييسه
يتناول المؤلف وبإسهاب إشكالية أخرى ظلت تعطل نمو الشعور والوعي القوميين لدى عامة الكرد وتكبح تقدمهما، وتشوش عليهما بشدة، وهو التعصب الديني والفهم الديني الخاطئ وأثره في الوعي القومي الكردي، وقد طغى هذا التأثير وما زال يطغى عند كثيرين على الشعور والوعي القوميين: ((العرب، ومن بعدهم الترك والفرس، الذين حكموا الكرد وغيرهم باسم الإسلام، استغلوا الدين الإسلامي واجهة في ظل هيمنتهم على مقدرات العالم الاسلامي..))[22]، ولذلك فإن الكرد بعد دخولهم الإسلام: ((وقعوا ضحية مزج الدين بالقومية، وبلا أدنى شك فإن المزج بينهما يؤدي إلى عدم فهمهما سوية، فلا الداعين إلى التمسك بالدين وتطبيقه يفهمونه بشكل جيد، ولا الداعين إلى القومية يصبحون قوميين جيدين، هذه الازدواجية والاشكالية أدت تاريخيًا إلى إخفاق جميع حركات الكرد التحررية وحرمانهم من تشكيل وعاء سياسي مستقل خاص بهم أسوةً بالقوميات الأخرى..))[23].
وفي هذا المضمار يقول الباحث نذير جبو: ((إن الشيخ سعيد النورسي وقف ضد ثورة الشيخ سعيد بيران سنة 1925، استنادًا إلى مبرر أنه: لا يجوز أن يسفك المسلم دم المسلم بأيّ شكل من الأشكال، فعمل النورسي على ردع الذين كانوا يريدون الانضمام إلى حركة الشيخ سعيد..))[24]، وعلى الرغم من موقفه هذا: ((كان الشيخ سعيد النورسي من بين الدفعة الأولى التي نفاها كمال أتاتورك))[25]، ولم يشفع له موقفه المعادي لثورة الشيخ سعيد بيران الذي قاد الثورة بدافع الوقوف ضد ظلم كمال أتاتورك وجوره الذي كان يمارسه بحق أبناء جلدته من الكرد (المسلمين)، بينما كان النورسي يعارض ما قام به الشيخ سعيد بيران ويحرض الناس ضده، ولم يكن ذلك محبة بأتاتورك كما يبدو، وإنما كان كرهًا بالشيخ سعيد بيران، فهو الآخر كان من دعاة عودة السلطنة، ولكن موقفه صب بعكس ذلك في صالح أتاتورك.
ويستحضر المؤلف كثيرًا من هذه الأمثلة التي توضح كيفية استغلال الدين غطاءً لتذويب الكرد وإبادتهم، فيذكر بأن: ((صدام حسين في تطبيقه لأعمال الإبادة الجماعية ضد الكرد سماها بالأنفال، تيمنًا بسورة الأنفال، أيّ إنه أسند الجينوسايد إلى القرآن..))[26]، ويتفق المؤلف في الرأيّ مع (حكيم المختار) على أن تسييس الدين يعد من أهم الإشكالات التي أسهمت بقوة -وما تزال- في لجم نمو الوعي القومي الكردي، حيث يقول: ((إن نشأة الاسلام السياسي في كردستان لم تكن وليدة حاجة كردية داخلية وموضوعية، بل وليدة حاجة الدول التي تتقاسم كردستان، بدليل رعاية هذا الإسلام السياسي من قبل عدد من الدول العربية وإيران وتركيا، ليكون طابورًا خامسًا أو مسرحًا للطوابير في كردستان..))[27]، ويضيف المؤلف بأن: ((الإسلام السياسي لا يملك مشروعًا سياسيًا بديلًا لحل القضية الكردية، وهو غير مؤهل لقيادة الحركة القومية الكردية، بل يسعى لصرف نظر الكرد عن حقوقهم القومية، وهنا يجب عدم الخلط بين الدين وبين أحزاب الإسلام السياسي، فهناك اختلاف وفرق بين الإسلام كدين وبين الإسلام السياسي كتنظيم فكري وسياسي، فالأخير ليس ممثلًا للأول، وهو كأيّ حزب سياسي آخر قد يكون تقدميًا أو رجعيًا..))[28]، ومع ذلك يقول المؤلف: ((لا بد من احترام الدين، كل الأديان، باعتبارها أوعية ومخزونًا حضاريًا وروحيًا، ولكن يجب الارتفاع بها إلى مكانتها اللائقة، بدلًا من النزول بها إلى معترك السياسة))[29].
رابعًا: الأسماء فاتحة تكوين الهوية
بافتراض أن الاسم هو عنصر من العناصر المهمة الدالة على الهوية القومية، فإن الدول المقتسمة لكردستان، ومن خلال تنفيذها سياسات التتريك والتعريب والتفريس، استهدفت حتى الأسماء الكردية، كأسماء الأشخاص، والعائلات، والعشائر، والمدن، والقرى، والتضاريس الجغرافية والتلال والشوارع والحدائق والمدارس وغيرها، وغيرتها، وأن: (التغيير القسري للأسماء هي وسيلة لإنكار وجود الكرد كقومية، وبالنسبة للفرد يعني إنكارًا لهويته..))[30]، ويصب موقف بعض الجهات الإسلامية أيضًا في اتجاه تنفيذ سياسة التعريب وذلك بدافع ديني التي تدعو إلى تسمية المواليد بالأسماء العربية، لا بل حتى إن بعض هذه الجهات تدعو الناس إلى مراجعة السجلات المدنية لتغيير أسمائهم الكردية، فيقول المؤلف: (الأنكى من ذلك أن تقوم فئات إسلامية كردية بنشاط محموم من أجل تغيير الأسماء الكردية في المحاكم..))[31]، ويضيف أيضًا: (لم يكتفوا بهذا، بل أخذوا يشجعون ويحرضون ذوي الأسماء الكردية وأولادهم على مراجعة المحاكم لتغيير أسمائهم إلى العربية، وسجلات المحاكم شاهدة على هذه الظاهرة..))[32]، وهناك نوادر تراجيدية أفرزتها هذه الظاهرة، فمثلًا خلال حملة تعريب الأسماء الكردية في سورية رفض أمين السجل المدني تسجيل اسم (سردار..)[33]، لأنه اسم كردي، فترجمه إلى العربية حرفيًا وكتبه في السجل المدني باسم (فوق الشجرة..)[34].
وحول هذا الموضوع يقدم المؤلف دراسة تطبيقية أنجزها الباحث (علي جزيري)، عن نسبة الأسماء الكردية للمتخرجين في العام الدراسي (2015- 2016)، من جامعات إقليم كردستان العراق (صلاح الدين/ إربيل ودهوك والسليمانية)، والكليات التابعة لها في (شقلاوة وعقرة ومخمور)، وشمل البحث طلبة الدراسات المسائية، كون هذه الشريحة -بحسب ما يقول المؤلف- من جيل ما بعد انتفاضة (آذار/ مارس 1991)، فكان: (من أهم ما توصل إليه الجزيري، أن نسبة الأسماء الكردية تراجعت في إقليم كردستان العراق من 84% سنة 1995، إلى 26% سنة 2001، هذا فضلًا عن مناقشة الجزيري في بحثه العديد من المسائل المتعلقة بالأسماء والهوية القومية الكردية وسياسة التعريب في كردستان سوريا..))[35]، ويعرض المؤلف هذه الدراسة التطبيقية للباحث كاملة في كتابه، وهي تتناول أربعة نماذج للبحث في الأسماء الكردية، ويخرج بجملة من الاستنتاجات المهمة حول دوافع تسمية المواليد الجديدة بأسماء غير كردية، وهي: (زيادة نشاط الإسلام السياسي، تراجع الوضع الاقتصادي، الإرث السائد وثقافة الغالب، العلاقة السايكولوجية التي تربط المقهور بالقاهر.. إلخ).
خامسًا: ظواهر ضارة
لعل من أبرز هذه الظواهر الاجتماعية المنتجة للتخلف بين المجتمع، والمضرة بالوعي القومي الكردي، وتهدده بالخطر، يذكر المؤلف: (العشائرية وانتشار التكايا والمشيخات والآغوية والمناطقية، ولأنها ظواهر تضر بمصالح الشعب الكردي القومية فقد شجعتها الدول التي تتقاسم كردستان وماتزال..))[36]، ويدعو المؤلف إلى مواجهتها ومحاولة إزالتها والتخفيف من آثارها السياسية والاجتماعية والاقتصادية، فإذا: (كان الفرد عشائريًا أو مناطقيًا أو متعصبًا دينيًا، لا يمكن أن يكون قوميًا كرديًا واعيًا، ولا حتى مواطنًا ديمقراطيًا صالحًا، وكل محاولة التوفيق بين الدين والقومية، أو بينها وبين العشائرية والمناطقية هي محاولة تلفيقية..))[37]، ويحذر المؤلف من خطورة استمرار هذه الظواهر، قائلًا: (إذا استمر هذا التوجه غير الموضوعي، ستتحول كردستان إلى غابة من العشائر، وتتحول القومية الكردية إلى قومية عشائرية، ويتحول تاريخنا إلى تاريخ طوائف وقبائل وليس إلى تاريخ شعب، ولا نستبعد أن تتشكل الأحزاب في المستقبل على أسس قبلية، وقبلية سياسية، عند ذلك يصبح الوعي القومي في خبر كان..))[38]، ويعيد المؤلف سبب فشل الحركات الكردية المختلفة إلى هذه الظواهر السلبية، فيقول: (تأتي البنية القبلية في مقدمة العوامل التي كانت وراء انهيار وإخفاق الحركات الاستقلالية الكردية، وكانت أحد أهم معوقات الوحدة القومية الكردية، وبقاء الكرد تحت النير الأجنبي حتى الآن..))[39]، ويذكر المؤلف من بين الأسباب المساهمة في ضعف الشعور والوعي القوميين لدى الكرد وعرقلتهما، هو: (إنهم لم يدرسوا تاريخهم بشكل جيد، لا بل إن الكثير منهم يجهله، فمن المعلوم أن التاريخ هو الذي يثير ويعزز المشاعر والوعي القومي، وهذا يفسر لنا قول العنصريين: إن أردت أن تقتل شعبًا فاقتل ثقافته وتاريخه، لآن الشعب الذي لا يعرف ثقافته وتاريخه يصبح كالانسان الفاقد لذاكرته..))[40].
تكتسب اللغة أهمية فائقة في إحياء القومية، فهي بمنزلة الروح بالنسبة إليها، فهي: (أحد أهم مصادر الهوية، وإحدى القيم الأساسية التي تمثل عضوية الفرد في قومية أو مجموعة محددة، لذا فإن اللغة هي الهدف المفضل للدول التي تتقاسم كردستان، لتدمير القومية الكردية بإبادة لغتها..))[41]، كذلك هي الأرض: (لها الدور الحاسم في عملية تكوين الهوية والوعي القومي..))[42].
سادسًا: ما العمل؟
بعد عرضه هذه الإشكالات كلها التي تعوق تنمية الوعي القومي الكردي ويقظته، لا ينسى المؤلف أن يطرح جملة من الأسئلة المفتوحة التي أثارها بحثه لدى القراء: (فما العمل؟ وما السبيل إلى وعي قومي كردي متعافٍ لجعل الكرد يفكرون بصفتهم القومية ويشعرون بأن هويتهم كردية، وبأنها ليست جزءًا من هوية أخرى غيرها؟ كيف نفرز وعيهم القومي المختلط بالدين والعشائرية والمناطقية؟ بالتأكيد فإن الهوية القومية تأتي بداية، فما هي الخطوات العملية التي يمكننا اتخاذها في سبيل تحقيق وعي قومي كردي؟ كيف نمنع استخدام الشعور الديني من أجل تبرير السلبيات؟ وغيرها من الأسئلة والاستفسارات التي لا يمكن الإجابة عنها مجتمعة في هذا البحث المتواضع..))[43]، ويتابع قوله، واضعًا المسؤولية على حكومة إقليم كردستان والأحزاب السياسية القومية، وبأنها: (ملزمة بتوجيه كل جهودها ونشاطاتها في هذا المجال، لأن المسؤولية الأساسية هي إنماء وتطوير الوعي القومي وتخليصه من البلبلة والخلط تقع على عاتقها، وأول عمل عليها القيام به في هذا الاتجاه هو محاربة كل الخلافات غير المبررة التي زرعتها الدول التي تتقاسم بلاد الكرد، وبذل أقصى الجهود للمحافظة على إشراقة الوعي القومي الكردي..))[44]، وهنا يركز المؤلف على تجربة إقليم كردستان العراق، ويتوجه إلى مؤسساتها بمقترحاته ويناشدها للاستجابة لها: (ولا بدّ هنا من أن نعرج على دور المؤسسات التربوية والجامعات والمعاهد في نشر الشعور والوعي القوميين لدى تلامذتها وطلبتها وحتى معلميها وتدريسها، لمواجهة العقبات التي تواجه نشر الفكر القومي..))[45]، وهكذا يتابع المؤلف في عرض جملة من المقترحات العامة التي من شأنها حماية الوعي القومية الكردي وتنميته.
سابعًا: الخلاصة
يؤكد الكاتب أسبقية الوجود القومي على الفكر القومي الذي هو فكر حديث، ووصف جديد للوجود القومي، فيقول: (علينا ألّا نخلط بين حقيقة الوجود القومي فهي موجودة، وبين تاريخ ظهور الوعي القومي الذي أدى إلى ظهور الحركات القومية بعد الحرب العالمية الأولى خاصة، حيث انتشرت فكرة تقرير المصير التي أعلنتها الثورة البلشفية، والليبرالية الأمريكية التي تمثلت ببنود الرئيس الأمريكي ودروو ولسون..))[46]، ويقول المؤلف: (تعاني النزعة القومية الكردية منذ ظهورها من عدة ظواهر أثرت في مسيرتها، وأدت إلى تشتت وتداخل الوعي القومي لدى الكرد بعدم تجاوزهم القبلية والتأثيرات الدينية الطائفية..))([47]، ومن هنا فإنه يقول: (إذًا، الضعف الذاتي للحركة القومية الكردية نابع أصلًا من الطبيعة العشائرية والدينية الانقسامية، فضلًا عن المطامع الشخصية للزعامات الكردية التي لم تستطع أن تتجاوز طابعها العشائري والتأثيرات الدينية، هذا هو سبب مأساة الكرد والنكبات التي تعرضوا لها والتي أدت إلى عدم خلق وعي قومي حقيقي لديهم وعدم تركيزهم على القومية، ومتى ما تجاوز الكرد هذه العقبات والكوابح سوف تشرق شمسهم..))[48].
ثامنًا: الخاتمة
لا شك في أن الباحث عبد الفتاح علي بوتاني، كان موفقًا في اختياره لبحثه هذا (حول إشكالية الوعي القومي الكردي المعاصر)، على أكثر من صعيد، سواء على صعيد اختياره عنوان هذا الموضوع الإشكالي الحساس الذي يخص شعبًا يتجاوز تعداده أربعين مليونًا وما يزال محرومًا من كيان يقرر فيه مصيره بنفسه، هذا الشعب الذي كان يطمح إلى أن يكون له، كجيرانه العرب والترك والفرس، شأن أفضل من الذي يعيشه اليوم، وكان متوقعًا أن يتطوّر شعوره بذاته بوتيرة أسرع، وأن يتبلور وعيه القومي بصورة أوضح، ويكون صاحب دولة في وطنه ليتمتع فيه بخصائصه القومية بحرية وأمان: (لكن النتيجة كانت مختلفة تمامًا، حيث خرج الكرد من تلك العهود وهم أسوأ حالًا، كانوا قبل الإسلام تحت احتلال دولتي فارس والروم فقط، فعبروا إلى القرن العشرين وهم تحت احتلال أربع دول، وهي إيران، تركيا، العراق وسوريا)) [49].
وكذلك على صعيد محاولته الجريئة في البحث في مفاصل هذا الموضوع غير المطروق سابقًا كما يجب، ويفتقد إلى المصادر والمراجع اللازمة، فقدم مع ذلك إضافة جديدة إلى المكتبة الكردية من حيث وضع الإصبع على الجرح، ومبادرته إلى إلقاء الحجرة في هذه البركة الراكدة، لربما يثير بذلك نخوة الباحثين في هذا المجال لمزيد من البحث والدراسة حول هذه الإشكالية القائمة في الوعي القومي الذي -كما يتبين من خلال بحثه أيضًا- أنه لم يتبلور بعد مع الأسف الشديد بصورته المتكاملة، إذ إن: (بدايات انتشار الوعي القومي الكردي لدى المتعلمين ورجال الأعمال في أواخر القرن التاسع عشر يمكن عدّها مؤشرات حقيقية لانبثاق فكر قومي كردي ويمكن عد جريدة كردستان عاملًا مهمًا في بث الفكرة القومية التي تركزت على توحيد القوى الكردية وجمعها حول الفكرة الوطنية الداعية إلى إنقاذ كردستان وتحريرها من السيطرة التركية وتشكيل دولة كردية مستقلة..)) [50].
وكذلك على صعيد التحديات والصعوبات التي واجهته في تغطيته جوانب موضوع البحث بأكاديمية وموضوعية، إلاّ أنه نجح في تقديم صورة واضحة عن ما يسمى بالشعور القومي الكردي والإشكالات التي تهدده في ظل استمرار الظواهر السلبية المختلفة التي تكبح نمو هذا الوعي وتلجمه في المهد، وتحول دون أن يأخذ شكله المنشود، لا بل تهدده بالانحلال والعودة إلى نقطة الصفر كما يقول المؤلف نفسه.
وعلى الرغم من ذلك، لا بدّ لنا في الختام من تسجيل بعض الملاحظات التي نعتقد بأهميتها، وهي أن البحث يفتقر مع الأسف الشديد إلى مزيد من الشواهد والأدلة الميدانية، وكان يجب -بحسب العنوان- أن يكون أكثر شمولية وتوسعًا وتعمقًا في مساحة البحث بوصفه يتناول إشكالية الوعي الكردي في المستوى القومي الكردي العام، فقد اقتصرت الشواهد في معظمها على الواقع الميداني في إقليم كردستان العراق، حتى إن البحث لم يتناول واقع الوعي القومي في كردستان إيران البتة، هذا فضلًا عن اكتفائه بإشارات خجولة في كل من كردستان (سورية وتركيا)، ولعل هذا هو الذي دفع بالمؤلف إلى توجيه مقترحاته باتجاه إقليم كردستان العراق تحديدًا من دون غيره.
كما أن المؤلف لم يتطرق كما يجب، إلى مسؤولية المثقفين والإعلاميين ودور المؤسسات الثقافية والإعلامية الكردية، وتقييم مدى مساهمتها وفاعليتها في تنمية الشعور والوعي القوميين وإيقاظهما، لا شك في أن المثقفين يلعبون الدور الأهم في استنهاض الجماهير وقياداتها نحو التحرر والانعتاق، ولعل السلاح الأهم الذي يستخدمونه في معركتهم ضد الظلم والقمع والاستبداد هو الكلمة، أجل الكلمة هي التي أقلقت أعتى الدكتاتوريات وقضّت مضاجعهم إلى درجة أن غوبلز وزير الإعلام الهتلري قال: (كلما سمعت كلمة مثقف تحسست مسدسي))[51]، تأكيدًا على خطورة هذا الدور وأهميته في التأثير في الرأي العام وتوجيهه[52].
وكذلك عدم تطرقه إلى القضية المحورية في هذا المجال وهي أهمية الدعوة إلى (المؤتمر القومي الكردستاني)[53]، وضرورة الإسراع في انعقاده، وأسباب فشل محاولات عقده، ولهذا لا بديل عن عقد الـ(مؤتمر القومي الكردستاني) المنشود، بين أطراف الحركة السياسية الكردية والكردستانية بهدف تسوية مشكلاتها وحل خلافاتها واتفاقها على استراتيجية مشتركة تعكس طموحات الشعب الكردي في أجزاء كردستان الأربعة، إلاّ أن: (هذه المحاولات لم تسفر هي الأخرى عن أيّة نتيجة مع الأسف الشديد حتى اللحظة، لأسباب هي نفسها دون غيرها التي وقفت وما زالت وراء ظاهرة الانشقاقات بين صفوف الحركة الكردية والكردستانية التي ورثها مجتمعنا عبر عقود طويلة من عقلية التشتت والتشرذم والانشقاقات))[54]، لأنه لو أنجز مثل هذا المؤتمر بنجاح سيكون دوره حاسمًا في تقديم الأجوبة لكثير من الأسئلة التي أثارها البحث وظلت من دون أجوبة شافية، وسيساهم في تفكيك القسم الأعظم من تلك الإشكالات التي طرحها الباحث عبدالفتاح علي بوتاني، عبر صفحات هذا الكتاب (حول إشكالية الوعي القومي الكردي المعاصر).
المصادر والمراجع
- أولسن. روبرت، المسألة الكردية في العلاقات التركية-الإيرانية، محمد إحسان رمضان (مترجمًا ومعلقًا)، (أربيل: د.ن، (دار آراس للطباعة والنشر) 2001).
- بوتاني. عبد الفتاح علي، منطقة بادينان (1925- 1970): دراسة في الوقائع والتطورات السياسية، (إربيل: د.ن، (من منشورات الاكاديمية الكردية بإربيل) 2017).
- (بوتاني. عبد الفتاح علي) ـــــــــــــــــ، حول إشكالية الوعي القومي الكردي المعاصر، (إربيل: منشورات الأكاديمية الكردية، 2019).
- جبو. نذير، سلاطين هفيركان: صفحة من تاريخ الكرد، خليل علي مراد (مترجمًا)، (دهوك: د.ن، (جامعة دهوك مركز الأبحاث العلمية والدراسات الكوردية) 2012).
- جزيري. علي، الكُرد المخدوعون: أربعة عشر عامًا ونيّف من التّيه، (إربيل: منشورات الأكاديمية الكردية، 2021).
- رسول. عزالدين مصطفى، أحمد خاني شاعرًا ومفكرًا، (بغداد: د.ن، (مطبعة الحوادث) 1979).
- شاكلي. فرهاد، الوعي القومي الكردي في مم وزين- أحمد خاني، سيف الدين داود وبرزان محمود (مترجمان)، (بيروت: د.ن، (بدون مكان النشر) 1990).
- شمدين. علي، منطقة آشيتا: دراسة اجتماعية وثقافية وسياسية، (إربيل: منشورات الأكاديمية الكردية، 2021).
- (شمدين. علي) ـــــــــــــــ، الإعلام والرأي العام الكردي في سوريا، ط1، (السليمانية: د.ن، (مؤسسة مارغريت ومؤسسة جمال عرفان الثقافية)2014).
- (شمدين. علي) ـــــــــــــــ، الحركة الكردية في سوريا وظاهرة الانشقاقات، ط1، (السليمانية: د.ن، (مركز جميل روزبياني للأبحاث التاريخية) 2016).
- عبدولي. تهامي، إسلام الأكراد: نموذج الإسلام والأقليات قراءة في تداخل الديني والقبلي والقومي، (بيروت: د.ن، (دار الطليعة للطباعة والنشر) 2007).
- عيسى. حامد محمود، القضية الكردية في تركيا، (القاهرة: د.ن، (مكتبة مدبولى) 2002).
- (12. عيسى. حامد محمود) ــــــــــــــ، المشكلة الكردية في الشرق الأوسط، (القاهرة: د.ن، (مكتبة مدبولي) 1992).
- مختار. حكيم، معضلة كردستان والبديل الأمثل: دراسة ميدانية موثقة، (دهوك: د.ن، (بدون مكان النشر) 1997).
- نبز. جمال، جريدة نيشتمان وفكر البرجوازية القومية الصغيرة في كردستان، (استوكهولم: د.ن، (بدون مكان النشر) 1985).
[1] عبد الفتاح علي بوتاني، حول إشكالية الوعي القومي الكردي المعاصر، (إربيل: الأكاديمية الكردية، 2019)، (144ص).
عبد الفتاح علي يحيى بوتاني: من مواليد (1950)، حائز على شهادة الدكتوراه بامتياز في آداب التاريخ الحديث من جامعة الموصل عام (1995)، عين عميدًا لكلية الآداب في جامعة دهوك خلال (1996-2002)، له ما يزيد على (23) مؤلفًا في تاريخ العراق والكرد المعاصر، أهمها: (وثائق عن الحركة القومية التحررية الكردية: ملاحظات تاريخية ودراسات أولية، ط1، (إربيل: مطبعة وزارة التربية، 2001)، و: منطقة بادينان: دراسة في الوقائع والتطورات السياسية، عدنان عودة عبّاس (مقدمًا)، ج1، ج2، (أربيل: منشورات الأكاديمية الكردية، 2017)، ونشرت له عشرات البحوث والمقالات في المجلات والصحف الكُردية والعربية منذ (1973)، يعمل الآن رئيسًا للأكاديمية الكردية في إربيل.
[2] كاتب سوري.
[3] معاهدة قصر شيرين، أو معاهدة (زهاب)، هي اتفاق بين الإمبراطوريتين الصفوية والعثمانية أبرم في (17/5/1639)، وتعد معاهدة قصر شيرين أول اتفاقية لتقسيم كردستان إلى جزأين بين الامبراطوريتين.. للمزيد يمكن مراجعة:
حامد محمود عيسى، المشكلة الكردية في الشرق الأوسط، (القاهرة: د.ن، (مكتبة مدبولي) 1992)، ص13-14.
[4] أولسن، روبرت، المسألة الكردية في العلاقات التركية- الإيرانية، محمد إحسان رمضان (مترجمًا ومعلقًا)، (أربيل: 2001)، ص10.
[5] شرف خان البدليسي: هو شرف الدين بن شمس الدين البدليسي، وهو أحد أمراء البدليسين الكرد، وفضلًا عن كونه أميرًا وسياسيا فقد اشتهر أيضًا بكونه مؤرخًا، ويعد كتابه (شرف نامه)، المكتوب باللغة الفارسية من أهم مصادر التاريخ الكُردي، ولد في (1543)، لقبه السلطان العثماني (مراد الثالث)، بلقب الـ(خان)، ونصبه أميرًا على بدليس عام (1583)، توفي في (1603)، للمزيد راجع موقع جريدة البيان، على الرابط:
https://www.albayan.ae/paths/books/2007-08-05-1.193827
[6] أحمد خاني: اسمه (أحمد بن الياس بن رستم)، وهو شاعر وفيلسوف وعالم دين كردي، ولد في (1650)، وتوفي (1708)، ومن أشهر مؤلفاته (مم وزين، عقيدة الإيمان، ربيع الأطفال..)، كان يتقن (الكردية والعربية والفارسية والتركية). للمزيد راجع:
عزالدين مصطفى رسول، أحمد خاني شاعرًا ومفكرًا، (بغداد، د.ن (مطبعة الحوادث)، 1979).
[7] فرهاد شاكلي، الوعي القومي الكردي في مم وزين- أحمد خاني، سيف الدين داود وبرزان محمود (مترجمان)، (بيروت: د.ن، (بدون مكان النشر) 1990)، ص 91.
[8] حامد محمود عيسى، مرجع سابق، ص 63.
[9] جريدة (كردستان): أصدرها باللغة الكردية الأمير (مقداد مدحت بدرخان)، طبع عددها الأول في القاهرة في (22/4/1898).
[10] حامد محمود عيسى، مرجع سابق، ص 48.
[11] جمال نبز، جريدة نيشتمان وفكر البرجوازية القومية الصغيرة في كردستان، (استوكهولم: د.ن، (بدون مكان النشر) 1985)، ص 24.
[12] عبد الفتاح علي بوتاني، حول إشكالية الوعي القومي الكردي المعاصر، ط1، (إربيل: منشورات الأكاديمية الكردية، 2019)، ص16.
[13] المصدر السابق نفسه، ص17.
[14] المصدر السابق نفسه، ص15.
[15] المصدر السابق نفسه، ص26.
وكانت الدولة العثمانية تطلق على مثل هؤلاء المرتزقة بـ(العشائر المعاونة)، وفي ما بعد سمتهم الحكومات التركية (حراس القرى)، أما الحكومات العراقية فقد أطلقت عليهم اسم (مستشارين)، بينما سمت البشمركة والمقاومين الكرد بـ(المتمردين)، و(العصاة)، و(الانفصاليين)، للمزيد مراجعة:
عبد الفتاح علي بوتاني، منطقة بادينان (1925- 1970)، دراسة في الوقائع والتطورات السياسية، ج2، (إربيل: د.ن، (من منشورات الاكاديمية الكردية بإربيل) 2017)، ص528-580.
[16]عبد الفتاح علي بوتاني، المصدر السابق، ص28.
[17]السابق نفسه، ص33.
[18]إسماعيل بيشكجي: عالم اجتماع تركي، ولد عام (1939)، نال الدكتوراه في علم الاجتماع من جامعة أتاتورك بأرضروم عام (1967)، عمل استاذًا في قسم علم الاجتماع بجامعة أتاتورك بأرضروم عام (1964- 1969)، عمل أستاذًا بكلية العلوم السياسة في جامعة أنقرة عام (1971)، له عشرات الأبحاث والمؤلفات التي تتناول القضية الكردية، ومنها: كردستان مستعمرة دولية، الترحيل القسري للكرد، آراء حول المثقف الكردي، حول المجتمع الكردي، النظام في الأناضول الشرقية/كردستان، قانون تونجلي (1935)، والإبادة الجماعية في ديرسم، الدول المناهضة للكرد، إضافة إلى عشرات الكتب والأبحاث الأخرى، وقد بلغ مجموع الأحكام القضائية التي صدرت بحقه من السلطات التركية (76) عامًا، قضى منها (18) عامًا خلف القضبان.
[19] عبد الفتاح علي بوتاني، المصدر السابق، ص33.
[20] علي شمدين، منطقة آشيتا: دراسة اجتماعية وثقافية وسياسية، (هولير: منشورات الأكاديمية الكردية، 2021)، ص28.
[21] علي شمدين، منطقة آشيتا، ص28.
[22] عبد الفتاح علي بوتاني، المصدر نفسه، ص35. للمزيد حول هذا الموضوع يمكن أيضًا مراجعة:
علي الجزيري، الكُرد المخدوعون: أربعة عشر عامًا ونيّف من التّيه، (إربيل: من منشورات الأكاديمية الكردية، 2021).
[23] عبد الفتاح علي بوتاني، المصدر نفسه، ص36.
[24] نذير جبو، سلاطين هفيركان: صفحة من تاريخ الكرد، خليل علي مراد (مترجمًا)، (دهوك: د.ن (جامعة دهوك مركز الأبحاث العلمية والدراسات الكوردية)، 2012)، ص147.
[25] نذير جبو، سلاطين هفيركان، ص148.
[26] عبد الفتاح علي بوتاني، المصدر نفسه، ص48.
[27] المصدر السابق نفسه، ص57. وللمزيد يراجع:
حكيم مختار، معضلة كردستان والبديل الأمثل، دراسة ميدانية موثقة، (دهوك: د.ن، (بدون مكان النشر) 1997)، ص45.
[28] عبد الفتاح علي بوتاني، المصدر نفسه، ص58.. وللمزيد حول هذا الموضوع راجع:
تهامي عبدولي، إسلام الأكراد: نموذج الإسلام والأقليات قراءة في تداخل الديني والقبلي والقومي، (بيروت: د.ن، (دار الطليعة للطباعة والنشر) 2007)، ص179.
[29] عبد الفتاح علي بوتاني، المصدر نفسه، ص60.
[30] المصدر السابق نفسه، ص65.
[31] المصدر السابق نفسه، ص66.
[32] المصدر السابق نفسه، ص67.
[33] المصدر السابق نفسه، ص72.
[34] المصدر السابق نفسه، ص72.
[35] المصدر السابق نفسه، ص69.
[36] المصدر السابق نفسه، ص95.
[37] المصدر السابق نفسه، ص96.
[38] المصدر السابق نفسه، ص98.
[39] المصدر السابق نفسه، ص98.
[40] المصدر السابق نفسه، ص99.
[41] المصدر السابق نفسه، ص99.
[42] المصدر السابق نفسه، ص99.
[43] المصدر السابق نفسه، ص101.
[44] المصدر السابق نفسه، ص192.
[45] المصدر السابق نفسه، ص104.
[46] المصدر السابق نفسه، ص112.
[47] المصدر السابق نفسه، ص112.
[48] المصدر السابق نفسه، ص112.
[49] أحمد محمود خليل، “هل كان الكُرد أمّة خدمات لدول الإسلام السياسي؟”، (3/5/2013)، على الرابط:
http://kulilk.com/portal/node/32541.
[50] حامد محمود عيسى، القضية الكردية في تركيا، (القاهرة: د.ن، (مكتبة مدبولى) 2002)، ص 48..
[51] للمزيد راجع مقال: عادل عبد الزهرة شبيب، بعنوان (كلما سمعت كلمة مثقف تحسست مسدسي)، الحوار المتمدن ، (29/4/2020):
https://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=675327. (موجود على النت) الرابط لا يحيل على المقال
[52]للمزيد: علي شمدين، الإعلام والرأي العام الكردي في سوريا، ط1، (السليمانية: د.ن، (مؤسسة مارغريت ومؤسسة جمال عرفان الثقافية) 2014). .
[53] كانت الأحزاب الكردية والكردستانية قد اجتمعت في هولير بتاريخ (23/07/2013)، واتفقت على تشكيل لجنة تحضيرية لعقد (المؤتمر القومي الكردستاني) في أقرب وقت، ولكن ذلك الجهد باء كغيره بالفشل. .
[54]علي شمدين، الحركة الكردية في سوريا وظاهرة الانشقاقات، ط1، (السليمانية: د.ن، (مركز جميل روزبياني للأبحاث التاريخية) 2016)، ص 15.