فرهاد درويش : الهجرة والمستقبل المجهول

Share Button

باتت الهجرة من أهم المواضيع التي يتم مناقشتها عبر وسائل الإعلام المحلية والعالمية منذ اندلاع الثورة 12799113_985153378235829_3745276578544223273_nالسورية حتى هذه اللحظة دونما منازع، والحديث غالباً يكون متحموراً حول الأثار التي من الممكن أن يتعرض له المجتمع نتيجة الحاجة للكفاءات خاصة من الشباب، في مثل هذه الظروف القاهرة، بسبب الحرب الدائرة بين مختلف الفرقاء في مختلف المناطق السورية والكردية، والأزمة الاقتصادية التي تزداد حدة حتى باتت تخنق البلاد وما من بوادر حل يشمل السوريين وينقذهم من الضياع.
والهجرة ازدادت من قبل الشباب الكردي ليتشتتوا في أرجاء العالم وخاصة الدول الأوروبية  التي تستقبلهم ولكن بإقامات مؤقتة للبعض، والبعض الأخر يفقد حياته بسبب الظروف السيئة التي تلازم الهجرة الغير شرعية عبر البحار وتجارة الاعضاء كثرت في الآونة الأخيرة، وهناك دعوات جادة تطالب بالحد من الهجرة سواء من قبل بعض الأطراف السياسية، أو من وسائل الاعلام، وهذه الدعوات تركز على الآثار السلبية للهجرة.

ولكن يتوجب علينا قبل أن نركز على الآثار السلبية للهجرة والكلام الكثير حول تلك الآثار التي بات الجميع يعرف خطورتها. لابد أن نسلط الضوء على ما يصطدم به المهاجر إلى البلدان الاخرى، عدا صعوبة التأقلم، هناك أمور أخرى يتعرض إليها المهاجر منها أزمات نفسية حادة ناجمة عن تغيير نمط الحياة التي يعيشها ، و التعامل مع انماط جديدة من العلاقات الأجتماعية, والروتين اليومي , كما أن هناك موضوع الاندماج مع المجتمع الغربي الذي سيعيش معه و الذي كثيراً ما يرفض اندماج المهاجر الوافد ضمن مجتمعهم ,والنتيجة طبعاً انعدام ثقة المهاجر بنفسه و بقدراته التي كان قد اكتسبها في بلده ,وأغلب الأحيان يتعرض المهاجر إلى نوع من الانعزال و التقوقع على ذاته والحنين الذي بداخله إلى بلده.
كل تلك تلك الأثار تؤدي إلى ضياع بعض المهاجرين الشباب  و إلى صعوبة العودة إلى ما كانوا عليه سابقاً من نشاط فالهجرة من المناطق الكردية ليست جديدة بل لها تاريخُ قديم يمتد إلى سنوات قديمة و بطريقة ممنهجة من قبل النظام السوري و أجهزتة الأمنية في سبيل افراغ المناطق الكردية من شبابها و طمس المعالم التي تتميز بها المنطقة، كفعل سياسي يفقد من خلاله الكرد كافة حقوقهم الطبيعية ولكن منذ اندلاع (( الثورة السورية )) ازدادت الهجرة أكثر في منطقتنا لعدم وجود فرص استكمال الدراسة في المدارس والجامعات بالنسبة للشباب والتجنيد الإجباري من قبل الإدارة الذاتية والأزمات الاقتصادية الخانقة التي اثقلت كاهل الشعب.
حتى بات الجميع يفكر في الهجرة أملاً في العثور على حياة ومستقبلا أفضل، ونمط معيشة يتوفر فيها الكرامة وقسطاً من الحرية.
وللحد من هجرة الشباب بهذا الكم المخيف والمروع ، لا بد من التفكير بجدية بالبحث عن اسباب هذه الهجرة، التي تشل حركة المجتمع بتوفير أدنى شروط وأسس الحياة الكريمة، بتأمين فرص العمل والدراسة، والأهم هو الاستقرار السياسي في المناطق الكردية ، حيث تعد الخلافات السياسية بين أطراف الحركة السياسية احد أسباب الهجرة خاصة بين الشباب .
الهجرة الطبيعية كانت وستبقى في كل مناطق ودول العالم، للبحث عن حياة اجتماعية أو اقتصادية أو علمية أفضل، إما إذا تحولت إلى نزيف لكل شرائح المجتمع بالهروب من واقع معين، حتما ستكون نتائجها كارثية.
لذلك لا بد من الوقوف عليها خاصة أنها باتت أحد أسباب التغيير الديموغرافي في المناطق الكردية في سوريا.

Share Button

عن PDPKS

x

‎قد يُعجبك أيضاً

صدور العدد الجديد 648 من الديمقراطي

صدر العدد الجديد 648 من جريدة الديمقراطي التي يصدرها الحزب الديمقراطي التقدمي الكردي في سوريا، ...